(أيها الحفل الكريم المكلف!!)

الأحد ١٢ مايو ٢٠١٣ الساعة ٩:٣٢ صباحاً
(أيها الحفل الكريم المكلف!!)

 نحن  ننفق على الاحتفالات مبالغ خيالية وهي تكاد تكون متشابهة في كل شيء، فقرات الحفل كلها لا تختلف عن بعضها وترتيبها كذلك، تبدأ بما يتيسر من الذكر الحكيم ومن ثم كلمة تليها كلمة تليها كلمة وتنتهي بالتصفيق، الذي يليه تناول طعام العشاء وبهكذا تنتهي الحفلة ومن ثم تأتي بعدها التكاليف التي تدفعها المنشأة من ميزانيتها على حفل لم يقدم شيئاً سوى كلام في كلام وهو كلام مكلف جداً وغالي الثمن ننفقه على خطب غالباً ما يبدؤونها أيها الحفل الكريم، والحقيقة أنني وغيري يتابعها وهو يسأل نفسه عن حجم المصروفات، بينما يفترض أن يسأل المسؤول عن كل شيء لكنه وبكل أسف لا يسأل أبداً إلا عن نجاح الحفل، هذه الظاهرة التي لم تعد تقتصر على المناسبات المهمة، بل تجاوزتها لتصل إلى أي مناسبة حتى وإن كانت لا توجد مناسبة تراهم يخترعون منايبة من أجل أن يحتفلوا وينفقوا عليها مبالغ خيالية لو وجهت بطريقة صحيحة لكانت الفائدة أكبر وأشمل بدلاً من أن نخسر بسببها أموالاً تذهب هباءً والناس كلهم يريدون أن يذهب الريال إلى المكان المناسب، آسف أنا قلت الناس، والناس هنا بعيدون عن كل شيء إلا عن التعب، لكن القضية هي أن بعض المسؤولين يعتقدون أن مسؤوليتهم هي ليست في تصيف الأمور وحسن الإدارة، بل في البقاء في المكان إلى ما لا نهاية ليمارسوا البذخ والنفاق الاجتماعي، وأنا هنا لا أتحدث عن كل المناسبات المهمة، بل عن تلك الثانوية التي لا قيمة لها!!…،،،

· لا والمشكلة أن كلنا يعرف أن الأحلام لا تتحقق بالكلام، وبالرغم من ذلك لا يزال بعضنا يصرون على الثرثرة ويمارسون ذات الفعل في كل مناسبة، أنا شخصياً لم أعجب بخطيب قط كإعجابي بمعمر القذافي ذلك المجنون الذي ظل يعيش في عالمه ويخاطب شعبه حتى آخر لحظة بمن أنتم، ولأن بني يعرب أشطر خلق الله في الكلام وصل به إلى ابتكار مفردات ظلت بعده ذكرى لزمن بائد منها إلى الأمام إلى الأمام إلى أن وصل به الأمر للنهاية المؤلمة، وهي حكاية كانت بدايتها ثورة ونهايتها ألماً وشتاتاً وضياعاً وبكاءً وصمتاً ومقابر، وهاهي ليبيا لا تزال تعيش حكاياتها مع الثورة والثرثرة، وعلى الرغم من ذلك يظل الكلام هو سيد المكان والزمان على الأقل في عالمنا العربي، بينما لم أشاهد قط في الغرب أثناء دراستي في أمريكا احتفالات إلا في حفل التخرج، وهو حفل بسيط لم يكن يحتوي لا على خطب ولا على الكلام وهم على العكس هم يتفوقون تقنياً ويبدعون ومن حقهم أن يحتفلوا لكنهم لا يهتمون بذلك؛ لأنهم ببساطة لا يتقنون الثرثرة، فهل نتقن نحن الصمت!! أتمنى ذلك!!..،،،

· (خاتمة..)..لا بأس أن نحتفل في كل مناسبة سعيدة، لكن علينا أن نحسب أن كل ريال ننفقه من الصعب أن نسترده أبداً!!!… وهي خاتمتي ودمتم.

 @ibrahim_wsslتويتر

[email protected]

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق
الاسم
البريد الإلكتروني