{ فلتات اللسان }

الأحد ٢٣ مارس ٢٠١٤ الساعة ١:٠٧ صباحاً
{ فلتات اللسان }

يغرف اللسان ما استقر في القلب في أحيان كثيرة ، حتى وإن جاهد الإنسان نفسه على كتم ذلك ، ولهذا فإن في فلتات اللسان ما يكشف ما خبأه المرء في قلبه .
وقد عرفت كثيرين يهابون الخروج في برامج على الهواء مباشرة ، لأنهم يعلمون أن ذلك ربما كشف شيئا لا يحبون أن ينكشف .
ولما يسر الله تعالى للناس وسائل يمكن أن تسجل ما يفوه به الإنسان تحفظ كثيرون في مجالسهم العامة ، وخاصة من ولي مسؤولية حكومية ، لأن وسائل الاتصال الاجتماعي ترصدت لبعضهم وكشفت سوء أخلاقهم ، أو غلظتهم ، أو تعاليهم ، أو غير ذلك مما يعيبه الناس على أمثالهم .
ولا أشك أن أحدهم لم يكن يظن أن هاتفا يصور ويسجل ما يقول فانطلق بحرية يتكلم ، حتى فاه بما تناقلته الركبان ، وأصبح ندرة للشيب والصبيان .
المؤلم فيما قال – عفا الله عنه – أن تحجر طاعة ولي الأمر فتحصر في فئة معينة من المجتمع ، يراد أن تظهر للناس أنها من يسمع ويطيع في المنشط والمكره ، وأن من سواهم لا يريد بهذه البلاد إلا سوءا ، ويسعى لإسقاطها وتشتتها وتفريق أمرها ، ونقض بيعتها !
وهذا لعمر الله إجحاف وفجور في الخصومة ، ومحاولة استعداء السلطة على عامة المجتمع ، وخاصة من لا يريد به سوءا ، بل يتمنى له الخير ويسعى جاهدا للحفاظ عليه وتنميته ، ويجتهد فيما يصحح الخطأ فيه ، ويعين المسئولين على رؤية مكامن الخطر أو الخلل في البلد ، بنقد بناء ، وفكر وقاد . مقتديا بما جاء في حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه ، والذي جاء النص فيه على أمرين مهمين ، هما عدم منازعة الأمر أهله ، وأن يقول الحق لا يخاف في الله لومة لائم .
ولا ريب أن ضغط المجتمع إلى فئتين مطيعة وأخرى متربصة لا يزيد الأمر إلا سوءا ، ومحاولة تغطية ما يقع في المجتمع من خلل ، أو من تقصير في عمل وزير أو أمير أو مسئول بالسعي للفتنة هو الفتنة ، ذلكم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أخبر أن الدين النصيحة ، وأن النصيحة لله ولكتابه ولرسوله ، ولأئمة المسلمين وعامتهم . ولا يمكن تحقيق ذلك بغير نقد بناء ، ونقاش وحوار ، ولو بلغ الأمر أكثر من ذلك كتشكيك في صلاح مسئول أو بيان عواره ، وتضييعه للأمانة ، فإن ذلك من النصيحة لا من الوقيعة في الأمة والوطن .
وقد كان في وسع المتحدث أن يحث على رص الصف ، ووحدة الكيان ، ويبين أهمية الأمن ، ويحذر من الخطر الذي يكمن من وراء خلخلة الأمن ونقض الاستقرار ، ويمكنه أن يضرب مثلا مما حولنا ، وأن عاقبة النزاع الفشل وذهاب الريح ، وأن اندفاع بعض الأشخاص وراء ما ينعق به المتسترون خلف أسماء وهمية ، أو حتى يظهرون بأشخاصهم باسم المعارضة ويحرضون على الفتنة ويدعون لشق عصا الطاعة ، ويقللون من أهمية الحفاظ على كيان الوطن ملتحما متراصا ، الخ …
لو فعل فكلنا نوافقه عليه ولا نخالفه فيه ، بل نشد على يده ، ونأخذ بها معا لتحقيق المراد ودفع الأذى عن تراب هذا الوطن الغالي .
لكن استعمال الألفاظ الساقطة لبيان ذلك شيء مقزز , ويسئ إلى الدولة قبل أن يسيء إلى الشعب الكريم ، الذي كان مسئول الأمن الأول فيه ، رحمه الله ، يشدد على أنه رجل الأمن الأول ! فكيف يكون رجل أمن من لن يقدر على ما فاه به ذلك المسئول ؟

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق
الاسم
البريد الإلكتروني

  • حنش حنشول الحنشولي

    في نص الجبهه

  • الصريح

    من اقبح الامور واشنعها الطعن في ولاء المواطنين لولاة امرنا ومرت اختبارات ومواقف اثببت صدق الولاء كماأن العبارات البذيئة لاتقبل من آحاد الناس فضلا عن من هو بمرتبة وزيرويرأس جهة شرعية!!!!

  • عبدالله الصاعدي

    صدقت ياشيخ عادل بارك الله فيك
    اخر الزمان يسند اﻷمر لغير أهله
    وهذا الي حاصل

  • متريث

    كلام عاقل
    والله ما صدقت العذال عندما سمعتهم يتحدثون ويتندرون عن المؤمأ إليه، حتى رجعت إلى الصوت والصورة وإذا بالخبر قد وافق الخبر.

  • محمد

    أليست فطرة الله فينا عدلٌ ورحمه فالحق يجري بالقول وبالفعال من حامليه والصادقين له ، والباطل يُظهره الله ويُخرجه من قلوب أصحابه فالألسن مغاريف القلوب ، شاهت وجوهٌ لا تقدر للحق قدره ولا لهذا البلد أمنه