أمير (قطر).. أرِدْ ما يكون.!

الإثنين ٢٤ يونيو ٢٠١٣ الساعة ٩:٠٦ مساءً
أمير (قطر).. أرِدْ ما يكون.!

كانت الصحافة الفرنسية قبل شهور أولَ مُسرب سيناريو إعادة تشكيل بيت الحكم القطري.
وكعادتنا خليجياً تتالتْ بيانات النفي والتشكيك، لكن السيناريو تحقق. فماذا وراءه؟.
يكذب من يدعي معرفته (بحقائق) خلفيات تَنحي أمير قطر إرادياً لابنه وليِ العهد، فستظل (الحقائق) حبيسةَ الصناديق السوداء المحدودةِ المطلعةِ عليه. وكلُ ما سيُتداولُ إما رواية رسمية، لها بعض جوانبِ الوجاهة، أو إرهاصاتٌ تخدم غاياتِ مُروّجيها.
والسبب في كل ذلك أن سُنّةَ المُلْكِ الأزليةَ أنه (يُنزع) و(لا يُعطى). مع أن لكل قاعدةٍ شواذاً تؤكد قاعدِيّتَها. والقاعدةُ ذاتُها مرتْ بقطر أكثر من مرة. فهل تكونُ حالةُ الشيخ حمد هي من شَواذِ القاعدة؟ أم أنها رُتّبتْ بمبدأِ “إذا لم يكُنْ ما تُريد.. فأرِد ما يكون”؟.
ما يعنينا الآن هو (غَدُ) قطر. فقد صنع لها الشيخ حمد ووزير خارجيته، الأبرزُ حضوراً سياسياً على الساحات العربية والدولية، مَكاناتٍ مميزةً سواء وافقت هوى البعض ومصالحه أو خالفتْهُما.
فيجدر إذاً طرح التساؤلات التالية:
• هل سيستمر ذاك الحضور القوي؟.
الأرجح (نعم)؛ لأنه ما من حاكم يتولى إلّا يريد صنع مجدٍ أعظمَ لتاريخه.
عندها نسأل: هل سيكون الحضور بالسياسات ذاتِها والأدواتِ نفسِها؟. الأرجح (لا)؛ لأن كل حاكمٍ يبتغي (التميّز) عن أسلافه. ولو كانت ستستمر السياساتُ والأدواتُ لما تَفاعلتْ الأقطابُ الدوليةُ مع التغيير، فهي حتماً تريد (جديداً) لم يُكشفْ كُنهُه بعد.
• ماذا عن علاقات قطر بجيرانها الخليجيين، خاصةً السعودية؟ هل سيدرك الجميع عملياً أن “المصير واحد” فيتعاملون وِفقه؟
وهنا نستحضر كل مخاضات التجاذب أو عكسه الذي مر بعلاقات السعودية وقطر فنتأمل أن تكون رافداً لبناء علاقات تحالف حقيقي قوي تستطيع به قياداتهما بناء ما تنذر مخاضاتُ الثورات المتلاحقة بتقويضه عربياً.
• هل يعني تغيير الحاكم أن أسلافه تواروا عن الصورة تماماً، خاصةً الشيخ جاسم رئيس الوزراء وزير الخارجية؟
بالتأكيد (لا). فسيظل رقماً صعباً أساسياً. ليس في حكم قطر، بل في سياسات المنطقة عربياً وإقليمياً. وستكون له (أدوار) خفيّةٌ أو علنيّة، وربما (عودةٌ) يوماً ما لشؤون الخليج من بواباتٍ كثيرة. فهو ابن الخليج وأحد قلائلَ يحفظون من (أسرار) المنطقة ما سيظل خافياً عن أجيالها لعشرات السنين.
“إذا لم يكُن ما تريد.. فأرد ما يكون”. هذا ما تعاملتْ به قطر، بكل أطيافها، مع معطياتٍ جديدةٍ غير مسبوقةٍ خليجياً. فالحمد لله على السلامة.

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق
الاسم
البريد الإلكتروني

  • علي بن عبدالله الجريس

    امتاز هذا المقال بالزانه وفتح عذة نوافذ للتفكير في المسئله القطريه من قبل الكاتب القدير معروف الشيباني ولمزيد من النوافذنقول هل يتحول الشيخ حمد الى فلدمير يحكم من وراء الستار ام ان تميم الرجل المناسب للمرحله الاكثر جرئه في السياسه القطريه بجزيرتها وقواعد الاميركان فيهاهل هي دولة خليجيه حدثية التفكير والنهج تريد الخير للجليج بحسب تفكيرها ام ياتراها جندي امريكي صغير مشاغب يهدم جدران الاخرين ويكتب عليها عباراته الثوريه هل لايمكن تفسير الحراك القطري بمعزل عن امريكاوالمستقبل العربي الذي تريده