مليون مصلٍ يؤدون صلاة العيد بالمسجد النبوي

الخميس ٨ أغسطس ٢٠١٣ الساعة ٧:٥٣ مساءً
مليون مصلٍ يؤدون صلاة العيد بالمسجد النبوي

 أدى نحو مليون مصلٍ صلاة عيد الفطر المبارك في رحاب المسجد النبوي الشريف، يتقدمهم الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة، حيث امتلأت جنبات وطوابق وأروقة وساحات المسجد النبوي الشريف بالمصلين منذ ساعات الصباح الأولى.

وأم المصلين إمام وخطيب المسجد النبوي فضيلة الشيخ عبدالباري الثبيتي الذي أوصى المسلمين بتقوى الله عز وجل، حامداَ الله سبحانه وتعالى لما منّ به على المسلمين من صيام وقيام الشهر الفضيل بكل خشوع وطمأنينة وأمن وأمان.

وقال الثبيتي: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “للصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عن لقاء ربه”، والفرح سلوك راقٍ وفكر رصين ومطلب مهم، وهدف منشود، والناس كل الناس تسعى إلى فرح قلبه وزوال همه وتفرق أحزانه، يعبر المسلم في هذه المناسبات عن فرحه وسروره ويبتهج في مواسم البهجة والأعياد والتعبير عن الفرحة ينعش النفس ويجدد النشاط بل تقتضي هذه المواسم أن نعيش الفرحة في كل لحظاتها والبهجة في كل معانيها في إطار الشرع وضوابط الدين ومرتكزات القيم والأخلاق، ومن الحكم التي أباح فيها صلى الله عليه وسلم الاحتفال بالعيد أن يعلم الناس أن في ديننا فسحة, الفرح مركزه القلب وميدانه السلوك ومظهر اللباس والزينة، والكلمة الطيبة رسالة الشعور الحسن، وأثرة سعادة غامرة تمسح آثار وبقايا الهم, أما الحزن البائس فيولد الضيق ويحطم النفس ويقعد الإنسان ويتركه بلا حراك ويجعل الشخصية خشنة جافة متهورة”.

وبين الثبيتي أن الفرح لا ينحصر في أيام معدودة، أو فتره محدودة بل المسلم يعيش الفرح على مدار العام والعمر في الدنيا والآخرة، فأسباب الفرح في كل لحظة من حياتنا ودواعيه في كل شؤوننا, نفرح وقد عشنا مظاهر الطاعة من صيام وقيام نفرح بتوفيق الله لنا ولذلك شرع الله التكبير إكباراً وشكراً له وثناء عليه وإعظاماً لنعمته.

وأضاف البيتي: “نفرح بالله ومعرفته ومحبته وكلامه ورسوله، قال الله تعالى (وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَفْرَحُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ)، إن سرور القلب بالله وفرحه لا يشبهه من نعيم الدنيا شيء وليس له نظير, يفرح المسلم بفضل الله ورحمته، يفرح أن الله منّ عليه بالإسلام وطهر قلبه بالإيمان وعطر لسانه بتلاوة القرآن, نفرح لنعم الله الظاهرة والباطنة التي تحيط بنا من كل جانب وتملأ حياتنا بنعمة الصحة, نفرح لنعمة الأمن التي تظلل بلادنا، والاستقرار الذي يعم أرضنا, وللتوبة فرحة عجيبة ولذة إيمانية لا تقارن بلذة المعصية الزائفة, تزدهر الفرحة وترقى بذكر الله، الذكر يزيل الهم والقلق ويجلب الفرح والسرور وينور القلب والوجه، ومما يورث الفرح أن يرضى الإنسان عن نفسه وربه ويطمئن إلى يومه وحاضره، يطمئن إلى غده ومستقبلة ويقينه بالله والآخرة”.

وأوضح الثبيتي أن من أسباب دوام الفرح إزالة الأسباب الجالبة للهموم وبتحصيل الأسباب الجالبة للسرور ونسيان ما مضى عليه من المكاره، ليقلق المسلم من الخوف ومستقبل حياته فالأمر كله بيد الله العزيز الحكيم وهذا يورث الطمأنينة والفرح بزوال الهم والقلق, وأما الذي يكثر السخط والتشكي فلا يذوق للسرور طعماَ ولا يهنئ بالفرح أبداً حياته نكد وعيشه ضنك.