أمين رابطة العالم الإسلامي يدعو قادة المسلمين إلى استشعار مقاصد الحج

الأحد ١٣ أكتوبر ٢٠١٣ الساعة ٤:٠٠ مساءً
أمين رابطة العالم الإسلامي يدعو قادة المسلمين إلى استشعار مقاصد الحج

دعا الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي قادة الأمة الإسلامية وشعوبها إلى العودة لله، والاستفادة من موسم الحج في معالجة قضايا الأمة.

وقال -في نداء لقادة الأمة الإسلامية وشعوبها في يوم عرفة-: إن رابطة العالم الإسلامي تدعوكم إلى وقفة لمراجعة الذات، والنظر في حال الأمة والتحديات التي تواجهها، وإلى استشعار ما يتضمنه الحجّ من معان ومقاصد، تؤصل في حياة المسلمين روح الأخوّة والوحدة والتضامن والقوة، وأن على المسلمين أن يعتزّوا بدينهم ويعرّفوا به، وينشروا محاسنه بين الناس، ويُبيّنوا للعالم أجمع أن الأمة الإسلامية العظيمة، قد سطرت في سجلات التاريخ مآثر كبرى، عندما كانت تسير على نهج الإسلام، ولا بد للأمة المسلمة -إن أرادت العزة- أن تعود إلى الاحتكام إلى كتاب الله العظيم، وسنة رسوله الكريم -صلى الله عليه وسلم- في مختلف شؤون الحياة.

وأكد أن ما عانت منه الأمة من تخلف وانحسار بعد القرون الزاهرة، كان بسبب ابتعادها عن دين الله، حيث تفرقت الصفوف، وظهرت اتجاهات غالية وأخرى مفرطة، فتشرذمت القوى، وضاعت هيبة الأمة، ما أدى إلى جرأة أعداء الإسلام على المسلمين، وعلى دين الله الخاتم، وعلى رسوله محمد -صلى الله عليه وسلم- ولن يستطيع المسلمون ردّ كيد أعدائهم إلا بالاعتصام بكتاب الله، داعياً إلى الاعتصام بحبل الله، فهو الطريق الصحيح إلى وحدة الأمة، وتحقيق التضامن بين أبنائها، وهو ما أكد عليه مؤتمر القمة الاسـتثنائي الرابع، الذي دعا خادم الحرمين الشـريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- لعقده في شهر رمضان من العام الماضي، لتحقيق التضامن بين المسلمين والتعاون في حلّ المشكلات ومواجهة التحديات، مؤكداً على أهمية ما صدر عن هذا المؤتمر في علاج الفرقة، والحرص على وحدة الصف الإسلامي، وهي تشكر خادم الحرمين الشريفين -أيده الله- على اهتمامه المشهود بالشأن الإسلامي، والأخذ بالحلول الإسلامية لعلاج مشكلات المسلمين.

وأضاف: “إن أمتنا المسلمة اليوم، تحمل هموم عدد من القضايا الساخنة في الساحة الإسلامية، التي تنتظر المساعي الخيرة، وتنتظر المبادرات الجازمة والحازمة، وعلى رأس هذه القضايا قضية شعب فلسطين، وأن مواصلة الاعتداء على المساجد والمقدسات الإسلامية -وما يجرى من انتهاك لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة- يدعو المسلمين إلى توحيد صفوفهم ونجدة إخوانهم في فلسطين، وتقديم العون والنصرة لهم، معبراً عن ألمه لما يحدث في فلسطين، وفي مدينة القدس وحول المسجد الأقصى، تطالب الدول الإسلامية بتقديم كل دعم ومساعدة لشعب فلسطين، وتدعو الفلسطينيين إلى نبذ الفرقة وتوحيد الصفّ، وفي الشأن السوري طالب التركي -باسم الرابطة- القادة بتحرك إسلامي صادق لوقف المآسي التي تعصف بالسوريين وببلادهم، والتي يتحمل النظام السوري مسؤوليتها”.

وأشار -في نداء عرفة- إلى التحذيرات المتكررة التي نادت بها الرابطة من خطر الطائفية والحزبية وإثارتها على مستوى الأمة، وشحن بعض المجتمعات الإسلامية بمآسيها البغيضة، التي تزيد من فرقة الأمة، وتفجّر الصراع في مجتمعات المسلمين، ما يخالف ما أراده الله سبحانه وتعالى للأمة: (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ)، ما يوجب نبذ كل ما يفرق الأمة، وفي مقدمة ذلك الدعوات الطائفية، لافتاً إلى أن الأمة تواجه -إلى جانب مشكلاتها الداخلية- تحديات خارجية تستهدف شخصية المسلم وثقافته وفكره وعقيدته، وحقوقه في خضمّ تيارات العولمة التي لم تراع خصوصيات المجتمعات، ما أثّر على مصداقية الشعارات والمواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان.