السيسي في آخر لقاء مع الشاطر: “أنتم يا تحكمونا يا تموتونا”

الثلاثاء ٨ أكتوبر ٢٠١٣ الساعة ٨:٤١ مساءً
السيسي في آخر لقاء مع الشاطر: “أنتم يا تحكمونا يا تموتونا”

كشف وزير الدفاع المصري الفريق أول عبد الفتاح السيسي عن كواليس ما دار قبل عزل محمد مرسي، إبان ثورة 30 يونيو، وقال إن التقارير قبل 30 يونيو كانت تشير إلى نزول ما بين 4 إلى 6 ملايين من المعارضين لحكم الإخوان، ولكن المفاجأة أن المشاركين بلغ عددهم وفقاً لأقل تقدير 14 مليوناً وأعلى تقدير 33 مليوناً.

وأشار السيسي إلى مواجهة حدثت بينه وبين نائب مرشد الإخوان خيرت الشاطر قبل الأحداث، قال فيها للشاطر: “أنتم يا تحكمونا يا تموتونا”. وأكد السيسي في الجزء الثاني من حواره مع صحيفة المصري اليوم، اليوم الثلاثاء، أن جميع مؤشرات التقارير الرسمية، خاصة من مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار الذي كان يرأسه أحد المنتمين إلى الإخوان في ذلك الوقت، وكذلك التقارير غير الرسمية، أعطت دلالات على تفوق حركة تمرد المعارضة، على حركة تجرد المؤيدة لمرسي، بما يتراوح ما بين 3 أضعاف على المستوى الرسمي، و 15 ضعفاً على المستوى غير الرسمي.

وأضاف أن جميع التوقعات أشارت إلى كثافة التظاهر، واتجاه المتظاهرين للاعتصام حتى تلبية النظام مطالب المتظاهرين، وفي الوقت نفسه كان هناك تعنت من جانب النظام وعدم استبعاد لجوء مؤيديه (الإخوان) إلى الصدام مع المتظاهرين.

وتابع وزير الدفاع “أمام هذا الواقع المشتعل، فكرنا في طرح مبادرة ونحن في يوم 23 يونيو، وضعنا المطالب التي يجمع عليها الناس، وكان سقفها الأعلى هو الاستفتاء على الرئيس، وكنا نتمنى أن يستجيب لها ويعرض نفسه على الاستفتاء، فلو وافق الشعب على بقائه كانت المعارضة ستسكت”. وأضاف “أصدرنا بيان مهلة الأيام السبعة، وأطلعت مرسي على تفاصيله، وكنت التقى معه دائماً، وهو لم يغضب من البيان وإنما كان متحفظاً على رد الفعل، ولكن عند مهلة الـ٤٨ ساعة يوم أول يوليو، أبدى استياءه وغضبه، وقلت له: أمامنا ٤٨ ساعة نحل المسألة، لأن الناس نزلت يوم ٣٠ يونيو بأعداد ضخمة جداً”. وأشار السيسي إلى أنه عمد حتى آخر لحظة لحل الأزمة، وأنه التقى مع مرسي في 2 يوليو (تموز)، أي قبل عزله بيوم واحد.

وكشف السيسي عن لقاء جمعه بالرجل القوي في الجماعة خيرت الشاطر، قائلاً: “اتصل بي رئيس حزب الحرية والعدالة سعد الكتاتني وطلب أن يلتقي بي هو وخيرت الشاطر، والتقيت بهما يوم الثلاثاء ٢٥ يونيو، واستمعت إليهما، وتحدث خيرت الشاطر لمدة ٤٥ دقيقة، وأخذ يتوعد بأعمال إرهابية وأعمال عنف وقتل من جانب جماعات إسلامية موجودة في سيناء وفى الوادي لا يستطيع هو ولا جماعة الإخوان السيطرة عليها، وبعضها لا يعرفه، جاءت من دول عربية”. وأضاف أن الشاطر أخذ يشير بإصبعه وكأنه يطلق “زناد بندقية”، ثم قال الشاطر إنه “إذا ترك الرئيس منصبه، فستنطلق هذه الجماعات لتضرب وتقتل، وأن أحداً لن يقدر على أن يسيطر عليها، وهذا معناه اقتتال شديد جداً”. وتابع السيسي: “استفزني كلام الشاطر بشكل غير مسبوق في حياتي، لأنه كان يعبر عن شكل من أشكال الاستعلاء والتجبر في الأرض”.

وأضاف انفجرت فيه قائلاً: “ماذا تريدون؟ أنتم خربتم البلد، وأسأتم للدين، أنتم عايزين يا تحكمونا يا تموتونا”، مضيفاً: “بعدها صمت، ولم يتكلم، وأظنه أدرك رد الفعل من جانبنا”. وقال لي الدكتور الكتاتني: “ما الحل؟”.. قلت: “أن تحلوا مشاكلكم مع القضاء والكنيسة والأزهر والإعلام والقوى السياسية والرأي العام”.

 وقبل أن يلقي الرئيس السابق خطابه في مركز المؤتمرات، يوم الأربعاء 26 يونيو، جلست معه وتحدثت عن الخطاب من الحادية عشرة ظهرًا إلى الواحدة بعد الظهر في نفس يوم إلقاء الخطاب، وقال لي: “الدكتور الكتاتني سيأتي وكل اللي إنت بتقوله هنعمله”، وكانت هناك حلول كثيرة جدًا، ولو كان أوجد صيغة تصالحية مع الناس كان من الممكن أن تكون مخرجاً مقبولاً.

وعن اللحظة التي أدرك فيها السيسي أنه “خلاص ما فيش فايدة” قال: بعد خطاب مرسي الأخير كان من الواضح إنهم شايفين الصورة بشكل مختلف، لكن تقديري أن حجم المظاهرات التي حدثت في تلك الفترة لم ينقل لهم الصورة جيدًا. وأدركت أن اللحظة الحاسمة ستكون يوم 30 يونيو. وتابع السيسي “قلت لنفسي وأنا أستمع إلى الخطاب، خلاص هم كده بيهددوا الشعب”.

 وفسر السيسي سبب خروج الشعب المصري بكثافة غير مسبوقة في التاريخ، قائلاً: “الشعب المصري خرج لأنه خاف على وسطيته، خاف على مستقبله، لم يشعر أن البلد بلده، وهذا محرك يوم ٣٠ يونيو، الناس نزلت نزولاً غير مسبوق بعشرات الملايين، ووضعت من جديد القوات المسلحة أمام مسؤوليتها التاريخية إنفاذاً للإرادة الشعبية”.

وأكد السيسي في حواره أن بيان عزل مرسي لم يتم إخطار الإدارة الأمريكية أو غيرها به، قائلاً: “لم نخطر أحداً، ولم نتعاون مع أحد ولم ننسق مع أحد، ولم نستأذن أحداً، الأحداث والبيان شأن داخلي مصري، لا يحق لأي دولة مهما كانت العلاقات معها التدخل فيه”. وعن تقييمه للدعم العربي لمصر خاصة من السعودية والإمارات والكويت والأردن والبحرين، قال السيسي: “هذا الموقف نقدره، ولن ينساه المصريون للأشقاء، وبصراحة كان موقفاً إيجابياً فوق التوقع”.