أبو طالب معلقاً على الجاسر: المسؤولون يورطون أنفسهم حين يصرّحون

الأربعاء ٢٢ يناير ٢٠١٤ الساعة ١٢:١٧ مساءً
أبو طالب معلقاً على الجاسر: المسؤولون يورطون أنفسهم حين يصرّحون

عبّر الكاتب حمود أبو طالب في مقال بصحيفة “عكاظ” بعنوان: “ماذا فعلتم للمواطن؟؟”، عن استيائه من عدم وجود خطط مدروسة واستيراتيجية واضحة في كل المجالات وتحديد متطلبات واحتياجات المستقبل من خلال رؤية مدروسة ومتقنة تحقق الأهداف الضامنة لاستمرارية التطوير.

واستدل الكاتب بمقولة الوزير محمد بن سليمان الجاسر -وزير الاقتصاد والتخطيط- حينما قال: إنّ خادم الحرمين يسأل الوزراء ماذا فعلتم للمواطنين؟ مؤكداً أنّ لسان حال خادم الحرمين هو لسان كل المواطنين.

وأشار إلى أن وزارة التخطيط كانت على مدى زمن طويل قابعة في الظل لا يعرف الناس ماذا تقدم للوطن رغم أهمية وحيوية وحساسية دور التخطيط في أي عمل.

نص المقالة

ماذا فعلتم للمواطن؟؟
أكثر من مرة قلت إن المسؤولين يورطون أنفسهم حين يصرحون بأنهم يتلقون الدعم المالي الكبير لبرامجهم ومشاريعهم وخططهم، والدعم المعنوي والتشجيع والمؤازرة الشخصية المستمرة من خادم الحرمين الشريفين، فيما الواقع لا يعكس النتيجة المتوقعة لمثل هذا الدعم، وبالتالي لا يوجد استنتاج منطقي لسبب هذا التناقض سوى الخلل في التخطيط أو التنفيذ أو كليهما، وذلك ما يمثل إدانة مباشرة لأولئك المسؤولين والجهات التي يتولون مهمة إدارتها.

وقبل يومين قال وزير الاقتصاد والتخطيط إن خادم الحرمين الشريفين يسألنا باستمرار «ماذا فعلتم للمواطن» وهذا ما يجعلنا نعمل جادين لإيجاد فرص عمل للمواطن وإنتاجية فاعلة في الاقتصاد.. وحين يصرح وزير التخطيط والاقتصاد بمثل هذه العبارة فإن وزارته تتحمل مسؤولية أكبر من بقية الوزارات الأخرى لأنها المسؤولة عن تخطيط الاستراتيجيات الوطنية في كل المجالات وتحديد متطلبات واحتياجات المستقبل من خلال رؤية مدروسة ومتقنة تحقق الأهداف الضامنة لاستمرارية التطوير والتنمية المستدامة وحلحلة كل المعوقات التي تقف أمام ذلك. وإذا كان وزير التخطيط يعترف بأن رأس الدولة يسأله وزملاءه دائما ماذا فعلتم للمواطن فإننا نؤكد للوزير بأن الملك قد سأل هذا السؤال نيابة عن كل المواطنين وعبر عن لسان حال الجميع.

وإذا ما تحدثنا عن وزارة التخطيط فإنها كانت على مدى زمن طويل قابعة في الظل لا يعرف الناس ماذا تقدم للوطن رغم أهمية وحيوية وحساسية دور التخطيط في أي عمل. كان الناس لا يتذكرون وجودها إلا عندما يأتي ذكر الخطط الخمسية التي كلما انتهت خطة منها نكتشف أنها لم تحقق كثيرا من أهدافها التي حددتها، ولم تصل إلى نسبة معقولة من النتائج التي استهدفتها، والأمثلة كثيرة على ذلك إذا قمنا بمراجعة سريعة للخطط السابقة القريبة لأن الأرقام لا تحتمل التأويل أو التشكيك. نحن رغم وجود وزارة للتخطيط لا نعرف ماذا نريد أن نحقق استراتيجيا لوطننا، ولا نعرف الصورة المستقبلية التي نريدها لأن الرؤية غير واضحة والأهداف غير محددة بدقة، وهذا سبب جوهري في عدم تحقيقنا لإنجازات بحجم الإنفاق الهائل على تلك الخطط. وإذا كانت وزارة التخطيط في أي مكان يجب أن تلتزم الدقة المتناهية في تقديم المعلومة فإنه غير مقبول من وزير التخطيط أن يقول في منتدى التنافسية الدولي الذي عقد بالرياض مؤخرا «لقد قفزنا سنوات ضوئية في مضمار التقدم والقدرة التنافسية». كيف نحسب هذه السنوات الضوئية وكيف نقيس التقدم بمعيارها يا معالي الوزير؟

مرة أخرى، ومرات ومرات، سيظل السؤال ساخنا: ماذا فعلتم للمواطن؟؟