ما الذي يدفع الإثيوبيات للقتل.. “أطفال مينجي” أم المعاملة السيئة أم الحنين للوطن؟!

الجمعة ٢ أغسطس ٢٠١٣ الساعة ١:٠١ صباحاً
ما الذي يدفع الإثيوبيات للقتل.. “أطفال مينجي” أم المعاملة السيئة أم الحنين للوطن؟!

ما ستقرؤه في السطور التالية هو نتيجة بحث مطول حرصت “المواطن” -من خلاله- على السعي وراء الحقيقة، والوصول للسر الكامن وراء الجرائم التي حدثت أخيراً وحملت عنوان “خادمة إثيوبية تقتل طفلة.. وثانية تحرق طفلة، وثالثة تقتل طفلاً بإلقائه في قدر حليب”.. لعلنا نجد الإجابة ونتحقق من معتقدات أكثر من 200 ألف عاملة دخلن المملكة خلال العامين السابقين، ولا زلن يعملن في منازلنا.
ونطرح السؤال الأصعب: هل أصبحت هذه الخادمات خطراً يحدق بكثير من الأسر؟!! أم أن هناك حرباً ما تدار ونحن لا نعلم كنهها.

الطفل المينجي

تقول الرسالة التي تداولها كثيرون بعد مقتل الطفلة السورية مؤخراً على يد الخادمة الإثيوبية، عبر وسائل التواصل الاجتماعي وواتس أب، “احذر.. فقد يكون طفلك -وفق عقيدة “الإثيوبيين”- مينجي، أي طفل ملعون، ويعود المصطلح إلى عدة تقارير أجنبية أعدت عن ظاهرة منتشرة، بالتحديد لدى قبيلتي كارو وهمر في جنوب إثيوبيا.

ويسود اعتقاد لدى هذه القبائل بأن الطفل من الممكن أن يكون ملعوناً ويسمونه mingi، إذ -وحسب معتقداتهم وعرفهم فإن- هؤلاء الأطفال يستحقون القتل؛ لأن وجودهم في القرية سوف يجلب عليهم الجوع والدمار وتوقف نزول المطر.. فكان السؤال متى يعتبر الطفل “mingi” ؟!!

وبحسب تقرير مصور لقناة سي إن إن، فإن أكثر من 300 طفل كانوا يموتون سنويا بسبب هذه اللعنة، والطفل يعتبر كذلك في حالتين: “أولهما ولادة هذا الطفل في خارج إطار الزواج أو موافقة رئيس القبيلة على ولادته أو على زواج والديه، ثانيهما ظهور أسنانه العلوية قبل السفلية، وهو ما تحاربه جمعية “أومو”؛ حيث تتكفل برعاية الأطفال بدلاً من قتلهم”.

ولكن السؤال -الذي شغل بال كثيرين-: هل الجرائم التي تمت مؤخراً في المملكة كانت تقع داخل هذا الإطار؟.. بحسب الشيخ محمد زين -وهو أحد الدعاة المعروفين من الجالية الإثيوبية، وله مشروع ترجمة القرآن باللغة الأمهرية- فإنه ليس لدى الإثيوبيين مثل تلك الاعتقادات، مؤكداً أن نسبة المسيحين في إثيوبيا تصل إلى 65% بينما يصل عدد المسلمين لأكثر من 33% من عدد السكان وكلهم مسلمون سنيّون، ويوجد ما نسبته 1% من المعتقدات الأخرى”.

وشدد على أن أغلب المسلمين هم سنيون ولا يوجد لديهم أي معتقد يدفعهم لقتل الأطفال، إلا إذا كان هؤلاء الخادمات مصابات بمس من الجنون على حد قوله.

ويلتقط الحديث عبدالله رضوان، وهو شاب من الجالية الإثيوبية ويعيش في السعودية وناشط اجتماعي، يقول: “أغلب هذه القبائل التي لديها المعتقدات هي قبائل إفريقية توجد في جنوب إثيوبيا، ولم تعد تمارس هذه العادات، فمنذ زمن كان يقتل الطفل الملعون برميه في النهر المعروف باسم “أومو” أو تركه في الغابة، أما اليوم فقبيلة الهمر هي الوحيدة التي تمارس هذه العقيدة، غير أنه وبسبب محاربة الحكومة لهذه الظاهرة أصبحوا يتركون الأطفال في كوخ دون طعام وشراب حتى تأتي النجدة إليهم، وفي بعض الأحيان يتوفاه الله قبل وصول النجدة”.

ويشدد عبدالله على أن هذه القبائل ليس لها أي تواصل حضاري مع العالم الخارجي، قائلاً: “هم بعيدون عن الحياة المدنية ولا يتواصلون مع المدن والقرى المتحضرة في إثيوبيا، ناهيك عن خروجهم للعمل في دول أخرى، غير أن معتقداتهم تمارس داخل القبيلة نفسها ولا تمارس على الآخرين”.

وحمّل عبدالله بعض مكاتب الاستقدام في إثيوبيامسؤولية التزوير في أوراق الخادمات وديانتهن، بتحويلها بحسب طلب الجانب السعودي، مشيراً إلى إخفاء الأعمار وتغييرها أثناء إصدار شهادات الميلاد في إثيويبا، إذ إن بعض العاملات لم يبلغن السن القانوني بعد للعمل.

 

Homesickne الحنين للوطن

وبعيداً عن المعتقدات واللعنات، كان أمامنا “الخيط الثاني”، والذي ظهر جليّاً في الفيديو المنتشر للقاء أجري مع قاتلة الطفلة السورية، والتي ما لبثت تكرر “أنا يقول يبغى يروح إثيوبيا”.. وهو ما عرفه لنا الإعلامي الإثيوبي والناشط والاجتماعي عبدالله بن شافي بـ”الحنين للوطن أو ما يعرف بمرض Homesickne”.

ولا يلبث بن شافي -وهو صاحب برنامج يعرض على يوتيوب يحمل اسم “زهر بابا”، ويتوجه بالحديث لأرباب العمل والعاملين من الجنسية الإثيوبية- أن يقول: “إننا لا نبرر القتل، وبالتأكيد من قتلت طفلاً فهي مجرمة، لكن نحن نحاول أن نعرف ما السبب وراء ذلك، وما عرض في كل وسائل الإعلام كان مجحفاً بحق العاملات.. كان إعلام وجهة النظر الواحدة، وحتى اللقاء مع قاتلة الطفلة السورية تم من غير مترجم ولم يوضح الأسباب والدوافع، وأؤكد مرة أخرى نحن لا نبرر القتل”.

ويضيف: “كثير من العاملات يعدن إلى بلادهن وهن مصابات بعدد من الأمراض النفسية وبمجرد عودتهن يعدن إلى سابق عهدهن خلال أسابيع قليلة”.

ويرى بن شافي أن الحنين إلى الوطن أمر طبيعي، وهو يتجسد لدى العاملات الإثيوبيات اللواتي يأتين من قرى بسيطة جداً، قائلاً: “المجتمع القروي بسيط والعائلة مترابطة جداً، وقد تجد عاملات لا يعرفن التعامل مع أبسط الأمور الحضارية، فمن عاملة تعيش في كوخ في غابة إلى مدينة متحضرة كالرياض على سبيل المثال.. هناك كثير من الفروق التي تجعلها خائفة، كما أن فروق اللغة وعدم إجادتها اللغة العربية أو حتى أي مصطلحات بسيطة وحجم العمل المنوط بها، يجعلها عرضة لكثير من الأمراض النفسية، ومنها ما هو هستيري قد يجعلها تقدم على أي فعل غير منطقي.

وأضاف: “أقابل كثيراً من الخادمات اللواتي يعانين من حالة من «الصدمة الحضارية» 175 والحنين لوطنهن ويرفضن العمل، على سبيل المثال فإن بعض الخادمات ينبهرن بالسراميك الموجود بالحمامات ولا يعرفن قضاء حاجتهن فيها”.

بينما نقلت سيدة رفضت ذكر اسمها أن خادمتها الإثيوبية جاءت وهي لا تحمل أي متاع أو ملابس، وتخاف من كل شيء كهربائي وإلكتروني، بل إنها حتى لا تعرف كيف تصعد الدرج.

ومن الجدير ذكره أن مدير المركز الأمني لشؤون الخدم بشرطة منطقة الرياض -العقيد عبد الرحمن بن جريد الجريد- قال -في تصريحات صحفية سابقة- إن مركز رعاية شؤون الخادمات، استضاف -خلال شهر شعبان وبداية شهر رمضان المبارك- ما يقارب من 400 عاملة منزلية من جميع الجنسيات، بينهن (200) عاملة من الجنسية الإثيوبية، أغلبهن رافضات للعمل لدى الكفيل ومصابات بأمراض نفسية.

 

هل “الإثيوبيات” مختلفات؟

وفي الوقت الذي دخل كثير من البيوت السعودية عديد من العاملات من جنسيات مختلفة، كان سؤالنا: هل العاملة الإثيوبية تختلف عن غيرها، فكان الرد واحداً من عبدالله بن شافي -الإعلامي صاحب برنامج “زهر بابا”- وعبدالله رضوان -الناشط الاجتماعي- اللذين اعتبرا أن الشعب الإثيوبي -بشكل عام- لا يتحمل الإهانة ولا يتحمل أن تساء معاملته.

ويقول بن شافي: “العاملة الإثيوبية لا تتقبل أن يتم ضربها أو إهانتها وقد تنتقم”.

ولكن ما يبدو مخيفاً لابن شافي، هو أن يتم تحميل العاملة فوق قدرتها وطاقتها، ويقول: “في إحدى المرات أخبرني زميل أن لديه عاملة إثيوبية واحدة، وهو متزوج من ثلاث نساء ولديه تسعة أطفال، بعد ستة أشهر رفضت العاملة إكمال عملها، وطلبت منه إعادتها إلى بلدها، لكنه رفض لأنه خسر -بحسب ما قال- مالاً في استقدامها.. بعد أيام عاد وأخبرني أنها رفعت على عائلته سكيناً..”.

ويتفق ابن شافي ورضوان مرة أخرى، على أن العاملة الإثيوبية قد لا تحتمل فكرة أن يعتدى عليها بأية طريقة كانت، سواء بالكلام أو الضرب أو “جنسياً”، وهو ما شدد عليه رضوان، مشيراً إلى أنه سمع عن كثير من الخادمات اللواتي لا يتمكّنّ من إيصال وتوضيح ما حدث معهن إلا بعد عودتهن إلى بلادهن أو هروبهن.

بينما لم يستبعد بن شافي أن تنتقم الخادمة في حال تعرضها للإساءة، مشيراً إلى وجود كثير من الحالات في مكان إيواء العاملات من الجالية الإثيوبية في السفارة التي تصاب فيه الخادمة إما بسوء المعاملة أو الاعتداء، فتقرر الهرب والعودة إلى وطنها.

وطالب كل من ابن شافي ورضوان، بوضع حد لتشغيل العاملات الهاربات، وفي الوقت ذاته رفع رواتب العاملات النظاميات إلى حدّ 1100 ريال، مشيرين إلى أن ذلك سيسهم في إيقاف هروب العاملات من كفلائهن، في حال عرفن أن الهروب لن يوفر لهن أضعاف ما يتقاضينه وشعرن بأنهن يأخذن راتباً عادلاً.

 

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
  • تحليل منطقي

    صدقوووني. …. السالفة فيها. سحر آيه. نعم سحر .. الدليل. إن الخادمة يصير. لها تغيير. قبل القتل. بمدة أسبوع. أو يومين. .. بعدين تقتل.. أنا. أتوقع. أهلها. في. أثيوبيا سحروها. مقابل شخص. دفع. لهم فلوس. … وهذا. الشخص.. له دوافع سياسية .. القصد. منها. التشويش .. إثارة البلبلة… إصابة الناس. بالذعر .. إيهام نعم دوافع سياسية … ولا. من. زمان .. والخادمات. في. دول. الخليج. ماقط. سمعنا. بها. لجرائم العديدة .

  • كوابل_البرق

    راح احكيلكم قصتي واتمنى تعطوني اراءكم انا عمري 15 سنه في الصف التاسع وعندنا بلبيت خدامه اثيوبيه انا كل اهتمامي بمذاكرتي ودراستي وما اتخالط وايد مع افراد عائلتي ولاحضت نضرات الخدامه تناضرني باحتقار مع العلم اني لا كلمتها ولا غلطت عليهاوفيوم من الايام كانت خالتي معنا بلبيت وامي طالعه هي وابوي ونزل مطر غزير وانقطعت الكهرباء وانا ماقدرت اذاكر في الضلام لاني ما اشوف شفت خالتي فاتحه تليفونها وفاتحه المصباح روحت اذاكر قربها وكانت الخدامه جالسه وراي يعني بعيده عني شوي شافتها خالتي مريم مو طبيعيه لفة المصباح فجهتها فشافتها تتشافني حقر كانها تريد تقتلني فاستغربت فسالتها عن سبب نضراتها لي ولما سالتها ليش تناضريني بهاذي الطريقه ماردت وطالعت تليفونها واتصلت بلمكتب تريد اتسافر واتهمتني انا بعدة اتهامات انا مالي ذنب فيها ولمى جائو امي وابوي سالها ابوي ليش اتصلت من وراهم وما عطتهم خبر وقررة تسافر فجاه قالت اني انا ما اكلمها مزاعلتنها تراني انا طبعي طائما عندي اشغال مشاريع مذاكره ما اختلط بعائلتي كثير فنازعني ابوي وبعدها قررة ماتروح بلادها غيرت رايها ولحتى اليوم وهي تتشافني حقر وتحب تعصبني مع العلم انه فذيك الليله دخلت كبريت مشتعل في فمها وطلعته واستغربنا كلنا من هذا الشي وقالتلها امي لاتسوي هاذي الحركه مع العلم كلنا نعاملها معامله حسنه

  • محمد الصوري

    قدى نرى الكثير من الجرائم من العاملات في المنازل ومن جنسيات متعدده ولا نحدد جنسيه معينه بحد ذاتها ولاكن ربما نجد أن الجنسيه الاثيوبيه قد كثرت جرائمها لماذا ومن الغريب الذي لا اقرئة في بيان الأخوة الباحثين أنهم لايذكرون أن أغلب الاثيوبيون من الديانه اليهودية بسب التهجير الذي حدث لليهود إلى تلك البقعه وقام اليهود بنشر دينهم هناك ثم بعد مضى فتره من ألزمن انهو مشروعهم في تللك البلاد ….ومن المستغرب أن نجد إنسان سوي يقتل طفلا وكذلك قتلا غادرآ وبشعا لمجرد انه قد تعب من العمل او تعرض لضغوط أخرى ..نجد الخلل ربما في التنشئة او ربما شي نجهلة نرجو من الباحثيين البحث بدقة عن تفاصيل العقائديه والتربويه لجميع الجنسيات المستقدمه للعمالة المنزلية …كما نجد والحمدللة جنسيات معينه تحسن العمل والمعامله …شكرا

  • ام فهد

    بصراحه الشعب السعودي شعب طيب ويخاف الله وهذول الشغالات يستغلوا الطيبه ايش تبغا براتب اكثر من ٨٠٠ وهيه اكله شاربه نايمه تسافر مع اهل البيت وتتمشى معاهم وحتى لبس يجيبولها وادوات النظافه وبطاقات الشحن يعني راتبها ماتلمسه ونص وقتها فاضيه لدرجة انها تتطفش بس احنا شعب حقوقه مهضومه المفروض طيارتها على حسابها وتدفع غرامه كبيره عند هروبها عشان نحد من الهروب ويعرفون انا البلد ماهي سايبه وانا دوله قويه كمان عقد العمل يكون اربع سنوات مو يدفع المواطن المسكين دم قلبه وفي الاخير تروح السنتين ولاشي ويضطر يدفع ويروح ويجي من جديد

  • ام فهد

    والله ماهو من الشغل الزايد عندنا..الا ذابحهن الطفش ولاتقابلن الشغالات ف بيت الوالده حشن روس بعض وجنا متغيرات كنا اعدائهن ماكأنهن جونا برضاهن وياخذن رواتب ومدلعينهن اخردلع سفر ولبس ومطاعم وبطاقات جوال لا ويصارخن علينا ونسكت خوف منهن على انفسنا وعيالنا والخساره لا وحيان يضربن عيالنا ونتغاضا وحنا السعوديين نخاف الله ونتعامل ع اساس هذا الشي ونساعدها فالبيت اصلا مانرضى نترك لها البيت بدون مراقبه تحوس فيه وتخرب وترمي..حسبنا الله ونعم الوكيل

  • حسبي الله ونعم الوكيل

    ولطالما مافي شغل زايد يارفلات ليش تستقدمون الخادمات اذا انتم منتم قد مسؤولية انشأ اسرة وتربية ابنائك ليش تتزوجين من الاساس

  • الجوهره

    حرام كذا الله ياخذكم

  • وحده

    كلام فاضي اكيد عندهم اعتقاد او شي روحي

  • محمد الشيحي

    دول الخليج الاخرى مانسمع بمثل الحوادث هذي الا مره كل عشرين سنه . يعني الوضع فيه تخاذل من السفارات ووزارة العمل والخارجية .

  • محمد الشيحي

    هاتوا الجمس الاسود