بدء زراعة “الدخن” في الباحة مع بزوغ نجم “سهيل اليماني”

الجمعة ٢٦ أبريل ٢٠١٣ الساعة ٢:٢٤ مساءً
بدء زراعة “الدخن” في الباحة مع بزوغ نجم “سهيل اليماني”

بدأ المزارعون بمنطقة الباحة بحرث أراضيهم ونثر بذور “الدخن” تزامناً مع بزوغ نجم سهيل اليماني الذي دلف متلألئاً إلى الأفق الجنوبي.
وتعد حبوب “الدخن” من أفضل وأجود أنواع المحاصيل الزراعية بالمنطقة وأغلاها ثمناً نظراً لغناها بالكثير من العناصر الغذائية التي يفضلها معظم أفراد العائلة وكبار السن على وجه الخصوص, حيث تكمن فوائد “الدخن” الصحية في احتوائه على نحو 10% من وزنه بروتيناً وقرابة 4% دهناً, علاوة على العديد من العناصر الغذائية والفيتامينات والمعادن.
وأكدت الدراسات العلمية أن حبوب الدخن تعمل على خفض السكر بالجسم لاحتوائها على مواد نشوية وبروتينية وفيتامينات وكويريستين وزيت ثابت, كما تعد مادة عاقلة للبطن أي مضادة للإسهال، وقاطعة للقيء, وتستخدم أيضاً لمن يعانون من احتباس البول, ولمرضى التهاب القولون وقروح المعدة.
وتتنوع محاصيل “الدخن” الذي يصل طول سيقانه بعد نضجه من 30 إلى 120 سم، ما بين البلدي ذي الحبة الصغيرة الذي يزرع عادة في جبل شدا الأسفل، وفي وادي لومة إلى الغرب, وعلى ضفاف وادي الأحسبة غرب محافظة المخواة, فضلاً كما يُزرع في قرى هوران ومنجل التابعة لمحافظة المخواة، الذي يعد الأجود والأغلى في المنطقة, فيما يختلف النوع الثاني بطول سنابله وبحبته الكبيرة التي تحمل اللون الأصفر, حيث يزرع عادة في الجزء المحاذي للبحر الأحمر، وهو أقل جودة وسعراً.
وتتطلب زراعة “الدخن” كميةً كبيرةً من المياه, الأمر الذي لم يغفل عنه المزارعون، حيث عمدوا لزراعته من خلال المدرجات الزراعية التي تعمل على الحد من السيلان السطحي لمياه المطر والري, كما يتطلب حصاده جهداً كبيراً وفريقاً ليس بالقليل في موسمه الخريفي, ولذلك يعزى ارتفاع قيمة “مد” الدخن الذي يراوح بين 80 و100 ريال.
ويشهد بيع محصول “الدخن” تبايناً في الأسواق, حيث يزداد الطلب عليه في شهر رمضان المبارك وفي مواسم الأعياد التي يفضل فيها السكان الأكلات الشعبية المصنوعة من طحين “الدخن”, ومنها على سبيل المثال “الثريد” الذي يُصنع بإضافة الحليب إلى قرصان الدخن وهرسها معاً لتكون أكلةً لذيذةً في شهر رمضان يفضلها البعض بإضافة السكر لمنحه طعماً حلواً.
ويدخل” الدخن” في صناعة الخبز والقرصان والمسيلات كما يسميها البعض في تهامة المنطقة وخاصة في المخواة, إلى جانب صناعة الكيك والمعجنات, وكذا في عملية تحضير إنضاج السمن البلدي لإعطائه النكهة المطلوبة.