المركز والدكة يعيدان زوار مهرجان الساحل الشرقي مائة عام إلى الوراء

الأربعاء ٢٦ مارس ٢٠١٤ الساعة ٩:٠٠ صباحاً
المركز والدكة يعيدان زوار مهرجان الساحل الشرقي مائة عام إلى الوراء

أعادت جلسات التراث القديمة لأحياء الدمام وتاروت ودارين، لزوار مهرجان الساحل الشرقي الثاني، المقام في منتزه الملك عبدالله بواجهة الدمام البحرية، مظاهر حياة البسطاء في تلك الأحياء قبل 100 عام مضت.

وأتاحت تلك الجلسات للأبناء فرصة للتعرف عن قرب على حياة الآباء والأجداد في الماضي قبل ظهور “النفط”، بعدما وجد رواد المهرجان “الدكة” و”المركز” واستخدموهما في تسوية الشاي المطعم بحبات الهيل، والقهوة العربية وتذوقوا إلى جانب ذلك الأكلات الشعبية القديمة.

وقال مبارك محمد العبيد، أحد زوار المهرجان: إن الجلسات التراثية أعادت لذاكرته أيام الطفولة، لتجسيدها واحدة من أشهر الحارات القديمة، بما فيها المركز والجلسات القديمة، والبيوت ذات الأبواب والنوافذ الخشبية والفوانيس المعلقة على جدرانها، والأزقة الحافلة بالأسواق والدكاكين، التي تبيع للمارة أصنافاً من الأكلات الشعبية والزخارف والمنسوجات وأعمال الخزف والملابس الشعبية.

وأضاف العبيد أنه إذا أحس الزائر بالتعب وأراد أخذ قسط من الراحة فهناك مقاعد من الخشب يجلس عليها، ويتذكر نسمات الزمن الجميل، من خلال مأكولات ومشروبات كالبليلة والتوت والقهوة والشاي.

وأضاف العبيد أن الزمن القديم كانت فيه الحياة خالية إلى حد كبير من التعقيدات التي فرضتها الحياة العصرية الحديثة، فالجيران في الماضي كانوا يزورون بعضهم بشكل دوري، ويعرفون بعضهم بعضاً، ويشكلون ما يشبه العائلة الواحدة داخل الحي، بسبب أن الناس كانت تجمعهم ظروف متشابهة اجتماعياً واقتصادياً، وكانت أكثر تمسكاً ومحافظة على العادات والتقاليد المتعارف عليها.

وأشار العبيد إلى أن السبب في اختفاء‏ “الدكة” من الأحياء المعاصرة يعود إلى أنها كانت تناسب طراز الأحياء القديمة، لافتاً إلى أن بعض أصحاب البيوت يقومون بعمل “الدكاك” بداخلها والاستمتاع بالجلوس عليها.

وبيّن عبدالله الدوسري، أحد زوار المهرجان أن الدكة وجمعها “دِكَاكٌ” هي بناء من الحجر أو الطابوق أو مقعدٌ مستطيل من خشبٍ توضع خارج البيت، وتكون ملاصقة للبيت معدة للجلوس، يتم فيها استقبال الضيوف وخصوصاً الجيران.

وأضاف الدوسري أن الدكة كانت تكسى عادة بالقماش وتصف عليها وسائد للراحة أثناء الجلوس، ولا يكاد يخلو بيت من الدكة قديماً، والتي تستخدم عادة للزيارات الخفيفة التي لا تستوجب ضيافة، وعليها كان يجتمع كبار السن لتبادل الأحاديث الودية والنقاش في الأمور الحياتية، لافتاً إلى اختلاط الشباب بكبار السن بتلك الجلسات للاستفادة والتعلم واكتساب الخبرات ويعمقون ثقافتهم بالتاريخ الذي يتحدثون عنه.