السديس يدعو المسلمين للالتزام بخفض نسب الحجاج والمعتمرين

السبت ٢٢ يونيو ٢٠١٣ الساعة ٣:١٧ مساءً
السديس يدعو المسلمين للالتزام بخفض نسب الحجاج والمعتمرين

أكد الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس أن مشروع توسعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز التاريخية لرفع الطاقة الاستيعابية للمطاف يهدف إلى التيسير على الحجاج والمعتمرين في أداء شعيرة الطواف.

وقال السديس بأن المشروع سيحدث بعد انتهائه قفزة مهمة ونقلة نوعية في مستوى منظومة الخدمات التي تقدمها الدولة – وفقها الله – للمسجد الحرام وقاصديه الكرام.

وأضاف: المشروع يأتي انطلاقاً من مبادئ ديننا الإسلامي الحنيف ومقاصد شريعتنا الغراء وقواعدها المثلى في السماحة واليسر ورفع الحرج ورعاية المصالح ودرء المفاسد وتحقيق أمن المكلفين وسلامتهم وإزالة الضرر والعنت والمشقة عنهم وتوفير سبل الراحة والطمأنينة لهم وتحقيقاً لما أراد الله عز وجل لبيته الحرام من كونه واحة أمن وأمان.

وأشار السديس إلى أن العمل في هذا المشروع العملاق ما زال جارياً على قدم وساق مما ترتب عليه ضيق مساحة المطاف وازدحام وتكدس الطائفين الأمر الذي قد يسبب ضرراً على أمنهم وسلامتهم وخطراً على راحتهم وصحتهم لاسيما وقد تفرع عن هذا المشروع مشروع آخر مهم وهو الجسر المعد لذوي الاحتياجات الخاصة الذي سيأخذ حيزاً كبيراً من المطاف وسيؤثر في تقليص عدد الطائفين.

وأوضح السديس أن المطاف كان قبل المشروع يتسع لقرابة 48 ألف طائف في الساعة وفي أثناء المشروع إلى 22 ألف طائف في الساعة وبعد نهاية المشروع بحول الله سيستوعب 105 آلاف طائف في الساعة ولذلك فإن الضرورة الشرعية والمصلحة العامة المرعية تقتضي تخفيض نسبة أعداد الحجاج والمعتمرين بشكل مؤقت واستثنائي حتى يتم الانتهاء من هذه المشروع العظيم.

ودعا السديس المسلمين إلى مراعاة شدة الزحام خلال هذه الفترة المؤقتة حيث يشهد المسجد الحرام ورشة عمل كبرى هذه الأيام في التوسعة والخدمات وإلى عدم تكرار الحج والعمرة خاصة في هذه الفترة وإفساح المجال لإخوانهم الذين لم تتح لهم فرصة أداء المناسك حفاظاً على أرواحهم وسلامتهم وليؤدوا مناسكهم بكل يسر وسهولة وأمان وراحة واطمئنان وأن يراعوا الأخذ بنسب تخفيض أعداد القادمين لأداء المناسك خلال هذه الفترة المحدودة.

وتابع: إنه من المقاصد الشرعية المعتبرة حفظ النفس وعدم الإلقاء بها إلى التهلكة كما أن من القواعد المقررة في الشريعة أن المشقة تجلب التيسير وأن الضرر يزال وأن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح وأن الأمر إذا ضاق اتسع وأنه إذا تعارضت المصلحتان أخذ بأعلاهما وأن الأمر إذا آل لضرر أو أذى فإنه يمنع شرعاً وبالأخذ بالاعتبار لهذه المصالح العظمى والمقاصد الكبرى سيحقق هذا المشروع ـ بإذن الله ـ ما يؤمل منه من تأمين سبل الراحة للحجاج والمعتمرين.

كما دعا السديس المسلمين إلى تعاونهم وتفاعلهم الإيجابي مع هذا القرار الحكيم لتحقيق المصالح العليا للأمة الإسلامية والدعوة موجهة لقادة الأمة وعلمائها في تعزيز ما رآه ولاة الأمر في المملكة في ذلك الأمر وأن يبينوا للمسلمين أسباب هذا التوجه الحميد وآثاره النافعة، لاسيما وأنه أمر مؤقت ومحدود بمدة زمنية قصيرة, مراعاة لفقه الأولويات والمصالح التي يجب أن يعيها المسلمون لاسيما الحجاج والمعتمرون والزائرون.

وأكد السديس أن ما تبذله المملكة قيادة وحكومة وشعباً للحرمين الشريفين إنما يصب في مصلحة ضيوف الرحمن والحرص على راحتهم وسلامتهم لا سيما ونحن على أبواب شهر رمضان المبارك وموسم الحج إلى بيت الله الحرام وتلك المواسم التي يتوقع فيها الزحام الشديد وتدفق الأعداد الهائلة من المسلمين للحرمين الشريفين.

وأهابت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي بالمسلمين من داخل المملكة وخارجها مراعاة التقيد بخفض النسب في أعداد الحجاج والمعتمرين والزائرين لا سيما من إخواننا في داخل المملكة ونطمئنهم أن هذا الأمر استثنائي ومؤقت ريثما ينتهي هذا المشروع الرائد قريباً إن شاء الله.

ودعت الرئاسة الجميع إلى التعاون والتفاعل بايجابية في تطبيق هذا القرار الحكيم تحقيقاً للمصالح العامة مع التأكيد على دور وسائل الإعلام في التوعية بأهمية هذا الموضوع.

وسأل الله أن يجزي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود خير الجزاء على ما قدمه ويقدمه للحرمين الشريفين من خدمات وتوسعات لقاصديهما من تيسير وتسهيل على أرقى المستويات وأن يجعل ذلك في موازين أعماله الصالحة وأن يشد أزره بولي عهده الأمين وسمو نائبه الثاني وأن يوفقهم لما فيه خدمة الإسلام والمسلمين إنه جواد كريم.