العرفج يصف الشنار بـ”نكرة تحول إلى معرفة”

الثلاثاء ١٨ يونيو ٢٠١٣ الساعة ١٠:١٧ صباحاً
العرفج يصف الشنار بـ”نكرة تحول إلى معرفة”

تسببت تغريدة أطلقها الشيخ محمد الشنار في ردود أفعال واسعة بين مشايخ ومثقفين ومهتمين بعد أن ذكر عدم جواز الذهاب إلى دبي لكثرة الفواحش والمنكرات فيها.

وكان من بين ردود الفعل التي أعقبت تغريدة الشنار ما ذكره  كاتب جريدة المدينة اليوم أحمد العرفج بأن صاحب التغريدة- محمد الشنار- هو نكرة ولكن بعد تغريدة الفتوى تحول إلى خانة معرفة.

وقال العرفج في مقاله المنشور اليوم في جريدة المدينة:

تُذكّرني وَسَائل المِيديَا الحَديثة بزَنبيل “الفرّقنا” أو “الدلَّالة”، ذَلك الزَّنبيل الذي يَحمله البَائع المُتجوّل فَوق رَأسه؛ وفيهِ كُلّ شَيء، حَيثُ تَجد فِيهِ مَادّة الحنّا وقِطَع القُمَاش، والشَّاي والمَاء، والعِلك وحَلَاوة البَقرة… إلخ..!

و”تويتر” لَيس بَعيداً عَن هَذا؛ لأنَّك تَجد كُلّ الأصنَاف مِن البَضَائع، ومِنها تَغريدة أطلَقها أحدُهم هَذا نَصّها: (تَسألني امرَأة، هَل يَجوز السَّفر لدُبَي مِن غَير مَحْرَم، فأجبتُها: لا يَجوز الذِّهَاب لدُبَي ولَو بمَحْرَم لغَير الضّرورة…… إلخ)..!

بَعد هَذه التَّغريدة أقول: قَد أُخَالِف بَعض الأصدقَاء والزُّملَاء؛ الذين عَنَّفوا المُغرِّد عَلى تَغريدته، حَيثُ إنَّني أُؤيِّد هَذه المَقولة لِمَا فِيهَا مِن الخَير للبَلدين، وذَلك للأسبَاب التَّالية، أوّلاً: الشَّعب السّعودي مسفَار؛ وحِين يَنوي السَّفر إلَى دُبَي سيُشكِّل ضَغطاً عَلى هَذه المَدينة المُنظَّمة والمُرتَّبة، ولا عَجب إذَا سَافر السّعوديون إلَى دُبّي أن تَزدحم الشَّوارع؛ وتَرتفع أسعَار الفَنادِق، وتَشكو المَطَاعم مِن كَثرة الطَّوابير، وتَراكُم الحجُوزَات..!

كَما أنَّ السَّفر إلَى دُبَي يَجعل السّعودي يَشعر بـ”المَغص” وضيق الصَّدر؛ لأنَّه حَال دخُوله إلَى دُبَي، يَبدأ في طَرح الأسئِلَة بَينه وبَين نَفسه: (لمَاذا دُبَي هَكذا ؟، مَا الذي فَعلته دُبَي ونَعجز نَحنُ عَن فعله؟! مَا الذي يَجعل دُبَي قِبلَة للمُسَافرين، في حِين أنَّ أهل جُدَّة-مَثلاً- يُراقبون أورَاق التَّقويم؛ ليُرتّبوا حجُوزاتهم، لتَكون في أوّل أيَّام الإجَازة؟!).. ومِثل هَذه الأسئِلَة تُوجع الرَّأس، وتُكدِّر الخَاطِر..!

حَسناً.. مَاذا بَقي؟!

بَقي القَول: أعرف ويَعرف الكَثيرون غَيري؛ أنَّ هَذا الشَّخص الذي أَطْلَق تِلك التَّغريدة نَكِرَة، وقَد تَحوَّل بَعد تَغريدته إلى خَانَة المَعرفة، ومَا ذَاك إلَّا لغَرابة مَقولته، التي سأحمِلُهَا عَلى المَحْمَل الحَسَن وأقول: إنَّ هَذا الشَّخص- بَارك الله فيهِ- يُريد أن يَحمينا مِن “المَغص” والكدر مِن الأسئِلَة؛ لأنَّ السُّؤال أكثَر أدوَات الفِكْر فَتكاً، لذَلك يَقول الشَّاعِر:

ولَو أنِّي جُعلتُ أمير قَومٍ

لَمَا قَاتلتُ إلَّا بالسُّؤالِ…!

يُشار إلى أن الشيخ محمد الشنار نشر بياناً وضح فيه تراجعه عن فتوى تحريم السفر إلى دبي وذكر في بيانه أن الحق أحق أن يتبع فإني أعلن توقفي عن القول (بتحريم السفر إلى مدينة دبي لغير ضرورة) مع التأكيد على تحريم ما نراه في واقع بعض المسلمين هداهم الله من ارتيادهم لأماكن تحتوي على مخالفات شرعية كشرب الخمور أو المراقص أو الاختلاط المحرم فإن هذا محرم بلا شك سواء أكان في بلد مسلم أم غير مسلم.

وأوضح الشنار عدة نقاط كان منها:-

١- أهل الإمارات إخواننا ولهم الحب والتقدير في قلوبنا، وهم معروفون بمحافظتهم على أصالتهم وتقاليدهم الطيبة وحرصهم على دينهم الذي به تستقيم حياة كل مجتمع، ولن يستطيع أحد- إن شاء الله- أن يفسد هذه المودة واللحمة بين أبناء الدين الواحد.

٢- كان المقصود بالتغريدة نصيحة من يريد السفر حتى يكون على احتياط لدينه ولا يغشى المواقع المشتملة على المحرمات والدين النصيحة.

٣- على المسلم أن يتقي الله في سياحته وسفره كما يتقيه في إقامته، وألا يكون السفر سبباً في ضياع الأوقات وإهدار الأموال لقول النبي صلى الله عليه وسلم:

“لَا تَزُولُ قَدَمُ ابْنِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عِنْدِ رَبِّهِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ خَمْسٍ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَ أَفْنَاهُ وَعَنْ شَبَابِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ وَمَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ وَمَاذَا عَمِلَ فِيمَا عَلِمَ”.