هذا أنا

السبت ١ فبراير ٢٠١٤ الساعة ١١:٥٢ مساءً
هذا أنا

كثيراً ما أواجه بهذا التساؤل من قبل بعض المتابعين أو المجالسين أو المناقشين ، فيقولون : ما عرفنا لك ! أأنت مع هذا أو ضده ، أأنت سلفي أم إخواني ، بل قال أحد الأحبة يوما إنه يفهمني في النهار ويعجز عن تصنيفي في الليل !

قلت : وفي هذا بعض حق ، والسبب أن الناس لم يتعودوا المنهج الذي اخترته لنفسي ، وهو منهج الإنصاف ، والعدل ، وإن كان بعضهم  يلمزني أحيانا باسم العائلة ويذكرون أن لكل مسمى من اسمه نصيب ، فإني أرجو ذلك وأفتخر به ، فاسمي الأول عادل ، واسم أبي سالم ، وجدي اسمه سعيد ، وإني لأرجو أن أكون عادلا في حكمي ، في زمن عز فيه الإنصاف والعدل . سليم القلب ، في زمن قست فيه القلوب وتنوعت أمراضها ، وكثر المدعون بمعرفة ما تخفيه وتضمره . سعيدا في دنياي وأخراي ، وقد كثر الباحثون عن السعادة ، التائهون عنها .

وأما الكلباني فإن جعلوه نسبة للكلب فإن الكلب عنوان الوفاء ، وقد أصبح الوفاء في زمننا هذا أندر من الكبريت الأحمر ! والكلب هو الذي يؤتمن على الغنم والماشية ، بل يؤتمن على البيوت يحرسها ويدافع عنها ، ويضحي بنفسه فداء لها ، وهو عون لمكافحة المخدرات وللشرطة يتصيد المخربين ، ويكشف ستر الخائنين ، ولا أخالني متبرأ من تهمة كهذه .

وكان هذا استطرادا جرني إليه المدخل لما أريد أن أسطره في مقالي هذا .

إن مجتمعنا لم يتعود بعد على منهجية الإنصاف والعدل ، فقد نشأ على تضليل وتجهيل المخالف وتبديعه أحيانا بل قد يصل الأمر إلى تكفيره ، هذا في الدين ، وأما في العادة والسياسة فالأمر فيها مفتوح لكل ما لا تتوقعه أو يخطر لك على بال .

والممخضة من هذا أن المرء حين ينصف فقد يخلط الناس في منهجه لأنهم سيرونه على سبيل المثال ، يمتدح الجهاد مرة ويذمه أخرى – فيما يبدو لهم – وسيجدونه ينتقد داعية ثم يزعم حبه ، ويرونه يعري فساد حكومة بلده ثم يثني عليهم ويتقرب منهم .

ولا يظهر لي في ذلك تناقض ولا تضاد . فإن انتقاد المرء أو الدولة أو الحكم أو البلد ونظامه لا يعني البتة أن ننصب العداء لمن انتقدناه ، أو نحاربه ونسعى في إسقاطه . لكن المجتمع تربى على هذا ، فهو خطأ المجتمع لا خطئي أنا .

والإنصاف مما ينبغي أن نربي عليه الجيل القادم ، ذلكم أنه الخلق الذي جاء به كتاب ربنا وفصّلته سنة نبينا صلى الله عليه وآله وسلم . ولو ذهبت أسوق أدلة ذلك لما انتهى المقال ، ولكني أنبه إلى واحد منها كمثال يدل على غيره ويذكر به ، وهو خبر ذلك الرجل الذي كان يشرب الخمر ويكثر منها ، ويقيم عليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم حد شرب المسكر ، في أكثر من مرة ، فيسبه بعض الأصحاب ، بمسمع من نبي الله عليه الصلاة والسلام فينهاه عن ذلك ، ويخبر أنه يعلم أنه يحب الله ورسوله .

والخبر في الصحيح ، وهو لمن تأمله كاف في توضيح المنهج ، والتفريق بن فعل وقيمة وحكم وتعامل الخ . والله من وراء القصد .

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق
الاسم
البريد الإلكتروني

  • ابو حمد

    كلامك سليم مئة بالمئة فبُغية المسلم مرضاة الله وقول الحق … جزاك الله خير

  • عمر

    السلام عليكم ورحمة الله
    مقال جميل ﻻ يعبرعنك فقط بل يعبر عن من جعلوا محمد صلى الله عليه وسلم قدوة و اتبعوا منهجه و تركوا تغليف الهواء و تعليل الجهل و تزكيه العمل
    احب من يقول كلمه الحق اوﻻ و ﻻ يعلل سكوته و ﻻ يحقد في عمله
    يقصد الصﻻح و ينهاء عن الفساد
    والله الموفق

  • أبو محمد

    ما شاء الله حفظك الله يا شيخنا لا فض فوك….

  • عبدالرحمن راجح

    جزاك الله خيراً ياشيخ عادل قد يحدث ان يتطاول الأقزام أو الشرذمة على الهامات أمثالكم بالقول او الفعل وإن حدث هذا فلن يزيد أو ينقص منكم شيئاً فلقد اخترت طريق العدل والإنصاف فسر على هذا الطريق فلن تخسر شيئاً بارك الله فيك ؟

  • حباب

    ياحبيلك يالكلباني ♡

  • منصف

    متفائل كثيرا بمنهجك.. واسأله ان ينتشر في بﻻدنا ويهدينا الى ما اختلف فيه من الحق..

  • ابـوفيصل

    بسم الله الرحمن الرحيم

    جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل
    شيخ /عادل سالم سعيد
    احب انتقاد الشخص من باب اﻻصﻻح
    فالمؤمن مرأة اخية
    أما من باب شتم البعض لك
    فالرسول شتم من قبل الكفار
    فﻻداعي للقلق وحمل الهم
    فوالله اني ﻻراك ﻻتنطق اﻻ بالحق سر ونحن معك ووفقك الله لما يحبه ويرضاه