السديس: نقدّر للأمة وعيها وتجاوبها في التخفيف من نسب الحجيج

الجمعة ٢٠ سبتمبر ٢٠١٣ الساعة ٥:٣٥ مساءً
السديس: نقدّر للأمة وعيها وتجاوبها في التخفيف من نسب الحجيج

قال فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس المسلمين في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم بأنه في عصرنا الراهن الذي اختلطت فيه الأمور تلتمع قضية بين الأنظار تستوجب التأصيل والتعزيز دون إمهال قضية أيدّها المنقول والمعقول تلكم قضية الفهم والإدراك والنضّج العقلي وهل قامت الحضّارات والأمجاد إلا بقيمة الفهم والإدراك الذي أنيطت به الأحكام والتشريعات وتفتقّت عنه العبقريات و به أزجيت الحكم الأعلاق وسادت المثل والأخلاق.

وشّدد السديس على أنه يجب تأصيل أجيال الأمة وكواكب شبابها على الوعي الكامل والفسيح والنظر الثاقب الصحيح والحوار اللمّاح النصيح المرتكز على المصالح والمفاسد والترجيح حيال متغيرات العصر ومستجداته ووقائعه وملمّاته فيدكّ المفاهيم السحناء ويقّوم التصورات الجرداء ويهذّب المبادئ, وقال نعم إنه الإدراك المكتنز بالعطاء والفهم المنسرب في ثم الأحداث ومغيباتها والفتن ومخباءاتها فيدرك حقائقها ويكشف للأمة دقائقها ويفتح بإذن الله مغالقها ولكن بملكة ذهنية أصيلة ومُكنة عقلية جليلة والشعار في ذلك والديثار بالفهم بالإيثار بالحب الذي عن كل ما هو قربة لا يعدل والله يعلم ما تكّن صدورنا ورقيب فيما نقول ونفعل, والموفق يا عباد الله من لا يقابل من عصى الله فيه بأكثر من أن يطيع الله فيه تلك دعوة الحب والودّ والإشفاق والعفو والتسامح والتصافي والإرفاق أما من حاد عن طريق الهدى وسلك سبيل الهوى وجانب الحق وأصّر على الإضرار بالخلق فتلك هتّيرة من سار في ركاب المحاولات اليائسة في النيل من الحق وإسقاط رموزه وهداته وهذا لا يزيد صاحب الحق إلا ثباتا وثقة وشموخا ممّا يتطلب من كل من أراد النجاة أن يلزم الجماعة ويحذر طريق أهل الفتنة والإضاعة حينئذ لا عزاء للحاقدين الحاسدين الشارقين بدعاء التوحيد والوحدة والاتحاد وموطن الأمن والإيمان والإسعاد وعندئذ ستحمد أمتنا ثراها وتحقق – بإذن الله – أجّل غاياتها ومناها.

وقال الدكتور السديس إنه وبعد هذه الحقائق المسّلمة تتجه الأنظار إلى هذه المشاعر المعظمة في هذه الأيام المعلومات والمواطن المباركات حيث تتوافد جموع الحجيج العتيدة على الديار الطاهرة بما يقتضي منهم الفهم الحصيف والإدراك الرهيص بتوقيرها وأمنها ونظامها وتقديسها فيا حجاج بيت الله الحرام حللتم أهلا ووطئتم سهلا طبتم وطاب ممشاكم تشرف بكم بلاد الحرمين الشريفين رعاتها ورعاياها وتزدان بكم فجاجها وبطاحها ورباها فالتزموا وفقكم الله كل فعل حميد بارّ وقول سديد سارّ وتحلوا بالقيم الإسلامية العالية والآداب والأخلاق الفاضلة السامية احرصوا يا راعاكم الله على عدم الجلوس في الممرات والمسارات واجتناب التزاحم في المطاف والمسعى وعند الأبواب متحققّين بالرفق والنظام واللين وحسن الآداب فالحج عبادة وسلوك شرعّي وحضّاري وجُنّة وأنه لدليل وعيكم للفوز برضا الرحمن والجنة متحّلين بالتعاون الهادف البنّاء مع الجهات المسؤولة والعاملة في خدمة الحجيج ورجال الأمن وفقهم الله وأعانهم .

وختم فضيلته خطبته قائلاً إننا نقدّر للأمة الإسلامية وعيها وتفهّمها وتجاوبها الكريم حيال التخفيف من نسب الحجيج هذا العام وتأجيل المجيء إلى المسجد الحرام إبّان هذه المشروعات العظام وما ذلك إلا للمصلحة الراجحة العاّمة والمنفعة المباركة التامّة من تلك المشاريع التوسعّية العملاقة الغرّاء والتطويرية الفذة الشمّاء التي يقوم بها ولاة الأمر الميامين خدمة للحرمين الشريفين وقاصديهما ألا جعل الله ذلك في موازين حسناتهم وأدام توفيقهم وحفظهم وأجزل من المثوبة والإنعام حظهم.

في المقابل ، قال فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ على بن عبدالرحمن الحذيفي في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم بأن الله بين حقوق الولد على الوالدين وحقوق الوالدين على الولد وحقوق ذوي القربى والأرحام بعضهم على بعض, موضحا أن كل مسلم يسأل عن نفسه في الدنيا والآخرة عن هذه الحقوق والواجبات فان اداها وقام بها على أحسن صفة كان بأعلى المنازل عند ربه.
وبين فضيلته أن صلة الرحم حق طوقه الله الاعناق وواجب اثقل الله به الكواهل واشغل به الذمم, مبينا أن الارحام هم القرابة من النسب والقرابة من المصاهرة, وأن الله أكد على صلة الأرحام وأمر بها مستشهدا بقوله تعالى (وَءَاتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيراً ).
وزاد فضيلته يقول إن الله فرض صلة الرحم في كل دين انزله لكونها من اسس الاخلاق وركائز الفضائل وأبواب الخيرات قال تعالى (وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله وبالوالدين إحسانا وذي القربى واليتامى والمساكين وقولوا للناس حسنا وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة ) وقال عبدالله بن سلام رضى الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ( أيها الناس أفشوا السلام، وأطعموا الطعام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام ), وان ثواب صلة الرحم معجلة بالدنيا مع ما يدخر الله لصاحبها في الآخرة.
ومضى مبينا ان قطيعة صلت الرحم شؤم في الدنيا ونكد وشر وضيق في الصدر فعقوبتها أليمة في الاخرة, وإن صلت الرحم هي بذل الخير لهم وكف الشر عنهم وعيادة مريضهم ومواساة فقيرهم ونفعه وإرشاد ضالهم وتعليم جاهلهم والحزن لمصيبتهم ورحمة صغيرهم والصبر على اذاهم محذرا فضيلته المرأة المسلمة بان لاتكون سببا للقطيعه بنقلها الكلام ودفنها المحاسن ,داعيا اياها بأن يتقين الله تعالى وإصلاح ذوي القربى ولاتكن القطيعة من قبلهن.