بريطانيا تضع خططاً لضربة عسكرية ضد سوريا على خلفية الكيماوي

الثلاثاء ٢٧ أغسطس ٢٠١٣ الساعة ٤:٢٤ مساءً
بريطانيا تضع خططاً لضربة عسكرية ضد سوريا على خلفية الكيماوي

شرعت القوات المسلحة البريطانية بوضع خطط لعمل عسكري محتمل بعد هجوم كيمياوي مفترض بسوريا.

واستدعى رئيس الوزراء البريطاني البرلمان من عطلته لبحث الملف السوري، بينما اعتبرت تركيا استخدام الكيمياوي اختباراً للمجتمع الدولي، وأرجأت واشنطن اجتماعاً مع روسيا لبحث حل سياسي لأزمة سوريا، مبررة ذلك بالبحث عن سبل الرد اللازمة لاستخدام الكيمياوي.

وأعلن متحدث باسم رئيس وزراء بريطانيا ديفد كاميرون – وفق ما نقلت الجزيرة نت –  أن القوات المسلحة تضع خططاً لعمل عسكري محتمل رداً على هجوم كيمياوي مفترض في سوريا.

وقال المتحدث نقلاً على لسان كاميرون للصحفيين إن شن هجمات بالأسلحة الكيمياوية في سوريا “شيء مقيت تماماً”، ويتطلب تحركاً من جانب المجتمع الدولي، مؤكداً أن بريطانيا تدرس اتخاذ “رد مناسب”.

وطبقاً للمصدر نفسه فإن كاميرون شدد على أن أي قرار سيتخذ سيكون في إطار عمل دولي صارم.

وفي سياق التحركات الدولية، وصف وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو شن هجوم بالغاز السام قرب دمشق الأسبوع الماضي بأنه يمثل “جريمة ضد الإنسانية” واختباراً للمجتمع الدولي.

وشدد أوغلو على أن “هذه الجريمة ينبغي عدم السكوت عنها، وما ينبغي فعله يجب فعله، بات واضحاً اليوم أن المجتمع الدولي يواجه اختباراً”.

وفي تطور لافت، قررت الولايات المتحدة اليوم إلغاء اجتماع كان مقرراً مع مسؤولين روس في لاهاي غداً الأربعاء للبحث عن حل سياسي للأزمة السورية، مبررة ذلك بالبحث عن سبل الرد المناسبة بعد استخدام الكيمياوي.

بدورها أبدت روسيا أسفها للقرار الأميركي، وحذرت من “عواقب كارثية” إذا أقدمت الولايات المتحدة على عمل عسكري في سوريا، داعية واشنطن للتحرك ضمن القانون الدولي.

وقال غينادي غاتيلوف، نائب وزير الخارجية الروسي “إنه مما يدعو للأسف أن شركاءنا قرروا إلغاء الاجتماع الثنائي”، الذي كان مقرراً أن يحضره كبار الدبلوماسيين من البلدين في لاهاي.

وأوضح غاتيلوف في حسابه على موقع “تويتر” أن مثل هذه المحادثات مفيدة لو أنها انعقدت في وقت “تلوح فيه نُذُر عمل عسكري ضد هذا البلد”، في إشارة إلى سوريا.

وأضاف قائلاً إن الولايات المتحدة اتخذت قرار تأجيل الاجتماع بشكل منفرد، مضيفاً أن هذا أمر “يؤسف له”.

وقال مسؤول بارز بالخارجية الأميركية إن بلاده قررت تأجيل اجتماع بين مسؤولين أميركيين مع وفد روسي، وذلك “في ضوء مشاوراتنا الجارية بخصوص الرد المناسب على الهجوم بالأسلحة الكيمياوية بسوريا في 21 أغسطس”.

وأضاف “سنعمل مع نظرائنا الروس لتحديد موعد جديد للاجتماع، ذلك أننا لطالما أوضحنا -وعلى نحو عززته أحداث 21 أغسطس- أنه يتحتم علينا التوصل إلى حل سياسي شامل ودائم للأزمة في سوريا”.

في أثناء ذلك، أعلن رئيس الوزراء الأسترالي كيفن رود اليوم الثلاثاء أن الرئيس الأميركي باراك أوباما يدرس “مجموعة كاملة” من الخيارات ضد سوريا رداً على الهجوم بأسلحة كيمياوية على مدنيين بالقرب من دمشق.

وجاء في بيان صادر عن البيت الأبيض الأميركي أن أوباما ورود أعربا خلال اتصال هاتفي عن “قلقهما الشديد إزاء تقارير عن استخدام النظام السوري أسلحة كيمياوية ضد مدنيين قرب دمشق يوم الأربعاء”.

وأضاف البيان أن الزعيمين “بحثا الردود المحتملة للمجتمع الدولي”.

وفي سياق متصل، اجتمعت مستشارة الأمن القومي الأميركي سوزان رايس مع وفد برئاسة رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي يعقوب أميدرور.

وقال البيت الأبيض إن الاجتماع يأتي في إطار سلسلة من مشاورات ثنائية على مستوى عالٍ، وتناول الأوضاع في إيران ومصر وسوريا وقضايا أمنية أخرى في المنطقة.

من جهة أخرى، أبلغ رئيس مجلس النواب الأميركي جون بينر البيت الأبيض أمس بضرورة أن يتشاور مع الكونغرس قبل أي رد على استخدام الحكومة السورية فيما يبدو أنها أسلحة كيمياوية.

وقال بريندان باك المتحدث باسم بينر في بيان “أوضح رئيس مجلس النواب أنه قبل القيام بأي عمل يجب إجراء مشاورات ذات مغزى مع أعضاء الكونغرس وأن تكون هناك أيضاً أهداف محددة بوضوح وإستراتيجية أوسع لتحقيق الاستقرار”.

وكان مسؤولون بالبيت الأبيض قالوا أمس الاثنين إنه لا سبيل لإنكار أن أسلحة كيمياوية قد استُخدمت، وإنه لا يوجد شك في أن الحكومة السورية هي المسؤولة عن إزهاق أرواح المئات من الرجال والنساء والأطفال.

وأوضح المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني أن الدليل على استعمال النظام السوري أسلحة كيمياوية أمر لم يعد بالإمكان إنكاره، وأن المؤشرات على ذلك تأتي من جهات ومصادر غير الإدارة الأميركية، من بينها منظمات دولية وشهود عيان على الأرض.

وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري قد قال إن السلاح الكيمياوي استعمل فعلاً في سوريا، واتهم نظام الرئيس بشار الأسد بالسعي بشكل حثيث لطمس الأدلة بالمناطق التي تعرضت للهجوم في ريف دمشق.

ووصف كيري -في مؤتمر صحفي عقده في واشنطن مساء الاثنين- ما حدث في سوريا بأنه “جريمة جبانة”، وقال إنها يجب أن تهز ضمير العالم كله، واعتبر أن القتل العشوائي للمدنيين “أمر مشين وغير أخلاقي”.