فيشر: موقف إيران من السعودية يؤثر في نجاح المفاوضات النووية

الخميس ٢٧ فبراير ٢٠١٤ الساعة ١١:٠٣ مساءً
فيشر: موقف إيران من السعودية يؤثر في نجاح المفاوضات النووية

تحت عنوان “نزع فتيل إيران” تحدث جوسكا فيشر وزير خارجية ألمانيا السابق عن المفاوضات الإيرانية مع الدول الخمس الكبرى بشأن برنامجها النووي.

ففي مقالة نشرت له اليوم أكد فيشر أن المفاوضات الحاسمة بشأن برنامج إيران النووي قد بدأت في الثامن عشر من شهر فبراير الجاري، وأشار إلى أن البديل لهذه المحادثات هو تراكم القدرات النووية لدى إيران ثم توقيع عقوبات إضافية عليها ثم اندلاع حرب أخرى في منطقة الشرق الأوسط وهو ما لا يعتقد أحد أنه قد يحل المشكلة.

وتساءل الكاتب: هل من الممكن التوصل لاتفاق شامل يحترم حق إيران في امتلاك الطاقة النووية المدنية ويهدئ في الوقت نفسه مخاوف المجتمع الدولي بشأن الأسلحة النووية الإيرانية؟  وأضاف فيشر: بادئ ذي بدء، لابد من التغلب على جبل من انعدام الثقة المتبادل. فلا يصدق الغرب أن برنامج إيران النووي يهدف إلى خدمة أهداف مدنية بحتة، وإلا فما الذي قد يدفع إيران إلى استثمار مليارات الدولارات في برامج تكاد تكون مصممة بالكامل لأغراض عسكرية، بما في ذلك أنظمة تسليم لمسافات بعيدة؟ ومن جانبها تظل القيادة الإيرانية على اقتناع بأن الولايات المتحدة لا تزال تسعى إلى تغيير النظام في إيران. ومن منظور إيران فإن قبول اليد الأمريكية الممدودة بروح المصالحة قد يحولها إلى قبضة موجهة إليها. وعلاوة على ذلك فإن أي تسوية سوف تلقى مقاومة شرسة داخل المعسكرين، بل وقد تؤدي إلى صراع سياسي داخلي خطير. وحتى إذا كانت الزعامات على الجانبين مخلصة وصادقة، فهل ينطبق هذا على خلفائهم؟

وتابع: يقودنا غياب الثقة بين إيران والغرب مباشرة إلى العقبة الثانية التي تحول دون التوصل إلى اتفاق شامل: عمليات التحقق والرصد. والقضية المركزية في هذه المفاوضات، التي يدور حولها كل شيء آخر، تتعلق بـ”قدرة الإنجاز المفاجئ” لدى إيران- أو الوقت الذي قد تحتاج إليه إيران في إطار أي اتفاق مع الغرب للتراجع وبناء سلاح نووي. ولكن ما حجم الإشراف الذي قد يكون مطلوباً ليس فقط للتحقق من الالتزام بالاتفاق، بل وأيضاً للكشف عن أي محاولة محتملة لتحقيق اختراق سريع؟.

وحسب وجهة نظر الكاتب فتتمسك كل الأطراف الفاعلة- بما في ذلك تلك التي لا تجلس إلى طاولة المفاوضات ولكن وجودها ملموس بوضوح مثل المملكة العربية السعودية- بمواقفها الأولية. فالولايات المتحدة لا تريد لإيران أن تتحول إلى قوة عسكرية نووية أو تكتسب هيمنة إقليمية؛ وفي المقام الأول من الأهمية، لا يريد الأمريكيون خوض حرب أخرى في الشرق الأوسط. ولكن إيران تريد أن تتحول إلى قوة نووية (غير عسكرية؟) وأن تعمل على تشكيل المنطقة التي هي متورطة فيها عسكرياً بقوة (في سوريا ولبنان والعراق).

وتشترك أوروبا مع الولايات المتحدة في موقفها، ولكنها أكثر مرونة، وتريد المملكة العربية السعودية، وهي قوة سُنّية منع إيران الشيعية من التحول إلى قوة ناشئة، أو ما هو أسوأ من ذلك، قوة عسكرية نووية في منطقة الخليج، وقد اتخذت الموقف المعاكس لها في سوريا ولبنان والعراق.

ولتحقيق تسوية مستدامة تقبلها كل الأطراف (ولو على مضض)، فلابد أن تكون المفاوضات مصحوبة بخطوات دبلوماسية تهدف إلى بناء الثقة داخل المنطقة وخارجها. والواقع أن أوروبا ضليعة ومخضرمة في التعامل مع مثل هذه العملية ولابد أن توظف خبراتها هذه لتحقيق أقصى قدر ممكن من المصلحة. واختتم الكاتب تحليله مؤكداً أنه يتعين على إيران أن تقرر إذا ما كانت راغبة في سلوك طريق كوريا الشمالية إلى العزلة الدولية، أو طريق أشبه بالطريق الذي سلكته الصين إلى التكامل والاندماج في الاقتصاد العالمي,  وينبغي لها أيضاً أن تفهم أن علاقتها بكل من إسرائيل والمملكة العربية السعودية سوف تؤثر على المفاوضات، إما بالإيجاب أو السلب.