قصص لمعلمات مغتربات: أسرنا تشتت ووعود “النقل” تصطدم بـ “حجج الاحتياج”

الإثنين ١٣ يناير ٢٠١٤ الساعة ٨:٠١ مساءً
قصص لمعلمات مغتربات: أسرنا تشتت ووعود “النقل” تصطدم بـ “حجج الاحتياج”

تفاعلاً مع مبادرة “المواطن” بنشر قصص ومعاناة المعلمين والمعلمات المغتربين وإيصالها إلى رأس الهرم في وزارة التربية والتعليم، تلقت الصحيفة عبر بريدها الإلكتروني العديد من القصص المحزنة التي سيتم نشرها عبر سلسلة من الحلقات بدءاً من اليوم. في البداية تقول إحدى المعلمات: انتظرت الوظيفة لمدة 13عاماً وكتب الله أن أكون من ضمن المثبتين بالأمر الملكي وكان ذلك في محافظة شرورة، ولقد كان لي عقد هناك لمدة شهرين قلت استفيد منها مادياً ولكن ملكنا المحبوب أصدر قرار التثبيت وتم تثبيتنا بعد معاناة لمدة عام ونصف العام وتم حسابها في السلم الوظيفي ولكن لم تحسب كخدمة وتم حرماننا من حركة النقل في عام 1432 ودخلنا في حركة ٣٣ ولم يكتب الله لي النقل رغم أني رفعت بظروف مرض زوجي بالفشل الكلوي وابني المريض بالسكري.

وأضافت، اعتذرت الوزارة رغم رفع التقارير التي تبين معاناتي ومعاناة زوجي- وحيد أسرته- وقد تعذبت وعائلتي بسبب تشتتنا وتدهورهم الصحي لبعدي عنهم فهم يحتاجون إلى قربي وقد استبشرت خيراً بتعيين الأمير خالد الفيصل وزيراً للتربية لمعالجة مشكلتي.

واختتمت قائلة: إذا كنتم منبراً للإعلام فأرجو نقل معاناتي ومساعدتي بعد أن أخذت إجازة استثنائية لظروفي ما سبب لي مشكلات مادية، حيث لدي التقارير المثبتة والشهود.

أما معلمات محافظة الليث فمعاناتهن تكمن في دوامهن اليومي الذي تتجاوز مدة الذهاب إلى تنفيذه ثلاث ساعات من مقر إقامتهن، حيث قلن: نعاني نحن المعلمات بالقرى النائية بمحافظة الليث طول ساعات الذهاب إلى الدوام، حيث يصل إلى ثلاث ساعات ذهاباً وإياباً وعدم تقليص ساعات الدوام واعتبار بعد مسافة السكن عن المدرسة بل يشدد في الخروج من بعض المديرات بحجة أنه لا يوجد تعميم أو بند ينص على تقليص ساعات عمل المغتربة والساكنة بغير مدينة مدرستها، مما ينعكس سلباً على عطاء ونفسية المعلمة وبالتالي على مخرجات التعليم لديها.

وأضفن: نحن بشر ونتأثر بالظروف المحيطة بنا، كما أن ذلك يؤرق تفكيرنا بسبب غيابنا الطويل عن منزلنا وتأثر جميع أفراد الأسرة بما فيهم صغيرهم وكبيرهم.

وأعربت المعلمات عن أمنيتهن أن يلتفت أحد لهذه الفئة التي همشت بما يحفظ لها طاقتها وإنسانيتها وحياة تعليمية اجتماعية كريمة.

وتروي معلمة مغتربة معاناتها قائلة: أنا من الجنوب وتم تعييني في الجوف في محافظة طبرجل، وزوجي يعمل في الرياض، ولدي- ولد وبنت- البنت عند أهلي بجازان والولد برفقتي في مكان تعييني في الجوف كونه حديث الولادة، حيث رفضت مديرة المدرسة الموافقة على إجازة رعاية المولود بسبب الاحتياج مع العلم أن بنات الجوف تم تعيينهن في جازان وتعرفت عليهن وحاولت أن أنقل ولكن وزارة التربية والتعليم رفضت بحجة أن هناك حركة نقل خارجي.

وأردفت قائلة: كل يوم أنام وأنا أبكي لأني افتقد ابنتي وأهلي وزوجي، فزوجي يحاول أن يزورنا كل أسبوع- الجمعة والسبت- في حين أن قيادته للسيارة من الرياض إلى طبرجل يعرض روحه ونفسه للخطر، بل أحياناً ينفجر الإطار وهو في مكان مقطوع ويضطر إلى السير بسبب الخوف من قطاع الطرق، كما أنه أحياناً ينقطع البنزين بين الجوف وحائل ويضطر إلى أن يأخذ معاه “جركن” بنزين.

وختمت قائلة: تعبت نفسياً؛ فالسائق يأخذ 400 والمدرسة تبعد شارعين، والروضة تأخذ 500، بخلاف الشقة التي تكلفني 2500 ريالاً. أما المعلمة تهاني فتقول: تم تعييني بعد انتظار دام أكثر من 15 سنة في هجرة نائية تبعد عن مقر إقامتي 500 كم عانيت خلالها الغربة والشتات النفسي والأسري، حيث أسكن في مدينة وأطفالي في مدينة أخرى تتخللها وعورة للطرق وجمال سائبة وبدائية النقل والخوف من الحوادث والتعرض للكثير من المشاكل لعدم وجود المحرم عوضاً عن أن ابنتي مريضه وتحتاج إلى مراجعات متتابعة.

وأضافت، رفعت مذكرة للوزارة بظروفي الخاصة، وكلنا أمل في الله ثم بوزير التربية والتعليم أن يضع حداً لمعاناتنا وغربتنا.

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
  • شماليه

    حسبي الله ونعم الوكيل على الوزاره الفاشله معلمه مغتربببببببه بدون محرد