منازل تبيع الموت في جدة داخل وجبات جماعية

تنتشر بكثرة -وعلى أعين الملأ وفي وضح النهار، بينما لا يتوارى منها سوى قليل، فيصِل إليها من يقصدها ويسأل عنها- مطاعم تبيع أكلات شعبية عربية وأجنبية، وبعضها تختص بالأكل الإفريقي كالـ”شية” و”السيرية” من اللحوم المقددة، التي لا يعرف مصدرها، ويقوم على طهوها أشخاص مخالفون لا يعرفون شيئاً من وسائل السلامة أو النظافة.

يتخذون من بيوت شعبية قديمة مقراً لهم، ويقصدهم القاصدون للأكل عندهم بأسعار ليست بالقليلة، فقد تصل قيمة الوجبة الواحدة إلى 70 و80 ريالاً، في حين تنتشر حول هذه المطاعم عشرات “الحجات” والباعة ممن يبيعون الخضار والمواد الغذائية في أكياس من النايلون، وسط مشهد من التلوث، كل ذلك وأمانة محافظة جدة ترى وتسمع.. لكن…!

قد يهمّك أيضاً

الغفيلي لـ “المواطن”: أكاديمية #ريال_مدريد مخصصة للتعليم العام فقط

تفسيرات متناقضة في الصحف الأمريكية حول أحداث 11 سبتمبر

ويقول عنبر عبدالدايم: “نعم.. أنا أرتاد هذه المطاعم المنتشرة في كل الأحياء الجنوبية من محافظة جدة كالهنداوية والسبيل والقريات وغليل والكرنتينة، ويعجبني ما يقدمون من طعام، رغم عدم معرفتي بمصادر اللحوم التي يطهونها، أو الأماكن التي تقدم بها، خاصة وأن الأواني التي نأكل بها يأكل بها الآخرون. ولذلك أحرص أحياناً على أخذ أواني بلاستيكية معي لأستخدمها”.

من جانبه، ذكر فيصل الساطي أنه قبل عرضاً من أحد أصدقائه على العشاء، فإذا به يأخذه إلى متاهات وسط حي غليل، حتى وصلوا إلى أحد المنازل الشعبية التي كان حولها كثير من الأفارقة المتخلفون، يأكلون على نحو مقزز. وأضاف: “حين دخلنا المنزل ووضع الطعام أمامي، لم أستطع أن أبتلع ولو لقمة واحدة”.

أما عبدالقادر بن حازم وخالد هاشم، فذكرا أن هذه الأماكن -التي يدعي البعض أنها مطاعم- لا تعترف بوسائل نظافة ولا شهادات صحية ولا أي شيء، ما يجعلك ترتاب في كل شيء حولك، وتشك في مصادر الطعام وكيفية طهوه.

ويعلق مدير عام التراخيص ومراقبة الأسواق بأمانة محافظة جدة -بشير بن نجم- على شكوى المواطنين قائلاً: إن هناك جولات مكثفة على جميع المطاعم والأماكن المشبوهة المخالفة، إلا أن الحال يكون أصعب قليلاً بالنسبة لمناطق جنوب محافظة جدة، لكونها شعبية وقديمة ومتوارية، ولكون كثير من سكانها يتعاونون مع هؤلاء المخالفين ويأكلون لديهم.

وتابع: “مع ذلك هناك جولات كل يوم أربعاء، يقوم عليها رؤساء البلديات؛ حيث يداهمون المواقع التي تكتشف بالتعاون مع الجهات الأمنية والحكومية الأخرى”، لافتاً إلى أن كل رئيس بلدية مطالب بتقارير عن جولاته ومداهماته وما تم ضبطه وإغلاقه أسبوعياً.

وأهاب نجم بالمواطنين والمقيمين بالإبلاغ عن المخالفين وعن مثل هذه المخالفات للأمانة والجهات المختصة الأخرى.