لغز الانتخابات الآسيوية قبل “خميس الحسم”

الثلاثاء ٣٠ أبريل ٢٠١٣ الساعة ٤:٢٨ مساءً
لغز الانتخابات الآسيوية قبل “خميس الحسم”

يوم الخميس القادم سيسدل الستار على أشرس انتخابات عرفها مقعد رئاسة الاتحاد الآسيوي والتي كان عنوانها الرئيسي تلك المقولة التي تتداولها المجالس بسخرية “اتفق العرب على ألا يتفقوا”, حيث لم تفلح السعودية وحافظ المدلج في خلق التوافق الذي من أجله تقدمت السعودية بمرشحها لتوحيد الرأي العربي أمام توجه شرق آسيا التي وقفت برمتها خلف مرشح تايلند على رئاسة الاتحاد الآسيوي واراوي ماكودي, خصوصاً إذا ما علمنا انسحاب المرشح الصيني الذي كان ينافس واراوي ماكودي بإيعاز من اللجنة الأولمبية الصينية لخلق صف أقوى للشرق الآسيوي.

في الخليج حيث تطغى العشوائية وحب الذات والنظر بعين قاصرة, تمسك كلٌ من المرشحين يوسف السركال وسلمان بن إبراهيم آل خليفة بحظوظهما وحقّهما في الترشح, مع إدراكهما التام- وهما الخبيران بشؤون الانتخابات ولعبة توزيع الأصوات- بتضاؤل الفرص وانقسام الأصوات العربية في حال عدم توحيد الصف العربي من خلال مرشح واحد.

من هذا المنطلق وطمعاً في توحيد الصف والكلمة رأت السعودية بمنظورها الريادي والقيادي أن تجمع الأصوات العربية خلف مرشح توافقي بعد استنفاذ جميع السبل لتقريب وجهات النظر بين السركال وآل خليفة, فتقدمت بمرشحها الدكتور حافظ المدلج رئيس لجنة التسويق بالاتحاد الآسيوي, الذي صرح في أكثر من مناسبة: “قبل 2 مايو سنتفق على مرشح واحد”, لكن هذا التصريح كان حُلماً لـ”أُمّة ضحكت من جهلها الأمم”.

في اجتماع 6 مارس في عمّان الأردنية وجه الأمير علي بن الحسن- نائب رئيس الفيفا عن قارة آسيا-الدعوة إلى 13 اتحاداً من غرب آسيا للتشاور واختيار مرشح واحد من غرب آسيا, حضر السركال والمدلج وغاب آل خليفة وأبدت الكويت امتعاضها من ترشح المدلج، بل مررت أنها في حال انسحاب آل خليفة من سباق الترشح فإنها بصدد تقديم صوتها في الانتخابات للمشرح التايلندي واراوي ماكودي!!

ولأن لعبة الانتخابات تعتمد على المصالح والتحالفات, رمت الكويت من خلال الشيخ أحمد الفهد-رئيس اللجنة الأولمبية الآسيوية- بكامل ثقلها لدعم المرشح البحريني آل خليفة, وكان الشيخ الفهد قام بزيارات لبعض الدول الآسيوية لإقناعهم بالتصويت للمرشح البحريني على حساب الإماراتي السركال.

ويفسر المراقبون تحرك الفهد بالمدروس خصوصاً بعد توارد أخبار عن نية الكويت ترشيح ممثل قوي لها للفوز بالولاية القادمة لمنصب رئيس الاتحاد الآسيوي في عام 2015, والتي ستمكن الفائز بمنصب الرئيس من استمراره لأربع ولايات قادمة.

وكان رئيس اللجنة الأولمبية الآسيوية الشيخ أحمد الفهد خلال اليومين الماضيين قد قدم شكوى للفيفا يطالب فيها برد اعتبار من الإماراتي يوسف السركال الذي صرّح بأن اللجنة الأولمبية الآسيوية تقوم بحركات مريبة وتلاعبات فاضحة في الانتخابات, وأنها تدار وفق أهواء شخصية من قبل رئيسها الشيخ أحمد الفهد.

يوسف السركال الذي يعتبر أكثر المرشحين الخليجيين إقناعاً, يرتكز على تجربة طويلة داخلة أسوار الاتحاد الآسيوي قبل أن يشغل منصب نائب الرئيس لمحمد بن همام, ويجد السركال قبولاً لدى أغلب اتحادات القارة وهو مرشح للفوز بالمنصب في حالة سارت الانتخابات إلى جولة إعادة وخروج المرشح التايلندي من السباق, حيث من المتوقع أن تكون الأصوات التي بحوزة التايلندي في الجولة الأولى هي الحاسمة في جولة الإعادة.

قطر التي انشغلت بترشيح حسن الذوادي- مروج ملف كأس العالم 2022-للمقعد الآسيوي في تنفيذية الفيفا أبدت تحفظاً على تحركات أحمد الفهد وآل خليفة, ودعمت على استحياء توجه السركال والمدلج نحو التوافق على مرشح واحد عن غرب آسيا, لكنها عززت علاقاتها في جهة أخرى لكسب أصوات ترشيح ممثلها الذوادي رغبة في تجاوز بعض الصعوبات التي تواجه قطر قبل استضافتها كأس العالم, ومحاولة إيجاد حلقة وصل بين الفيفا والاتحاد القطري متمثلة في الذاودي لتسهيل الإجراءات وتفهم وجهات نظر الفيفا قبل إقامة المونديال العالمي على أرض قطر.

من جانب آخر تواردت أنباء في الساعات الأخيرة أن مرشح السعودية حافظ المدلج قد ينسحب من سباق الرئاسة في اللحظات الأخيرة قبل بدء الانتخابات, وأن هناك توجهاً سعودياً لدعم السركال الذي وضع في أجندته تنصيب حافظ المدلج نائباً للرئيس في حال فوزه بكرسي الرئاسة, لكن الأهم وبعد ظهور هذه الأخبار تساؤل إعلاميين ونقاد سعوديين: هل يستحق هذا المنصب كل هذا العناء, ثم إن زج اسم السعودية في سباق الترشح ومن ثم الانسحاب بهذا الشكل وكأن مرشحها المدلج أرنب سباق لصالح السركال هو إساءة لمكانة السعودية في القارة الآسيوية كروياً, وهل كان ترشح المدلج مقنعاً منذ البداية للوسط الرياضي السعودي؟!!