الحريات الكاذبة.. والمتاجرون بالأوطان..!

الجمعة ١٦ أغسطس ٢٠١٣ الساعة ٩:٣٢ مساءً
الحريات الكاذبة.. والمتاجرون بالأوطان..!

… يتعب كثيراً ويتألم.. من يتأمل الحراك الثوري المتأزّم.. الذي يجتاح مسرح العمليات الدامي في وطننا العربي الكبير!

… وتختلط علينا كل الأوراق والمشاعر.. حينما نتوقف أمام انهمار ردود الأفعال في أنفاس الإعلام العربي بكل أطيافه وتخصصاته وتوجهاته حول ما يدور في بعض أقطارنا العربية من أزمات وانكسارات، وخصوصاً (الأجهزة الإعلامية الحديثة والمفتوحة)، والتي منحت المتعاطين لها مزيداً من الحريات وفرص التعبير المباشر.. فتكشفت في ثناياها كثير من الانحدارات الفكرية، حتى وصلت بنا لمنزلق توزيع التهم والشتائم والإشاعات!

… ولعل ما يدور في مسرح الأحداث المنشطر بمصر الحبيبة.. وهي من أهم العناوين والمحك الحقيقي لقراءة ردود هذه الأفعال والانفعالات، والتي قادتنا نحو مزيد من الفوضى والهبوط والتراشق بالكلمات وبطريقة منفلتة زادت من حرارة الوقائع المؤلمة على أرض الأحداث في الكنانة.. وزادت بالمقابل لدى المراقبين من المتربصين وهو –الأهم- في المعسكر الغربي الذي يحتاج كثيراً من لدن المهتمين والمتخصصين لديهم في الملفات -الشرق أوسطية- لمزيد من القراءات المعمقة للشارع العربي والحرص على استثمار هذه الردود المتشنجة وتوظيفها بما يليق للقادم من مخططات وأجندات وتقسيمات وانقلابات!!!

… ولم تعد حكايات بلاد الشام المنكوبة أو حتى بلاد الرافدين الجريحة لدى المعسكر الغربي المنفلت والخطير.. تمثل له كثيراً من الجدل حول مستقبلها المفكك والتعيس.. وتركها –هكذا- تسبح في مياه الدماء وأشلاء الفتن والدمار.. وأضحى اليوم يكرس إسقاطاته نحو المسرح المصري المتفاقم، والذي يبقى في كل الأحوال مرهوناً في أعناق الوطنيين من رجالاته (شعباً وقيادة) لاحتواء ما تبقى له من أحلام في الاستقرار والتطلعات.. فهم وحدهم من يدرك خطورة التدخلات الغربية الشرسة.. وهم وحدهم من يتمكن من استعادة ما جنح وانكسر عن المسار.

… وبالمقابل.. فإن الذين أوغلوا في الثرثرة والتنظير من أطراف الوطن العربي حول ما أصاب مصر العروبة عبر وسائل الاتصالات الحديثة.. أن يعيدوا ترتيب القناعات في أوطانهم.. والحرص من اندلاع الفتن في أطرافهم.. وأن يستفيدوا من تجارب غيرهم مع شعارات الحريات المزعومة والقاتلة والكاذبة التي اجتاحت غيرهم.. فأحرقتهم وهوت بهم إلى مستنقع الفقر والجهل والظلام من جديد.. وعليهم أن يعززوا الالتفاف وتوحيد الرأي والصفوف في أوطانهم.. وأن يخافوا الله في ما يطرحونه من آراء وتصنيفات وإشاعات.. وعليهم أن يكرسوا لأجيالنا البريئة ثقافة جمع الأمة بالكلمة الأمينة والصادقة والنزيهة.. لأننا إن فعلنا وتناصحنا وتأملنا في ما يلتف حولنا من فتن وانتكاسات؛ استطعنا أن نلملم كثيراً من أخطائنا وتجاوزاتنا ونزقنا.. والراصدون لنا من أعدائنا يدركون أدق تفاصيل شارعنا العربي!

فالتلاعب بأوراق المذاهب قد تتحول يوماً إلى التلاعب في ميدان القبيلة والمناطقية.

وفي النهاية، على الوطنيين فينا والنافذين في صناعة الرأي والقرار أن يستحضروا قيمة الجبهات الداخلية الواعية، والتي تؤمن أبداً بمقدرات وكرامة وعزة أوطانها؛ لأنها هي من يسهم في كشف خيوط المتآمرين والتبعيين والنفعيين والمتاجرين بأوطانهم.. وعليهم أن يواكبوا هذه المراحل بمزيد من اليقظة والتحضير والحلول، وما يضيف لهذه الشعوب من أمن واستقرار ورغد في العيش والكرامة.

شاردة:

… ضمّد الله جراح الشعوب العربية بالمخلصين من أبنائها.. وجنبها ويلات المخططات الصليبية والعبرية.. والتي كشفت سوآتها ونواياها القذرة.. في المشهدين العراقي والسوري.. والمسرح المتآمر بعد لم تكتمل نصوصه وحكاياته!

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق
الاسم
البريد الإلكتروني

  • عبد الله الغامدي

    كلامك يلامس الحقيقه استاذ علي والأمل في وحدة الصف العربي والانتباه لاشاعات الاعلام المفتنوالذي يقلب الحقائق لمصلحة من يدفع أكثر والحذر ما يحاك له من خيانه ومؤامرات خارجيه

  • أبو محمد

    حسبنا الله ونعم الوكيل

  • سلمان الذايدي

    الاعلام لا شك له دور خطير في اللعب بالحقيقة متى ما أراد ذلك ولكن الذي يغيب عن الشارع العربي كيف يستطيع أعداء الأمه إشعال الفتن فتسري كالهشيم في الحطب ؟؟