بان “كاشغري” فقلبي اليوم متبولُ

الجمعة ١ نوفمبر ٢٠١٣ الساعة ٣:٥٠ مساءً
بان “كاشغري” فقلبي اليوم متبولُ

 من يتصفح السيرة النبوية سيجد أن “كعب بن زهير” قد هجا رسول الله صلى الله عليه وسلم  شعراً ,وكابر على وثنيته فأهدر محمد صلى الله عليه وسلم دمه, فأشفق عليه شقيقه “بجير” فأرسل له أبيات شعر يخبره من خلالها بأنه يخشى عليه من القتل وينصحه بأن يتوب ويعتذر للرسول, وأستعصم “كعب”بقبيلته فلم يستعصموه, وخشي على نفسه الموت فتخفى حتى وصل إلى سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم ولم يكن  الرسول يعرفه فقال يا رسول الله إن كعب بن زهير قد جاء ليستأمن منك تائبا مسلما، فهل أنت قابل منه إن جئتك به” قال رسول الله: “نعم”، قال: “أنا يا رسول الله كعب بن زهير” وما إن قالها حتى وثب عليه رجل من الأنصار قائلا: “يا رسول الله دعني وعدو الله اضرب عنقه”.فقال الرسول الكريم: “دعه عنك فإنه قد جاء تائبا نازعا”, وحينها ألقى كعب بردته الشهيرة التي قدمها للرسول أعتذاراً وقال في مطلعها غزلاً  :

بانَتْ سُعادُ فَقَلْبي اليَوْمَ مَتْبولُ_مُتَيَّمٌ إثْرَها لم يُفَدْ مَكْبولُ

وَمَا سُعَادُ غَداةَ البَيْن إِذْ رَحَلوا_إِلاّ أَغَنُّ غضيضُ الطَّرْفِ مَكْحُولُ

هَيْفاءُ مُقْبِلَةً عَجْزاءُ مُدْبِرَةً_لا يُشْتَكى قِصَرٌ مِنها ولا طُولُ

حتي  وصل لأبيات الأعتذار قائلاً :

أُنْبِئْتُ أنَّ رَسُولَ اللهِ أَوْعَدَني_والعَفْوُ عَنْدَ رَسُولِ اللهِ مَأْمُولُ

وقَدْ أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ مُعْتَذِراً_والعُذْرُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ مَقْبولُ

هْلاً هَداكَ الذي أَعْطاكَ نافِلَةَ_الْقُرْآنِ فيها مَواعيظٌ وتَفُصيلُ

فعفى محمد صلى الله عليه وسلم عنه في ذلك الزمن و في عصرنا الحالي  أساء  الهولندي “أرناود فاندورن” و حمزة كاشغري” لخاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم  أساء الأول عبر منظمة معادية للأسلام بإنتاج فيلم و أساء الثاني عبر  حسابه بموقع التدوين المصغر “تويتر” ,الصفة التي جمعت بينهما هو أنهما أعتذرا عن فعلتهما وأبديا الندم ,والجميع هلل وفرح لإسلام الهولندي, أرناود فاندورن, وأعتذاره للرسول ولكن أختلف الكثير حول توبة “حمزة كاشغري” رغم أنه أعلن ندمه وستتابه القضاء فتاب وأفرجوا عنه إلا أن  ما زال هناك من يطالب بتطبيق حد الردة عليه بل وتطبيق حد القتل تعزيراً وكأنهم لايدركون لو أن رسول الله صلى الله وسلم بيننا لمسح على قلب”حمزة” ولعفى عنه كما عفى عن “كعب بن زهير”  و أقول لكل من يطالب بتطبيق حد القتل على “حمزة كاشغري” رغم توبته بأنك أن كنت  تطالب بذلك حباً منك للرسول صلى الله عليه وسلم فالأولى أن تطبق سنته ولنا في عفوه عن “كعب بن زهير” أسوة حسنة . ويجب أن نكون جميعاً عوناً له لا عوناً عليه.

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق
الاسم
البريد الإلكتروني

  • A

    كعب لم يكن مسلم قبل هجاء النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم وتاب وكان صاحب الحق موجود وهو النبي صلى الله عليه وسلم

    اما كشغري فهو مسلم ثم ارتد وهجا النبي صلى الله عليه وسلم
    وصاحب الحق النبي صلى الله عليه وسلم المفترض ان يطبق عليه الشرع
    وتوبته ترجع بينه وبين ربه

  • الحربي

    الأخ فهد نعم ماقلت فنتمنى من الاخوة الفضلاء الكف عن الكشغري التائب لعل ذلك درس في حياته يجعل منه داعية الى الخير ونوصي اخينا الكشغري بالحرص على التقرب الى الله بصحبة اهل الخير والصلاح من طلبة العلم ويبعد عن مجالسة من كانوا عونا له على مايغضب الله وواجب عليه فضحهم ليعرفهم الناس لعل ذلك يكون درئ لفسادهم وفضح لمخططاتهم التي شابهو مخططات المنافقين في عهد الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم نرجوا ذلك من اخينا الكشغري

  • عائشه

    كعب عفء عنه الرسول(صلى الله عليه وسلم) وهو صاحب الحق ولم يكن مسلم حين تكلم في الرسول(كما في قصية الهولندي)-اما الان الرسول قد مات ،ول اولا الان ان نقيم حدود الله قبل ان نتبع سنته فالاول واجبه والثانيه مستحبه .

  • أبو محمود حسام

    أما الحكم الشرعي في دم حمزة فهو للقاضي الشرعي وليس ﻷي شخص مهما كان
    ثم من يقول بأن هذا الشاب ارتد ثم هجا فالظاهر أن المرتد هو كافر خارج من الملة وحكم المرتد القتل ولكن إن عاد وأسلم قبل أن يقام عليه الحد فما الذي يحدث ولمن لا يعلم أقول راجع ما كان حكم أصحاب محمد عليه الصلاة والسلام في المرتدين الذين تراجعوا عن ردتهم إلى حضن اﻹسلام وخصوصا سجاح التي ادعت النبوة وقد قالت3 اشعارا ضد اﻹسلام وربما ضد النبي عليه الصلاة والسلام ورغم ذلك لم يتم قنلها بل حسن إسلامها في أصح الروايات عنها
    حنانيكم فالحكم الشراي ليس سهلا كي يخ ض فيه مت شاء ومتى وكيف شاء بل إنه أمر جلل فتنبهوا قبل أن تضروا سجلاتكم التي سترونها يوم القيامة

  • مستر قرنفلة

    وهل تقارن كاشغري بكعب بن زهير اولا كعب كان كافرا بمحمد فاسلم ثانيا كاشغري مسلم واستهزأ بني الله صلى الله عليه وسلم وانكره ونكران الرسل كفر وفوق هذا كله هرب الى ماليزيا لادراكه انه مخطئ ثم اعيد

  • م

    كلام جميل لكن المقارنة ماوفقت فيها