لقاء فكري!

الإثنين ٢١ أكتوبر ٢٠١٣ الساعة ٤:٢٦ مساءً
لقاء فكري!

لا شيء قد يهتم بالفرد في مجتمعه بقدر لقاء فكري يوظف فيه الشخص أفكاره ومواهبه لإثراء هذا العالم بشيء جديد يقول لنا من خلاله إنه هنا على هذه الأرض!، فإن مما يوحي بصحوة المجتمعات واهتمامها بتنمية الفرد هو تلك المبادرات العلمية التي تُعنى بالبحث العلمي والابتكارات والحركة الإبداعية، وكل طريق يؤدي لنهضة حقيقية في تلك المجتمعات هو في الواقع طريق ناجح في تحقيق تنمية مستدامة ومتقدمة. المؤتمرات العلمية التي تُفعلها وزارة التعليم العالي هي أحد طرق إثراء هذا المجتمع بعدد عظيم من الأبحاث والأفكار الطلابية التي ساعدت وتُساعد في خدمة المجتمع ونماء هذا العالم بفكر قادة المستقبل، مما يساعدهم في تحديد وجهة الغد، وكذلك تعلم ثقافة البحث والعمل بأخلاقه، مما يجعلهم قادرين على صناعة بيئة علمية أكاديمية واعية بأهمية البحث والبحث دوماً عن الأفضل في هذه الحياة.

دعم الأبحاث والاهتمام بها هو مؤشر إيجابي لنهضة قادمة، وهو عامل مشترك بين كل الدول المتقدمة التي تشهد تقدماً مستمراً في صناعتها واقتصادها بسبب اعتمادها وحفاوتها بالبحث العلمي وتشجيعها له، لذلك نحن بالدول العربية نحتاج إلى تركيز أكبر في عملية البحث العلمي وتفعيل تطبيق نتائجه والاستفادة من مخرجاته في تنمية هذه المجتمعات وانضمامها إلى الدول المنتجة وتخلصها من العادة الاستهلاكية التي تفقدنا الهدف الأساسي للعقل البشري. اليوم نحن في حاجة ملحة لأن يوجد البحث العلمي حتى في التعليم العام لتنشأ لدينا عقول من صغرها وهي تبحث وتتعلم طريقة البحث العلمي وأخلاقياته، مما يوحي بجيل منتج يتبع الحقائق ويطورها، يرى الخيال ويبدأ في تحويله إلى واقع ملموس، فالثروة الفكرية الشبابية زاخرة بفكرٍ يستطيع تحويل هذه الأرض إلى حياة تشبه الحياة التي تزورنا بالأحلام.

من بين كل المبادرات التي يشهدها البحث العلمي لدينا أرغب في رفع راية الفخر للجامعة التي جمعت بين دعم الحركة العلمية وبين تهيئة الطلاب والطالبات في قيادة هذا اللقاء الفكري، جامعة الملك سعود التي حققت مراكز متقدمة ومتميزة في المؤتمرات العلمية؛ كان إيمانها بالطالب بشكل أوليّ سبباً رئيسياً في تميزها، فهي تقدم دعماً حقيقياً للحركة العلمية بداخلها بدعم من إدارة الجامعة وجهد عظيم من عمادة شؤون الطلاب بها والتي تتيح للطلاب إدارة وتنظيم هذه الملتقيات العلمية، مما يكسبهم خبرات إدارية ومهارات علمية تجعل منهم أشخاصاً رياديين قادرين على صناعة الغد. أمنياتي للقاء العلمي بدورته الخامسة أن يحقق إضافة عظيمة هذا العام بكل جامعاتنا وأن نُعنى أكثر بعملية ما بعد البحث وتطبيقه لتُسخر لنا كل هذه الملتقيات حضوراً باهياً في المحافل الدولية وحياة متقدمة.

Twitter:@i_entsar

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق
الاسم
البريد الإلكتروني

  • saad altamimi

    العبرة ليست في كثرة هذه الملتقيات بل العبرة في تفعيلها والاستفادة من مستجداتها لحل مشاكلنا الاستراتيجية وتحقيق التهضة كما ذكرت . شكرا لك وحفظ الله فكرك انتصار ()

  • Dr.mona alhodethi

    جامعة الملك سعود بالفعل مميزة في الناحية البحثية و جودة الأبحاث كما قلت نتمى الاستفادة الفعلية من الفكر الشبابي المبدع و أنت يإنتصار فكر زاخر سيترك شيئاً عظيماً في هذا الكون .
    جزاك الله خيراً عزيزتي.

  • أبو نواف

    اشكرك على هذا المقال كهدف عام هو تفعيل تطبيق الأبحاث كنماذج لواقعنا والمستقبل ، لكن ألا تعتقدين بأن جامعة الملك سعود ليست بمؤهلة حقيقاً لأن يشاد بهاإذ أن كل الابحاث التي صدرت من طلابها لازالت حبيسة الأرفف ولم تحرك ساكناً على أرض الواقع ؟

  • للاسف عاطل

    وظفوا الشباب بوظائف تليق بشهاداتهم وتفكيرهم وابشروا بالنهضة والامور الطيبة