السيسي: كنا أمناء في كل شيء ولم نغدر أو نخن أو نكد

الأحد ١٨ أغسطس ٢٠١٣ الساعة ٧:٠٨ مساءً
السيسي: كنا أمناء في كل شيء ولم نغدر أو نخن أو نكد

أكد الفريق أول عبد الفتاح السيسي النائب الأول لرئيس الوزراء القائد العام وزير الدفاع والإنتاج الحربي المصري أن للشعب المصري إرادته الحرة في أن يختار من يشاء لحكمه وأن القوات المسلحة والشرطة سيظلان أمناء على إرادة الشعب في اختيار حكامه.

وقال السيسي – خلال لقائه برجال المنطقة المركزية بحضور وزير الداخلية وعدد من القيادات الشرطية – إننا جميعاً جيش وشرطة شرفاء وأوفياء لمصر لم نغدر أو نخن أو نكد، وكنا أمناء في كل شيء وحذرنا من أن الصراع السياسي سيقود مصر للدخول في نفق مظلم، وسيتحول إلى اقتتال وصراع على أساس ديني، وأن ما قمنا به من إجراءات كانت شفافة وأمينة ونزيهة وبمنتهي الفهم والتقدير الدقيق للمواقف والأحداث وانعكاساتها على الأمن القومي.

وأشاد السيسي بالدور الوطني المشرف لرجال القوات المسلحة والشرطة المدنية معاً لتأمين الجبهة الداخلية ومواجهة التحديات الأمنية التي تشهدها البلاد بكل قوة وثبات وإصرار على حماية الأمن القومي المصري.

وأضاف السيسي قائلاً لمن يردد استيلاء الجيش على السلطة إن شرف حماية إرادة الشعب أعز من حكم مصر وليست في سبيل رغبة وسلطان أو إقصاء لأحد وإننا أكثر حرصاً على الإسلام بمفهومه الصحيح الذي لم يكن أبداً أداة للتخويف والترويع والترهيب للآمنين وإننا سنقف جميعاً أمام الله وسيحاسبنا على المهمة المكلفين بها في حماية أمن الوطن والمواطنين.

وأوضح أن الدعوة التي وجهها لنزول المواطنين لتفويض القوات المسلحة للتعامل مع الإرهاب كانت رسالة للعالم والإعلام الخارجي الذي أنكر على ملايين المصريين حرية إرادتهم ورغبتهم الحقيقية في التغيير ورسالة للآخرين بأن يعدلوا مفاهيمهم وأفكارهم وأن يستجيبوا لإرادة الشعب، وحتى يدرك كل فرد في القوات المسلحة والشرطة حجم الأمانة الملقاة على عاتقهم.

وتحدث السيسي عن الفرص الضائعة من النظام السابق وأتباعه خلال العام الماضي لتعديل المسار السياسي وإيجاد مساحة من التفاهم بين النظام والقوى السياسية والرأي العام من خلال العديد من المقترحات التي ضاعت أمام التعنت والصلف وعدم الاستجابة لأي نصح حقيقي يخرج البلاد من دائرة الأزمات والاعتقاد بتأمر الجميع وأنهم على الحق المبين والباقي على الضلال.

وأكد الفريق السيسي: أننا أعطينا فرصاً كبيرة للقاصي والداني للمشاركة لإنهاء الأزمة بشكل سلمي كامل ودعوة أتباع النظام السابق للمشاركة في إعادة بناء المسار الديمقراطي والانخراط في العملية السياسية وفقاً لخارطة الطريق بدلاً من المواجهة وتدمير الدولة المصرية.

وشدد على أن من يقود الدولة ويريد الحفاظ على مصالحها العليا لابد أن يقبل باستفتاء على بقائه أم رفضه من قبل الشعب، وتساءل هل من الواجب والمسئولية والأمانة تقتضي سقوط البلاد وتغيير الواقع بالقوة وترويع المواطنين نتيجة تصور خاطئ لمفهوم الإفساد والإصلاح في الأرض.

وقال السيسي إن من يتصور أن العنف سيركع الدولة والمصريين يجب أن يراجع نفسه، وأننا لن نسكت أمام تدمير البلاد والعباد وحرق الوطن وترويع الآمنين ونقل صورة خاطئة للإعلام الغربي بوجود اقتتال داخل الشارع .

وأشار إلى أن حجم التحديات السياسية والاقتصادية والأمنية التي تمر بها مصر أكبر من قدرة مصر كدولة ولكنها ليست أكبر من قدرات المصريين كشعب ووطن مؤكداً أن مصر أمانة في رقبة الجميع ويجب علينا كجيش وشرطة أن نحفظ الأمانة ونحمي مصر وشعبها.

وأكد السيسي أنه لم يتم التنسيق أو التعاون خارجياً مع أي دولة في الشأن المصري وأن المصلحة العليا للوطن تقتضي وضع مصلحة مصر وأمنها القومي فوق كل اعتبار.

وقدم الفريق السيسي الشكر والتقدير لكل من قدم العون لمصر من الأشقاء في السعودية والإمارات والكويت والأردن والبحرين مؤكداً أن الشعب المصري لن ينسى لهم ذلك.

ووجه السيسي رسالة لأنصار النظام السابق مفادها أن مصر تتسع للجميع وأننا حريصون على كل نقطة دم مصري وطالبهم بمراجعة مواقفهم الوطنية وأن يعوا جيداً أن الشرعية ملك للشعب يمنحها لمن يشاء ويسلبها متى يشاء وأن حماية الدولة ستبقى أمانة في أعناق الجيش والشرطة والشعب المصري.

من جانبه، أكد اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية على قوة أواصر الترابط والتعاون بين وزارتي الدفاع والداخلية والجهد الكبير الذي يقدمه رجال القوات المسلحة وهيئة الشرطة بكافة أجهزتها في الحفاظ على الأمن الداخلي وبث الطمأنينة بين أبناء الوطن والحفاظ على أمن وسلامة شعب مصر العظيم.

وتضمن اللقاء عرض فيلم تسجيلي تناول عن الجهود الأمنية المشتركة للقوات المسلحة والشرطة في تأمين الجبهة الداخلية والتصدي للإرهاب في سيناء والحفاظ على الأمن القومي المصري.

وقد ألقى الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية السابق محاضرة أشار فيها إلى أن الرسول الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قد أعلى من شأن جند مصر وبشر بصمودهم في مواجهة الفتن والتحديات وتحملهم المسئولية التاريخية والوطنية في الحفاظ على تماسك أركان الدولة وحماية أبنائها وأنهم في رباط إلى يوم القيامة بفضل بما يحملونه من قيم ومبادئ سامية وتضحياتهم المستمرة في سبيل الوطن.

حضر اللقاء الفريق صدقي صبحي رئيس أركان حرب القوات المسلحة وقادة الأفرع الرئيسية وعدد من قادة القوات المسلحة وقيادات وزارة الداخلية وعدد من قادة وضباط القوات المسلحة وهيئة الشرطة.