“الشبة الحائلية” موروث شعبي يوطد اللحمة الاجتماعية طوال العام

الإثنين ٢٨ أبريل ٢٠١٤ الساعة ٧:١٨ مساءً
“الشبة الحائلية” موروث شعبي يوطد اللحمة الاجتماعية طوال العام

ما زال أهالي حائل محافظين على عادتهم وتقاليدهم القديمة، والتي تتميز بها منطقتهم، ومن أهمها “الشبة”، التي تعتبر من أقدم تقاليد أهالي حائل، وموروثاً شعبياً لكل القبائل الحائلية.

وارتبطت “الشبة” بحائل قبل آلاف السنين، ومنذ شهرة أسطورة الكرم العربية حاتم الطائي، فأهل حائل -كباراً وصغاراً ونساء- اجتماعيون في ما بينهم.

وتعني كلمة “الشبة” باللهجة الحائلية أو الطائية، قيام أحد الأشخاص بصنع قهوة وشاياً، ثم يفتح باب منزله ويخبر الجيران بأن لديه شبة، والشبة مأخوذة من شب يشب أي أوقدها.

وقال العم ثقيل راضي لـ”المواطن”: “تعتبر الشبة شيئاً أساسياً عند أهالي حائل، ويتم توزيع أوقات الشبه على عدة أشخاص، وفي السابق تقوم الشبة على القهوة والتمر السكري، ويعرف أهالي الدير أو القرية أو الجيران وجود الشبة بمجرد سماع صوت (النجر)، حيث يكون صوته مميزاً، يسمع من خلال مسافة بعيدة.

كما أوضح علي المثقال، أن الشبة متوارثة ومعروفة، وكل وقت تكون عند شخص معين، فمثلاً بعد صلاة الفجر عند أبوي مثقال الله يرحمه، وقت الضحى عند شخص ثان إلى صلاة الظهر، ثم يذهب الرجال وقت الظهر لإحضار أبنائهم من المدارس، وبعد صلاة العصر يجتمعون عند شخص آخر، وبعد المغرب عند شخص ثان، وتكون نقاشات داخل الشبة في الأحداث داخل المنطقة، سواء الاقتصادية أو المحلية.

واعتبر دغيم العديم، أن عدداً من المقيمين بحائل من القادمين لغرض العمل والتجارة، رفضوا العودة لمناطقهم بسبب اللحمة الاجتماعية التي ولدتها “الشبة”، والتي تطورت مع الزمن، مع الشباب الذين يخصصون استراحة متكاملة من أجل الشبة، مبيناً أنها تنطلق من بعد صلاة العشاء وحتى منتصف الليل وبشكل يومي.

من ناحيته، أشار أبوخالد أن الشبة ليست مقتصرة على الرجال، مؤكداً أن نساء الحي أو القرية لهن شبة صباحية في الحي، الذي يسكن فيه، حيث تبدأ الشبة النسائية من الثامنة صباحاً وقت خروج الرجال للدوام، والعمل وحتى الساعة الحادية عشرة، حيث يجتمع نساء الحي كل صباح عند واحدة وبشكل يومي، وهذه الشمولية في الكبار والصغار والنساء، أعطت “حائل” خصوصية منفردة عن المناطق الأخرى.