وزير التعليم العالي يفتتح مؤتمر الوحدة الوطنية بجامعة محمد بن سعود

الثلاثاء ١٧ سبتمبر ٢٠١٣ الساعة ٨:٠١ مساءً
وزير التعليم العالي يفتتح مؤتمر الوحدة الوطنية بجامعة محمد بن سعود

تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- افتتح وزير التعليم العالي -الدكتور خالد بن محمد العنقري، اليوم- مؤتمر “الوحدة الوطنية.. ثوابت وقيم”، والذي تنظمه جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، خلال الفترة (10-12 من ذي القعدة 1434هـ، الموافق لـ16- 18 من سبتمبر 2013م ).

ويحضر المؤتمر سماحة المفتي العام رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء -الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ- والرئيس العام لشؤون الحرمين الشريفين -الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس- ومدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية -الدكتور سليمان بن عبدالله أبالخيل- وعدد من أصحاب الفضيلة العلماء، والمعالي, وأعضاء مجلس الجامعة، والمسؤولين، وجمع من الطلاب والمشاركين.

وبدأ الحفل بآيات من القرآن الكريم، ثم دعا سماحة مفتي عام المملكة -الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، خلال كلمته- إلى عدم مصادمة الأحداث ومعالجة القضايا بالاعتصام بحبل الله جميعاً، وإلى عدم الطعن في البعض، لافتاً إلى أهمية السعي في النظر في أسباب الخلاف والنزاع، والصبر على بعض الأخطاء، وإلى معالجة المشكلات بحكمة وبصيرة للتأليف بين قلوب المؤمنين.

وبين سماحته أهمية التناصح بين المسلمين، والنصيحة لولي الأمر، مستدلاً بحديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- “الدين النصيحة، قلنا لمن؟ قال لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم”، مبيناً بعض طرق النصح لولي الأمر، سواء بالمقابلة أو بالكتابة، لافتاً إلى تشخيص أسباب الفرقة وجمع الكلمة وسد هذه الأبواب، وإلى مقابلة الاختلافات بين الأمة بصدر رحب.

من جانبه، أكد مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، أن الوحدة الوطنية في المملكة ليست كأي وحدة من الوحدات الأخرى، إذ إنها وحدة دينية شرعية قائمة على أساس متين وقواعد قوية وأصول واضحة، تنطلق من كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- مشيراً إلى أن الجميع؛ مواطنين ومقيمين، شباب وشابات، كباراً وصغاراً، يشهدون لهذه البلاد بالأمن والأمان والوحدة، وقال: “نفتخر ببلدنا في كل المحافل الدولية والعربية والمحلية”.

وكشف أن المؤتمر يأتي لتعزيز جانب الوحدة الوطنية وإعطائه حقه من الدراسة والبحث والتمحيص، مؤكداً أن الواجب على العلماء والمربين والمعلمين والدعاة والخطباء وطلاب العلم والباحثين، أن يكونوا قدوة للشباب ونماذج حية في الحفاظ على وحدة الوطن، مشيراً إلى أن حماية الوطن تكون بالقول والرأي السديد، والبعد عن كل مواطن الشبهة وكل وسيلة يستغلها المتربصون بأمن هذه البلاد، مشدداً على ضرورة الالتزام بجماعة المسلمين وإمامهم.

وقدم شكره لخادم الحرمين الشريفين، على رعايته المؤتمر ودعمه غير المحدود لمؤسسات التعليم العالي وجامعة الإمام خاصة، ونوّه بما تجده الجامعة من دعم من حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني -حفظهم الله- وما تحظى به من متابعة وزير التعليم العالي رئيس مجلس الجامعة، كما شكر سماحة المفتي العام للمملكة العربية السعودية، رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء، حضوره ومشاركته في المؤتمر، وقدم أيضاً شكره للدكتور عبدالرحمن السديس وجميع اللجان العاملة في المؤتمر والمشاركين فيه.

من جانبه، أوضح الرئيس العام لشؤون الحرمين الشريفين -الدكتور عبد الرحمن السديس، في كلمة ضيف الجامعة- أن هذا المؤتمر يعدّ فرصة مباركة ومناسبة سعيدة للتعاون والتلاحم والاتفاق، وقال: “هذه نعمة كبرى نشكر الله عليها، والوحدة الدينية والوطنية من الضرورات والأصول المسلمات، وأساس الأمن والأمان، والعناية بالوحدة الوطنية هو نوع من العناية بالوحدة الدينية”.

وحذر الدكتور السديس من كل ما يهدد الوحدة الوطنية، وفي مقدمته وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل التقنية والإعلام، بما فيها من معيب، كإيقاد الفتن ونشر الفرقة والخلاف، مؤكداً ضرورة تفعيل الحسّ الوطني في إطار ثوابت الشريعة وهدي الرسول -صلى الله عليه وسلم- محذراً من خطورة التلفظ والكلمات.

وشدد الرئيس العام لشؤون الحرمين الشريفين، على ضرورة حفظ العقل عن الأفكار المشتتة والفتن المنتشرة، منوهاً أن الهدف من مثل هذه المؤتمرات توحيد الوطن وأهله تحت راية واحدة وقال: اتحاد البلاد نعمة نشكر الله عليها.

وأكد على أنه -بالرغم من أن هذا البلد مستهدف من أعدائه- فإنه سلم من كل الأيديولوجيات والثقافات والحزبيات المقيتة، وقال: “قد نختلف في الرأي والحوار، لكن يجب أن يكون ذلك بناءً على ثوابت البلاد وأمنه ودينه، وليكن لك وجهة نظر، ولتعتز بالحوار المبني على الدليل وعلى مقاصد حفظ أمن البلاد وبلغة الأدب، ومن حق الأوطان أن ندافع عنها، وأن نسعى لحفظ أمنها ووحدتها، وأن يحصن الشباب عن كل المؤثرات، وذلك بالتبصر بالعواقب، وأن الأسرة والبيت والمجتمع والمدرسة والأستاذ والجامعة والإعلام، مطالبون بالتعاون على البر والتقوى”.

وعد وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية للدراسات والتطوير والاعتماد الأكاديمي، رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر -الدكتور خالد العبد الغفار آل عبدالرحمن- يوم افتتاح مؤتمر الوحدة الوطنية، تظاهرة وطنية كبيرة، إذ يشارك فيه رجال الأمن مع أساتذة الجامعة والباحثين والطلاب في مكان واحد، مضيفاً أن ما يميز موضوع الوحدة الوطنية، هو الطرح والمحاور التي عالجت وناقشت الموضوع، فهو تأصيل شرعي، متطرقاً إلى أدوار جميع مؤسسات الدولة والمجتمع، خاصة الشباب.

ثم ألقى أمين مؤسسة الأمير محمد بن فهد للتنمية الإنسانية -الدكتور عيسى بن حسن الأنصاري- كلمة المشاركين، أكد خلالها أن الوحدة الوطنية ثروة وطنية غير قابلة للنضوب، مضيفاً أن رعاية خادم الحرمين الشريفين -الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، حفظه الله- لفعاليات هذا المؤتمر، هي رعاية للوحدة الوطنية.

بعدها ألقى وكيل الجامعة لشؤون الطالبات -الدكتور أحمد السالم- قصيدة، ثم شاهد الجميع فيلماً بعنوان “وحدة وطن”.