بالفيديو.. يزيد الراجحي يعتلي منصّة بطولة العالم للراليات في إسبانيا

الثلاثاء ٢٩ أكتوبر ٢٠١٣ الساعة ٣:٢٦ مساءً
بالفيديو..  يزيد الراجحي يعتلي منصّة بطولة العالم للراليات في إسبانيا

نجح سفير رياضة السيارات السعودية -يزيد الراجحي- في انتزاع المركز الثاني في رالي إسبانيا، على الرغم من محدودية خبرته بالدروب والطرقات المعبدة، التي تألفت غالبية مراحل الحدث منها، والذي شكل الجولة الـ 12 -ما قبل الأخيرة- من جولات بطولة العالم للراليات.

وجاءت مشاركة يزيد الراجحي في الرالي، إلى جانب رفيق دربه -الملاح الأيرلندي مايكل أورر- على متن سيارة فورد فييستا آر أر سي (إقليمية)، من تحضير فريق “ماي رايسينغ”، وتمكن على متنها نجم الراليات السعودي من الفوز بمركز الوصافة، في حدث بحاجة إلى كثير من المهارات القيادية، ويتطلب حُنكة كبيرة في التعامل مع المسار الذي يعد خليطاً ما بين الأرضيات الأسفلتية والحصوية المتعرجة، واعتبر اختباراً ذهنياً وبدنياً صعباً على السائقين.

إلا أن التنوع في المسارات -بالإضافة إلى تنظيم المراحل الأولى ليلاً- كلها أمور لم تحدّ من طموحات الراجحي أو رغبته الأكيدة في تحقيق نتيجة ترضيه وتشرف المملكة العربية السعودية، على ساحة أهم بطولة للراليات في العالم.

منذ البداية، تمكن الراجحي الفائز في جولة السويد، من تثبيت أقدامه ضمن المراكز الـ 4 الأولى، واتبع سياسية جس النبض، والتدرج في اعتماد القيادة الهجومية، أي أنه لم يبادر إلى الهجوم الكاسح منذ البداية، وإنما درس خياراته وأداء أبرز منافسيه بعناية تامّة، وأراد -في الوقت عينه- التأقلم أكثر مع المسارات وعدم التهور وخسارة كل شيء في لحظة، لا سيما أنها المرة الأولى في مسيرته، التي يخوض فيها غمار مراحل تُقام ليلاً. وبالفعل عادَ عليه تكتيكه في إنهاء مراحل اليوم الأول الليلية في المركز الرابع، ضمن الترتيب العام، بالرغم من أن مجالات الرؤية ليست بالوضوح نفسه في المراحل التي تُنظم في وضح النهار، ناهيكم عن أن الدروب المعبدة كانت ملتوية وتخترق الجبال.

وخلال مراحل اليوم الثاني، واصل الراجحي سياسة التدرج وترجيح كفة العقل أكثر من تركيزه على اعتماد السرعة الجارفة، مع أنها كانت ضرورية في كثير من الأحيان، الأمر الذي مكنه من التقدم خطوة إلى الأمام، وإنهاء منافسات اليوم في المركز الثالث، والأهم أن وصوله في أحد المراكز الثلاثة الأولى، قد منحه حافزاً كبيراً لمواصلة مجهوداته، وبذل مزيد خلال مراحل اليوم الثالث، الذي يتطلب كثيراً من التركيز والتناغم ما بين السائق وملّاحه، وبالأخص لناحية الدقة في قراءة الملاحظات ووضعه في أجواء كل ما سيصادفه.

وأثمرت سياسة الراجحي -خلال آخر أيام الرالي الذي أقيم فوق دروب حصوية وغير ممهدة، وتضمن ست مراحل خاصة- عن تقدمه خطوة إضافية ضمن الترتيب العام، ولينهي بذلك الحدث خلف الفائز وسائق سباقات الفورمولا واحد السابق -البولندي روبرت كوبيتسا- الذي ضمن بذلك تحقيقه لقب بطولة الـ “دبليو أر سي 2” لهذا الموسم، والتي كان السعودي يُمنّي النفس بانتزاع لقبها، لكن تغيبه عن عدد من الجولات العالمية، أجبره على إعادة الكرة من جديد الموسم المقبل، وخلف السعودي، أحرز روبرت بارابيل المركز الثالث على متن فورد فييستا آر 5، وعلى متن سيارة مشابهة حلَّ سبحان أكسا رابعاً، ونيكولاس فوشس خامساً على متن ميتسوبيشي لانسر إيفوليوشن 10، مصنفة ضمن المجموعة “ن”.

وقال الراجحي: “استمتعت كثيراً في هذا الرالي، وسار كل شيء معي في الاتجاه الصحيح، والأهم أنني تعلمت كثيراً من الدروس والعبر خلال المنافسات التي جمعتني مع خيرة سائقي العالم، والتي ما من شك في أنني أفدت منها كثيراً، وستصب حتماً في صالحي خلال مشاركاتي القادمة، والتي سأبقى أحرص خلالها على تحقيق أفضل الإنجازات للمملكة العربية السعودية، عبر ساحات الراليات العالمية والدولية”.

وختم السعودي حديثه -بعد أن ارتسمت ضحكة كبيرة على محياه- قائلاً: “بكل تأكيد سأعود مستقبلاً للمشاركة في رالي إسبانيا”.

الجدير بالذكر أن نتيجة يزيد الراجحي الأخيرة، قد أتاحت له التقدم إلى المركز الخامس، ضمن ترتيب نقاط بطولة العالم للسائقين (دبليو آر سي 2)، مع بقاء مشاركة أخيرة للراجحي في الجولة الختامية من البطولة، التي ستقام في ويلز البريطانية الشهر القادم، والتي يأمل خلالها المنافسة على المراكز الأولى، وإنهاء البطولة في أفضل مركز ممكن، خصوصاً وأن 10 نقاط فقط تفصله عن صاحب المركز الرابع مبدئياً في البطولة فوشس، و13 نقطة عن السائق بروتاسوف، الذي يحتل المركز الثالث حالياً.