عطار “بيت المدينة” بالجنادرية يستشيره الزوار ويتسامر معه الكبار

الثلاثاء ٢٥ فبراير ٢٠١٤ الساعة ٤:١٤ مساءً
عطار “بيت المدينة” بالجنادرية يستشيره الزوار ويتسامر معه الكبار

يستقبل العطار في “بيت المدينة” بالجنادرية -يومياً- عديداً من الزوار، فمنهم من يستشيره، ومنهم من يحكي له معاناته، ومنهم من يسأل عن فوائد عشبة أو وصفة طبية، وبذلك يكون العطار المتخصص مرجعاً للزوار.

واكتسب «العطار» في طيبة القديمة، مكانة مرموقة بين سكانها؛ حيث يجمع في مهنته بين الطبيب والصيدلي، وأيضاً الكيميائي، فيحدد المرض ويصف الدواء بدراية، أو يقوم بخلط البذور والأعشاب والجذور والأوراق، فيخرج منها مركب كيميائي فعال، كما يعد أخصائياً في تزيين وتجميل النساء.

ولا تقتصر معرفة العطارين سابقاً على فوائد وصفاتهم الدوائية وموادها، بل على علم بالآثار السلبية لتناول أصحاب أمراض معينة أعشاباً بعينها، فهو يصف الأعشاب والمواد الطبية للحمى والأمراض الباطنة، ويعالج ويداوي ما يصفه له المريض من آلام ومعاناة، وكأية مهنة أخرى، دخل مجال العطارة جهلاء وأنصاف متعلمين.

مع توسع مهنة العطارة واستفادة الناس منها، خصصت أماكن خاصة لها، تشمل جميع أنواع المواد التي تستخدم في العلاج، وامتد سوق العطارين قديماً في شارع العينية من برحة باب الرحمة –شرقاً- إلى المناخة غرباً، وتفرع منه أسواق عدة.

ويشتهر بعض العطارين بألقاب وكنىً معينة، فهناك شيخ العطارين وكبير العطارين وعطار اليمن –مثلاً- وغيرها من المسميات التي تعتمد على خبرة وممارسة، ويتحدد لقب وكنية العطار على سنوات الممارسة المهنية، بينما يرث البعض اللقب عن أبيه أو جده مثلاً.

ولم تفقد الصيدليات -والمراكز الطبية الحديثة- العطار بريقه في الوقت الراهن، حيث عادت العطارة إلى السطح وبقوة مؤخراً، وصار الناس أكثر إقبالاً على محلات العطارة من ذي قبل، خصوصاً أن الطب الحديث عجز عن علاج كثير من الأمراض التي يطلق عليها «مستعصية»، وصار كثير من الناس يهرب من الأدوية الكيميائية ذات المضاعفات والآثار الجانبية، ويبحث في العطارة كعلاج آمن، كما كان يفعل الأجداد قديماً.

ويحرص كثير من النساء على استخدام أدوات الزينة والتجميل من العطارين، كاستخدام الحناء والغسول وصابون الغار والطين البركاني، وغيرها من المواد الطبيعية المتوفرة في محلات العطارة.