المشوح يكشف التّيّارات الدّينيّة ورموزها في السّعوديّة ويؤكّد : الإخوان أكثرهم حساسية!

الأحد ١٥ ديسمبر ٢٠١٣ الساعة ٧:٤٦ مساءً
المشوح يكشف التّيّارات الدّينيّة ورموزها في السّعوديّة ويؤكّد : الإخوان أكثرهم حساسية!

– هناك من جعل المرأة حلبة صراع معلنة لتمرير أفكاره.

– ليست السّلفيّة تياراً أو حزباً أو تنظيماً يمكن وصفه بأنه ذو أهداف ومنطلقات محدّدة.

يظلّ الحديث عن التيارات الدينية السعودية ورموزها من القضايا الشائكة والجدلية في المجتمع، لحساسيتها -من جهة- ورفض رموزها الإفصاح عن انتماءاتهم من جهة أخرى.

(المواطن) –بدورها- حاورت الأستاذ خالد بن عبدالله المشوح -الباحث في الحركات الإسلامية- وطرحت عليه محاور متنوعة عن أبرز تلك التيارات وتوجهاتها الفكرية، إلى جانب موضوعات أخرى تقرؤونها في الحوار التالي:

التيارات الدينية

من خلال اطّلاعك وقراءاتك، ما أبرز التيارات الدينية السعودية ورموزها المتواجدة فعلياً على الساحة؟

– تتواجد على الساحة الدينية -في السعودية- عديد من التيارات التي تحظى بمستويات متفاوتة من التأثير، على رأسها السلفية العلمية، المتمثلة في هيئة كبار العلماء، وغالب طلاب العلم الشرعي، والسّرُورية -ذلك التيار السلفي الحركي القوي في نجد، والذي أسسه محمد سرور زين العابدين- والإخوان المسلمون -الذين تواجدوا مع بداية النهضة التعليمية في السعودية، من خلال جناحي الإخوان المصري والسوري- ولا شك أن الإخوان في السعودية أكثر التيارات حساسية في الظهور والتصريح للعلن، رغم أن هناك أسماء كبيرة ومؤثرة معروفة بانتمائها أو محسوبيتها فكريّاً للإخوان، وشغلت مناصب، كالشيخ عبدالله العقيل، والشيخ مناع القطان -رحمهما الله- وغيرهما.

والسلفية الجامية، وتنسب إلى الشيخ محمد أمان الجامي -رحمه الله- المدرس بالمسجد النبوي، وهي أقرب إلى السلفية العلمية -منها إلى الحركية- بسبب البعد الشرعي لدى مشايخهم، الذين ينتمون إلى مدرسة الحديث، والاهتمام العقدي في دروسهم، ويرى هذا التيار أن النصيحة لولي الأمر أساسها السر، كما أن الانشغال بالسياسة ليس من الدين في شيء.

وهناك أيضاً جماعة التبليغ والدعوة أو الأحباب، وكغالب التيارات الدينية في السعودية، لا يفصح أصحابها عن انتماءاتهم بشكل صريح لاعتبارات عديدة، إلا أن هناك عديداً من الرموز الدعوية، ارتبطت أسماؤهم بجماعة الدعوة والتبليغ في المملكة، وإن لم يصرحوا بشكل علنيّ، ولعل الاستثناء في ذلك هو الشيخ راشد الجدوع، الذي صرح بانتمائه للجماعة، منذ أن كان طالباً جامعيّاً في أواخر السبيعينيات.

بالإضافة إلى الصوفية، وتتركز في الحجاز بشكل أكبر؛ في محمد السيد علوي المالكي ومحمد عبده يماني وعلوي السقاف.

ويتواجد أيضاً التنويريون أو العصرانيون، وإن لم يكن مسمى التيار دقيقاً في وصف المنتمين إليه، بسبب قلة عددهم، وعدم وجود مصدر معرفي وإعلامي أو إنتاج ثقافي أو حركي يمكن التعويل عليه في رصد هذا التيار، وإنما هي -في غالبها- محاولات فردية، وكانت بدايات تيار التنوير الإسلامي السعودي في منتصف التسعينيات، عندما غاب رموز الصحوة في السجن نتيجة مواقفهم المعارضة وقتها، وغياب العلماء المؤثرين بعد ذلك، كابن باز وابن عثيمين، والذين كانت تشكل آراؤهم قطعية لدى عامة المجتمع السعودي، بالإضافة إلى فضاء الإنترنت والتواصل المعرفي مع آراء وكتابات لم يكن بالإمكان الوصول إليها قبل ذلك.

ويمكن تقسيم هذا التيار -من حيث المآلات- إلى قسمين، الأول انطلق من الفكرة الإسلامية وبقي على انتمائه الإسلامي، مع إصراره على العملية التحديثيّة، ونقد الحركة الإسلامية والسلفية بشكل خاصّ، والآخر كانت انطلاقته تتركز على نقد الفكر الديني، لكنه غادر الفكرة الإسلامية إلى الليبرالية.

ولا ننسى السلفية الجهادية، وهو تيار جمع بين الحركية السياسية والسلفية النصية، وشكّل ما يسمى (بالقاعدة)، وإن انحسر نتيجة الجهود الأمنية والفكرية، وتكمن خطورة هذا التيار في تكفيره الأنظمة العربية الحاكمة، التي كان تكفيرها النواة الأولى لتكفير المجتمعات، ولقتل واستباحة الدماء والأموال.

DSC_6810

التيار السلفي

حسنا.. ما ملاحظاتك على التيار السلفي؟

ليست السلفية تياراً أو حزباً أو تنظيماً يمكن وصفه بأنه ذو أهداف ومنطلقات محددة؛ لكنه -بلا شك- ينطلق من أرضية مشتركة في عمومها، وهو ما يمكن أن نحدده من خلال مفهوم مصطلح السلفية (بأنها اتباع منهج النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه؛ لأنهم هم الذين سلفونا وتقدموا علينا). وعلى هذا نرى أن السلفية ذات منطلقات محددة، تشترك في رؤيتها كثير من التيارات والأحزاب والأفراد، وإن اختلفت في نتائجها.

ولكن التيار السلفي -في العالم العربي بشكل عام- يمر بمرحلة ليست بعيدة عما تمر به التيارات الأخرى، من إعادة قراءة الأولويات والواقع، من خلال الرؤية الفقهية العقدية، التي تميّز بها هذا التيار، لكن يبقى السؤال الكبير هو: هل ستنجح هذه السلفيات في خلق رؤية جديدة على الواقع المحلي، تلتزم فيه بثوابتها، مع الأخذ بالتغيرات الزمانية والبحث عن إجابة جديدة عن الموقف من الحريات والآخر والديمقراطية؟ وأتصور أنه بالإمكان أن تفاجئنا التيارات السلفية بأطروحات تتجاوز الحركات الإسلامية الأخرى في وضوحها؟

كبار العلماء

في نظرك ماذا ينقص هيئة كبار العلماء في وضعها الحالي؟

لا شك أن هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية، الهيئة التي تحظى بالقبول لدى معظم دول العالم الإسلامي من شرقه إلى غربه، وإن عاب عليها البعض أنها لم تعد تحظى بالتأثير المطلوب، نتيجة متغيرات متعددة، ومن الإيجابيات الحالية، أن هيئة كبار العلماء تضمّ اليوم عشرين عضواً متنوعي المذاهب الفقية، وثمانية من أعضاء اللجنة الدائمة للإفتاء، ولعل أهم ما ينقصها انفتاحها على العلوم، من خلال تكوين لجان فرعية متخصصة تزود الهيئة بكل المستجدات، من خلال تصور علمي واضح.

مغامرة

بوصفك باحثاً في شؤون الحركات الإسلامية والفكر المتطرف، كيف تنظر لحلقة الموقوف وليد السناني، والجدل الذي أحدثته في الأوساط الفكرية والدينية والإعلامية؟

ليس بالأمر الغريب أن ترافق حلقة الموقوف وليد السناني مع الإعلامي داود الشريان هذا القدر الكبير من الزخم والجدل، عبر مواقع التواصل الاجتماعي والمجالس الخاصة، ليس لما احتوته من خطاب متطرف ونظرة سوادواية للمجتمع فحسب، وإنما لكونها لم تأخذ نمطاً تقليدياً مثل باقي الحلقات التي يظهر فيها أصحاب هذا الاتجاه في صورة التائب النادم المتراجع، بل -ولأول مرة- يتم عمل لقاء بهذا الحجم والشكل مع أحد المحتجزين، والذين لا يزالون على أفكارهم وخطابهم القديم، رغم طول مدة الاحتجاز.

عشرون سنة من الغياب والسجن والعزلة، يليها ظهور إعلامي بهذا الحجم وصلابة في التمسك بالآراء..! لا شك أن ظهوراً إعلامياً على هذا النحو يعد مغامرة، سيما وأنها كانت تصبّ في اتجاه واحد، فالموقوف -الذي عرض أفكاره وآراءه، مستشهداً خلالها بآراء قد يكون بعضها صحيحاً وكثير منها أقوال مرسلة أو مغلفة بتلبيس- من المفترض أن يتم مواجهته خلال الحلقة، ولو عبر الفواصل من قبل المتخصصين، حتى يؤدي المحتوى الإعلامي غايته، خصوصاً وأن الحلقة كانت مسجلة مسبقاً، هذا إذا كان الغرض من البرنامج ليس الفرقعة الإعلامية فحسب، والظهور في مظهر المتهكم على آراء الآخرين، وإن كانت تلك الآراء متطرفة أو غريبة.

حلقة السناني لا تقف خطورتها عند خطاب التكفير والتطرف الذي ظهر عليه تجاه الدولة والمجتمع والعلماء، وإنما في بعض ردود الأفعال المتعاطفة، عبر شبكات التواصل والاجتماعي واستطلاعات الرأي التي أجريت حول الموضوع -اطلعت على أحدها، وقد أجري على شريحة مكونة من (3029) شخصاً- كانت غالبية آرائهم تصبّ في جانب سلبي وعكسي للحلقة.

المرأة والمجتمع

في إحدى مقالاتك قلت إن الوصول إلى إشكاليات المرأة في مجتمعات الخليج العربي جزءٌ منه يحتاج إلى فقه آليات تفكير هذه المجتمعات.. كيف يمكن تحقيق ذلك؟

في قضية المرأة، أعتقد أننا بحاجة إلى محاولة فصل القداسة عن عادات ليس لها علاقة بالدين، ومن ثم تقسيم هذه العادات ومحاولة فهمها قبل التعامل معها على حسب ما ستجلبه من نفع وضرر للمرأة والمجتمع.

إن ما نشاهده اليوم عبارة عن سباق محموم ليس لتحرير العادات، بقدر ما هو إثبات لترويج أفكار وأيديولوجيات تتخذ من المرأة حلبة صراع معلنة، لكسب المجتمع الذي يتفاوت في تعاطيه لقضايا المرأة، وفق النزعة الموجودة فيه، سواء كانت تحررية أو تسلطية أو جنسية، لتدور الأيام وتبقى المرأة قابعة دون أن تستفيد من الرؤية الشرعية المنصفة للمرأة في مجتمع يلتزم بالدين كمسار للحياة الاجتماعية.

ربما لو استطاعت المرأة أن تشكل رابطة تجمع تياراتها الفكرية المتنوعة للدفاع عن قضاياها الحقيقية -بعيداً عن سيطرة الرجل وطموحاته- لكان ذلك أجدى وأنفع للمرأة في إثبات ما هو حق لها في ظل شريعة الإسلام التي أنصفت المرأة.

كاتب أسبوعي

كنتَ كاتباً أسبوعيّاً في صحيفة الوطن منذ سنوات، ثم توقفت.. ما سرهذا التوقف؟

عملت في “الوطن” على مدار سبع سنوات، ما بين الإشراف على الصفحة الإسلامية لمدة تزيد على أربع سنوات, بالإضافة إلى كتابة عمود أسبوعي، ثم توقفت بعد ذلك في العامين الماضيين، لم أتوقف عن الكتابة، ولكن عبر النشر الإلكتروني في مجلة المجلة اللندنية -ومنذ عدة أسابيع- عدت للكتابة المنتظمة في صحيفة عكاظ اليوم، بمقال أسبوعي ينشر يوم الإثنين.

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
  • عبدالعزيز العودة

    مع الاسف ضاع وقت المسلمين بمسميات وتيارات وتركوا العمل وكل هذا من اللهو واتباع الهوى ,

  • اتاري

    الحساسية الي ذكرت من أي نوع يعني أكزما ولا صدفية ترى علاجها بسيط