الصلب لقاتل تركي المطيري

الثلاثاء ٢٥ مارس ٢٠١٤ الساعة ٨:٢٧ مساءً
الصلب لقاتل تركي المطيري

بسم الله. قام المجرم باستدراج الطفل تركي ذو الست أعوام إلى قرية ريمان الشمالي التابعة لمحافظة ضرية بمنطقة القصيم, فذهب به إلى منطقة صحراوية في الليل ثم رماه بأحد الآبار العميقة المهجورة.

هذه القصة جسّدت لنا وجود بشرٍ يشاركوننا شكلاً ويخالفوننا باطناً, جرى عليهم من المؤثرات ما جعلت قلوبهم تصل إلى هذه الدرجة من القسوة والغلظة, والمؤثرات متعددة فمنها المادي الظاهر كالمسكرات والمخدرات, ومنها المعنوي الخفي كالمعتقدات والأفكار المنحرفة, ومن كان هذا جرمه فليكن القتل جزاؤه, فالشريعة الإسلامية وما تبعها من أنظمة وقوانين -متسقة مع الشريعة الإسلامية- لا ترضى بالعبث بأجساد معصومة ونفوس بريئة, ولهذا نرى الشريعة الإسلامية وضعت ما يسمى بحد الحرابة جزاءً مغلظاً لمن كان جرمه خطيراً وشديداً, قال تعالى{ إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف…}الآية, وهذا الحد يطبق القاضي فيه النوع المناسب للجرم من بين الأنواع المذكورة في الآية الكريمة.

ولكن هل رأى القضاة تطبيق حد الحرابة بحق المجرم هنا؟

الجواب: نعم, فقد أصدرت المحكمة العامة بمحافظة الرس صباح بوم الخميس بتاريخ 19/5/1435ه حكما بالقصاص والصلب على قاتل الطفل تركي المطيري- حسبما طالعتنا به الصحف-.

وكما نرى هنا أن أصحاب الفضيلة القضاة أخذوا بالنوع الأشد من أنواع حد الحرابة نظرا لشدة الجرم وخطورته, ولسائل أن يسأل هنا فيقول: هل قام القضاة هنا بتطبيق العقوبة الأمثل لهذه الجريمة أم أن هناك عقوبة أخرى تعد أكثر تناسبا لهذه الجريمة؟

الجواب: أن القضاة كان أمامهم مجموعة من العقوبات, ولكن المشكلة في تلكم العقوبات أن مطابقتها للجرم سيكون ضعيفا, فلو قلنا بالتعزير أيا كان نوعه فنرى أن بشاعة الجرم وعمر الطفل وتطابق الجرم مع حد يضعف من القول بالتعزير, ولو قلنا بالقصاص فقط في الحق الخاص فنرى معارضته بحد الحرابة وكذلك الغيلة.

وأختم حديثي بالقول: بأن الصحف تناولت الحكم القضائي على أنه جمع بين القصاص والصلب, وهذا يوحي بأن القضاة اختاروا الحكم بالقصاص والتعزير بالصلب, ولا أعتقد أن حكم القضاة كان بهذا الشكل, خاصة مع تسبيبهم للحكم بأن الفعل يعد ضربا من ضروب الحرابة والإفساد في الأرض.

ولا تنسوا بأن موقع القتل والصلب اختاره القضاة في محافظة ضريبة.

وصلوا على النبي المختار
المستشار القانوني والقاضي بوزارة العدل سابقاً

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
  • ggggg

    احسن

  • ميمي. الركيان

    أحسن ويستهل. وياليت أنا كنت موجوده في الساحه الرجم

  • ابو محمد

    بارك الله فيك يا دكتور وفي طرحك الجميل

  • مجهول

    الحمد الله
    الله يرحم الطفل المطيري

  • قطري ولي الفخر

    ياجماعه قولو الحمدلله هذا انسان مختل وشاذ الله لايبلانا ويرحم الطفل

  • ابو عبدالله يحيى حدادي

    لا حول ولا قوه الا بالله العلي العظيم
    انا لله وانا اليه راجعون