إسبانيا تحيي الذكرى العاشرة على هجمات قطارات مدريد

الثلاثاء ١١ مارس ٢٠١٤ الساعة ١٠:٥٤ مساءً
إسبانيا تحيي الذكرى العاشرة على هجمات قطارات مدريد

أحيت إسبانيا اليوم الذكرى العاشرة على الهجمات التي شهدتها شبكة قطارات العاصمة مدريد وأسفرت عن سقوط 191 قتيلا وقرابة ألفي مصاب، فيما اعتبر أسوأ اعتداءات إرهابية في أوروبا.
وترأس العاهل الإسباني الملك خوان كارلوس وقرينته صوفيا مراسم لتكريم ضحايا الانفجارات في كاتدرائية المودينا وسط مدريد.
كما شارك في المراسم رئيس الحكومة ماريانو راخوي وممثلون عن منظمات ضحايا الإرهاب ورجال دين مسلمون ومسيحيون وبوذيون وسفراء الدول التي سقط منها ضحايا في الهجمات.
وفي نهار الحادي عشر من مارس 2004 انفجرت عبوات ناسفة شديدة القوة في أربعة قطارات تغطي الخطوط الداخلية بين العاصمة الإسبانية مدريد ومدينة ألكالا دي ايناريس (شرق إقليم مدريد) خلال ساعة الذروة مما أدى إلى مقتل 191 شخصا وإصابة نحو 1800 آخرين وأغلبهم من المهاجرين خاصة من شرق أوروبا وأمريكا اللاتينية.
ووقعت الهجمات قبل ثلاثة أيام من اجراء الانتخابات العامة في إسبانيا، وفي البداية نسبتها السلطات إلى منظمة (إيتا) الانفصالية، ثم تبين لاحقا مسئولية جماعات جهادية أخرى موالية لتنظيم القاعدة.
وأدت الإعتداءات إلى الإطاحة باليمين الذي كان يحكم البلاد بقيادة رئيس الوزراء الأسبق، خوسيه ماريا آثنار، ليخلفه الاشتراكي خوسيه لويس رودريجز ثاباتيرو.
وتسببت الهجمات في استقطاب شديد داخل المجتمع وما زالت مدعاة للنقاش في إسبانيا، التي اعتادت فقط على هجمات حركة (إيتا) المسلحة، ولكن قبل ساعات من الانتخابات ظهر شريط فيديو تعلن خلاله جماعة إسلامية متطرفة مسئوليتها عن الحادث ردا على حرب العراق.
وقررت حكومة ثاباتيرو سحب القوات الإسبانية من العراق، التي شاركت في الغزو الأمريكي البريطاني للبلد العربي.
وأفادت تحريات أجريت عام 2006 بأن سبعة أشخاص ممن شاركوا في الهجمات فجروا أنفسهم بعدها بثلاثة أسابيع في شقة بضواحي مدريد في ملاحقات مع الشرطة.
وبدأت المحكمة الوطنية الإسبانية في فبراير 2007 جلسات محاكمة المتهمين في الهجمات، الذين بلغ عددهم 29 شخصا، واستمرت لما يزيد عن أربعة أشهر، لتصدر أحكامها في أكتوبر 2007.
وما زال 18 شخصا من المحكومين في السجون فيما صدرت أحكام على اثنين منهم تتجاوز 42 ألف سنة، رغم أن التشريعات الإسبانية تنص على أن أقصى مدة للسجن 40 عاما.
وبعد مرور عشر سنوات على الاعتداءات تستبعد إسبانيا وقوع هجمات مماثلة، لكن خبراء أمنيون يحذرون من وجود عناصر على صلة بتنظيم القاعدة تتحرك في البلاد لمحاولة الحفاظ على هياكلها.
وتقول مصادر من مكافحة الإرهاب إنهم قلقون بشكل بالغ من ظاهرة ما يسمى بالمقاتلين الأجانب، والأشخاص الذين يتم تجنيدهم خاصة في سبتة ومليلة (المدينتين الحدوديتين مع المغرب وتحظيان بحكم ذاتي وتتبعان إسبانيا)، ليسافروا إلى سوريا للانضمام للجماعات الإسلامية المسلحة التي تواجه نظام الرئيس بشار الأسد.
ومنذ بدء الحرب في سوريا في مارس 2011 ، تقدر مصادر أمنية أن نحو 20 إسبانيًا أو مقيما في إسبانيا انضموا لمثل هذه المنظمات، رغم أن مصادر أخرى أمنية ترفع هذه النسبة بشكل كبير.
ويحذر الخبراء من خطورة العودة المحتملة لهؤلاء الجهاديين الجدد من مناطق مثل سوريا، محملين بمعارف وممارسات إرهابية.