استبدال ضيافة القهوة بـ “الواي فاي” يثير مخاوف اندثار الأصالة

الخميس ١١ يوليو ٢٠١٣ الساعة ١١:٣٢ مساءً
استبدال ضيافة القهوة بـ “الواي فاي” يثير مخاوف اندثار الأصالة

سحبت خدمة الواي فاي البساط من تحت أقدام العديد من العادات القبلية كالقهوة والشاي والترحيب والسواليف التي تعود عليها الرجل العربي الأصيل عند قدوم الضيف إليه في منزله، ولا عزاء عندما يكون القادم نفسه هو من يمتنع عن هذه العادات ويطلب إكرامه برقم الواي فاي الخاص لتحديث هاتفه النقال وإنزال بعض المقاطع وتطبيق خدمة الكيك والبرلنقوا ومراسلة الشلة في القروبات ثم المغادرة دون أن يتناول كرم الضيافة أو يتفوّه بكلمة.

وانتقد عدد من كبار السن التخلي والانسلاخ من العادات العربية القديمة التي هي إرث عربي أصيل تناقلته الأجيال منذ آلاف السنين.

وأعرب كبار السن عن أسفهم لهذه التقنية التي اكتسحت بسرعة هائلة الكثير من عاداتهم وأصالتهم العربية التي أصيبت بتراخٍ وفتور في الأعوام الأخيرة، ويخشون مع مرور الزمن وغيابهم أن تضع هذه التقنيات أبناءهم في حيّز الاستسلام لها، والانصهار معها وترك هويتهم العربية الكريمة في سلة المهملات.

ووجه كبار السن النداء لأبناء الجيل الجديد للتمسك بعاداتهم، وأن يتصدوا لهذا الغول القادم، مشيرين إلى أن هناك متسعاً من الوقت لمتابعة جديد الخدمات والرسائل، حتى لا تفقد المجالس العربية هيبتها وشخصيتها في تكوين وغرس هذه القيم النبيلة.

وقال العم تركي نوار القريني إن التعاليل الجميلة والسواليف التي كانت تعطر مجالسنا حتى منتصف الليل ذهبت واضمحلت تدريجياً، فالآن منذ قدوم الضيف وهو يطلب من “المعزّب” رقم خدمة الواي فاي لتحديث برامج أو متابعة مقاطع الكيك، ويذهب الوقت وتمضي الساعات والصمت هو سيد المشهد.

ووصف القريني هذه الأساليب بـ”سماجة” وانحلال من القيم، مشيراً إلى أن  المجالس التي كانت تدار فيها القهوة والشاي وكرم الضيافة، تبدو خاوية لا يدار فيها سوى أرقام الواي فاي وتبادل المقاطع وإنتاج مشاهد الكيك وضحكات البرلنقوا والعديد من التقنيات التي تهدد أصالتنا وعروبتنا، مشدداً على ضرورة التصدي لها ونشر توعية استعمالها في أوقات خارج تلك المجالس.

ويذكر العم محمد القرشي يوم كان شاباً يدرس في المرحلة المتوسطة، ويتعلم هذه العادات الأصيلة حتى أنه لم تغب عن ذاكرته (معلومة) عدم النظر إلى الساعة والضيف في منزلك حتى لا يشعر بضيق المكان به، وأن تطغى البشاشة على وجه المستضيف، وتسود سواليف الود والأخوة والسؤال عن الأقارب والأصدقاء، ذاهباً إلى أنه قد يتفاجأ الآن من بعض الشباب هداهم الله إلى الانزواء بإحدى الزوايا وطقطقة جواله بأصابعه ونزول رأسه إلى شاشة العرض الصغيرة وجميع حواسه منشغلة بهذه الخدمات.

ولفت كل من مسلط البقمي وفارس الزهراني إلى ضرورة الاحتفاظ بإرثنا العربي وعادات الآباء والأجداد، وألا تذهب بها رياح التقنية، وتشتت أطنابها المتينة من ماضينا العتيق.

من جهتهم، قال عدد من الشباب إنهم وجدوا أنفسهم في معمعة هذه الثورة التقنية وتداعياتها، مؤكدين أنهم مهما كان، فإن العادات لا تزال راسخة في نفوسهم.

وكشف الباحث الاجتماعي فهد الزهراني أن هذه الخدمات أحد أهم أسباب تفكك الأسر وظهور خلافات الأسرية، لافتاً إلى أنه لا يمكن التخلي عنها، حيث إنها سلاح ذو حدين لو استحسن استخدامها في أوقات محددة.

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
  • ساره

    هذي الحقيقه للأسف..صآر آي آحد يجي ممكن رقم الواي فاي :(

  • ع ت ب . 511

    هههههههههههههههههههه