بالصور.. افتتاح المؤتمر الدولي الثاني للغة العربية بدبي

الأربعاء ٨ مايو ٢٠١٣ الساعة ٣:٠٣ مساءً
بالصور.. افتتاح المؤتمر الدولي الثاني للغة العربية بدبي

افتتح صباح اليوم، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الثاني للغة العربية الذي تستضيفه دولة الإمارات تحت رعايته بدبي.

وأوضح الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع في دولة الإمارات، أن الخطرَ الذي يحيق باللغة العربية، لا يَمَسُّ تاريخَها ومجدَها التليد، كلغةٍ حيّةٍ وقوية، لديها كافةُ مقوماتِ الحياةِ والتطور ـ الخطرُ لا يَمَسُّ اللغةَ العربية، كلغةٍ للعلمِ والبحث، والترجمةِ والتأليفِ ـ ولكنّه يكمن في إبعادِها، عن مواقِعِها الطبيعية، في المدارس، والمكاتب وبقية العلوم.

وأشار وزير الثقافة والشباب، إلى أن عدم الالتفاتِ إلى نتائجِ البحوثِ والدراسات، التي تهتمُّ بمكانةِ اللغةِ الأمّ، في تطورِ الفرد، وتقدمِ الجماعة وفي استمراريةِ الاعتمادِ على مناهج، وطرقِ تدريسٍ غيرِ فعالة للغةِ العربية يشكل الخطر الأول.

ونوه أن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم يؤكد دائماً أن اللغةَ العربية، هي وعاءُ حضارةِ الأمة، ورمز هُويتِها، ومُستودَعُ تراثِها ومعارفِها، وإلى توجيهاتِكم المستمرة، بالحفاظِ عليها، والارتقاءِ بها، والعملِ دوماً، على تعميقِ وظيفتِها، كأداةٍ للتقدمِ والتطور، في كافة المجالات.

ولفت الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان إلى أن اللغة العربية هي لغةُ القرآنِ الكريم ـ اللغةُ العربية، هي آداب، وتقاليد، وطرقُ تفكير، ووسائلُ تواصل واللغةُ العربية، هي التعبيرُ الحقيقيّ، عن الوُجدانِ الوطنيِّ والقوميّ، إنها دائماً، الحاميةُ له، ضدَّ الذَّوَبانِ والانصِهار ـ اللغةُ العربية، لها سِحرُها، وجَلالُها، وقوتها الهائلة، في تعزيزِ مسيرةِ المجتمع، بل وفي تشكيلِ مستقبلِ الأمةِ كلِّها.

وذكر أن هناك إقبالاً كبيراً على تعلُّمِ اللغةِ العربية، يتزايدُ من قِبَلِ الناطقين بغيرِها، بل وأكثرَ من هذا، يتكاثرُ إنشاءُ مراكز، لتعليمِ اللغةِ العربية، في كافةِ أنحاءِ العالم.

ودعا آل نهيان إلى وقفة، تجعلُ الجميعَ شركاء، في حمايةِ اللغةِ العربية، من كافةِ هذه الأخطارِ المحدِقةِ بها، ولعلّ مؤتمرَكم هذا، هو خطوةٌ إيجابيةٌ جداً، على الطريقِ الصحيح.

من جهته كشف الدكتور علي الموسى أمين عام المجلس الدولي للغة العربية، أن اللغة العربية تبتعد يوماً بعد الآخر عن العلوم المعارف والإدارة والتجارة الحديثة أخطر من هذا كله أن اللغة العربية تبتعد يومًا بعد يوم عن العلوم والمعارف والإدارة والتقنية والصناعات والتجارة الحديثة لتصبح غير قادرة على استيعابها للمستجدات لا لعجز فيها وإنما بتخاذل أبنائها، عندما تصبح اللغة الأجنبية فرض عين واللغة العربية فرض كفاية لمن استطاع إليها سبيلاً.

وأشار الدكتور الموسى أمين عام المجلس الدولي للغة العربية خلال كلمته التي ألقاها خلال الافتتاح، إلى أن اللغة العربية هي اللغة الموحدة والجامعة المانعة، التي تضمن السيادة والريادة والقيادة، وتتكفل بالشعور بالانتماء والولاء، والصدق والوفاء، والبناء للوطن ومؤسساته وللمواطن الصالح وإعادة إنتاج المجتمع، وقيمه وثوابته، لأن اللغة مصدر من مصادر الذات لا تنفصل عنها مهما كانت المسببات.

وأوضح الدكتور علي الموسى أن هناك فئة لا ترى خطرًا عليها لأنها لغة الذكر الحكيم، مؤكداً على وجود الحقائق والإحصاءات والواقع الذي تواجهه اللغة العربية في كافة الميادين وبشهادة العارفين أنها في خطر شديد، ليس في تراكيبها وصياغاتها وقواعدها ومفرداتها، ولكن في وجودها في مواقعها الطبيعية وفي استخدامها بشكل صحيح في الحياة اليومية، حيث إنها تعاني من الإقصاء في التعليم وسوق العمل والإدارة والإعلام والتجارة والتقنية والسياحة وغيرها، في الوقت الذي يتم فيه تشجيع واشتراط استخدام اللغة الأجنبية ومعرفتها في هذه المجالات الحيوية.

وأضاف وقد فرض سوق العمل والتقنية الحديثة والتجارة والإعلام على المؤسسات التعليمية والمجتمع تبني اللغة الأجنبية. ولهذا فإنه جدير بنا جميعًا إدراك مسؤولياتنا عن ضعف مجتمعاتنا في اللغة العربية، ونطالب وزارات التربية والتعليم في الدول العربية بإعادة النظر في بناء وتصميم الخطط الدراسية بحيث تتبلور وفق معايير تراعي الكفايات اللغوية في كل مرحلة عمرية ودراسية.

وطالب جميع مؤسسات التعليم العالي، والجهات المعنية بالتوظيف باشتراط إتقان المتقدم لها للغة العربية، وفق معايير واختبارات وطنية تضعها تلك الجهات.

واقترح الدكتور الموسى في نهاية الكلمة مؤتمراً قادماً تحت عنوان “الاستثمار في اللغة العربية ومستقبلها الوطني والعربي والدولي”، لتعزيز الوحدة والتضامن والسيادة الوطنية ويدعم الأمن والاستقرار وتكافؤ الفرص والمساواة بين أفراد المجتمع ويفتح آفاقًا استثمارية جديدة، وهذا الاستثمار له عوائده العالية على مستوى الفرد والمجتمع والدولة.

وبين الدكتور أن هذا المؤتمر أتى ليعلن الخطر القادم على اللغة ويرفع من مستوى الوعي بها، ويقدم مبادرات وحلولاً عملية، من خلال تقدم ما يقرب من 550 باحثًا للمشاركة في المؤتمر وسجل فيه ما يزيد عن 1000 شخصية من 70 دولة يناقشون 372 بحثًا تمت الموافقة عليها وجدولتها في 63 ندوة وجلسة رئيسية.

page