خلاف حول ضرب طفل في السويد يشعل “حرب شتائم” بين سعوديين

الثلاثاء ٤ فبراير ٢٠١٤ الساعة ٤:٤٧ مساءً
خلاف حول ضرب طفل في السويد يشعل “حرب شتائم” بين سعوديين

رغم المسافة الشاسعة بين البلدين، تسببت قضية اعتقال أبوين مسلمين في السويد -بتهمة ضرب ابنهما لتخلفه عن الصلاة- في فتح نقاش ساخن حول أوضاع الأطفال في السعودية، خاصة حول ما يتعلق بكيفية تعليمهم الصلاة.

ولعبت الكاتبة السعودية سمر المقرن، الدور الرئيس في تحويل مسار النقاش، وذلك بعد قيامها بنقل خبر عن الأبوين الماليزيين من مصدره السويدي إلى  متابعيها على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث استقبله بعضهم بالانتقاد والسخرية، لتبدأ بذلك مواجهة تضمنت اتهامات متبادلة بالكفر والنفاق والجهل بين مختلف الأطراف.

وكان موقع إخباري سويدي قد ذكر أمس، أن السلطات السويدية سمحت لأربعة من أبناء الأبوين الماليزيين بالسفر إلى كوالالمبور، برفقة نائب رئيس حكومة بلادهم، نظراً لوجود أبويهما؛ عزيزالرحمن أول الدين، وزوجته شالواتي نورشال، رهن الاعتقال منذ (18) ديسمبر الماضي بسبب مزاعم بضربهما أحد أبنائهما الأربعة عقاباً على عدم تأديته الصلاة.

وأضاف الخبر أن محكمة “سولنا” الابتدائية قررت الإبقاء على احتجاز الزوجين حتى انتهاء التحقيقات، دون إعطاء مزيد من التفاصيل، وبحسب ما نقلت المصادر السويدية، فإن الأبوين الماليزيين يحملان جوازات سفر دبلوماسية، لكنهما لا يتمتعان بالحصانة الدبلوماسية.

وفي ما أثار احتجاز الزوجين، موجة كبيرة من الاهتمام في ماليزيا؛ حيث بدأت حملة على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” تطالب بالإفراج عنهما، نشرت سمر المقرن تفاصيل القضية، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فعقب عليها المستشار التربوي الدكتور عبدالله الربيعة قائلاً: “زمن أصبحت فيه الأذناب هي من تتحدث وتقيم.. فعلاً زمن محير”، فعادت المقرن لترد عليه بحدة: “تربوي غير متربي.. هذا هو الخلل في مؤسساتنا التعليمية، أتمنى أن توضع وأشكالك على الرف لحماية النشء”.

ونقلت المقرن ما تعرضت له إلى ساحة المناقشات في الموقع السويدي، ليتداخل معها الأكاديمي العراقي ساهر العميري قائلاً: “عزيزتي سمر.. هؤلاء البشر يعيشون في جوّ من النفاق هم مجبرون عليه، وإلا ماذا سيقولون لعمر بن الخطاب حين يخاطب الحجر الأسود: أعلم أنك حجر لا تنفع ولا تضر، ولكنني رأيت رسول الله يقبلك فقبلتك، بل ماذا يقولون له وهو يقول بأعلى صوته: ومتى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً؟.. لا تلتفتي لهؤلاء.. واصلي نضالك الدؤوب، فأنت أعلى كعباً منهم”. بينما عقب آخر: “من المؤسف أن نتخذ العنف وسيلة للتربية، ووسيلة للحكم، ووسيلة للتعليم وحفظ الأمن، وفى كل شيء.. هذه جريمة في حق الإسلام؛ لأننا حولنا الدين من عبادة إلى عادة.. نجبر أطفالنا على الحجاب والصلاة والتعليم وكل شيء”.

ودعماً لموقف المقرن استشهد أحد المعلقين بوقائع تعنيف أطفال سعوديين، من بينها وفاة طفلة على يد والدها، معتبراً أن هذا النموذج لا يجد القانون الرادع داخل المملكة.