“إياكَ أعني “

الأحد ٢٧ أبريل ٢٠١٤ الساعة ١٢:٠٠ صباحاً
“إياكَ أعني “

هذه نتف من الأخبار أسوقها دون تعليق ، مكتفيا بفهم المراد منها ، وموضحا أن المراد منها أن نقارن بين واقع نعيشه ، وبين ماضٍ نفاخر به ، وأترك للبيب أن يفهم الإشارة .

قال الحافظ ابن رجب في ترجمة الحافظ عبدالغني المقدسي ( رحمهما الله ) : سمعت أبا الثناء محمود بن سلامة الحرّاني بأصبهان ، قال : كان الحافظ بأصبهان يصطف الناس في السوق فينظرون إليه ، وسمعته يقول : لو أقام الحافظ بأصبهان مدة وأراد أن يملكها لملكها ، من حبهم له ورغبتهم فيه .

قال الذهبي في السير ، في ترجمته للزَّبيدي : الإمام القدوة العابد الواعظ ، وكان نحويا فقيرا قانعا متألها . قال ابن هبيرة : جلست معه من بكرة إلى قريب الظهر وهو يلوك شيئا ، فسألته ، فقال : نواة أتعلل بها ، لم أجد شيئا .

قال ابن الجوزي : كان يقول الحق وإن كان مرّا ، لا تأخذه في الله لومة لائم . قيل : دخل على الوزير الزّيني وعليه خلعة الوزراء ، وهم يهنئونه ، فقال : هو ذا يوم عزاء ، لا يوم هناء . فقيل : ولم ؟ قال : أهنئ على لبس الحرير ؟

الشيخ الإمام الحافظ الخطيب ، محدث مرو وخطيبها وعالمها ، أبو طاهر السِّنجي . كتب الكثير وحصّل وألّف ، وكان إماما ورعا متهجدا متواضعا سريع الدمعة ، وهو ثقة ، ديّن قانع ، كثير التلاوة .

جلس أحد الولاة على قبر الإمام الأوزاعي وقال : رحمك الله ، فوالله لقد كنت أخاف منك أكثر مما أخاف من الذي ولاّني .

قال أبو جعفر المنصور لسفيان الثوري : عظني يا أبا عبدالله . فقال : وما عملت فيما علمت فأعظك فيما جهلت ؟

كان المأمون يقول : لولا مكان يزيد بن هارون لأظهرت القرآن مخلوق . فقيل : ومن يزيد حتى يُتّقى ؟ فقال : ويحك ، إني لأرتضيه لا أن له سلطنة ، ولكن أخاف إن أظهرته ، فيرد علي ، فيختلف الناس ، وتكون فتنة .

قلت : يزيد بن هارون هو : الإمام القدوة ، شيخ الإسلام ، مولاهم . كان رأسا في العلم والعمل ، ثقة ، حجة ، كبير الشأن . يقال إن أصله من بخارى . قال عنه علي ابن المديني : ما رأيت أحفظ من يزيد بن هارون . وهو من شيوخ الإمام أحمد بن حنبل . فما استطاع المأمون أن يمتحن الناس حتى مات يزيد بن هارون .

وشبيه بهذا ما جاء في ترتيب المدارك في ترجمة الفقيه إسحاق التجيبي ، وذلك أن خبر وفاته تزامن مع خبر فتح أحد الحصون في الأندلس ، فقال المستنصر : لا أدري بأي الفرحتين أسر ، بأخذ الحصن أو بموت إسحاق . فعقب القاضي عياض فقال : لخوفه منه ، وطوع العامة له .

قال أبو عبدالإله : لا تطيع العامة فقيها لا يخالطها ، ولا يقرب منها ، وبينها وبينه أسوار وحُجّاب !

فقلوب من يسميهم ( النخبة ) بال { عامة } لا تنجذب إلا لعالم يخالطهم ، ويسعى في حوائجهم ، ويعلم أحوالهم ، وينافح عنهم ، يستطيعون الوصول إليه بيسر ، يحسن تعليمهم ، وتأديبهم ، ويتلطف بهم . يرون فيه الصدق في القول والعمل ، والنصح للعامة والخاصة .

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق
الاسم
البريد الإلكتروني

  • مبارك الشمرى

    كﻻم جميل .
    يوم كنت بجامع الملك خالد ياشيخ ماكنت تعطي زائرآ لك وجه…سبحان الله

  • { مشهور الاحـــمـــــــــد }

    ( عظني يا أبا عبدالله . فقال : وما عملت فيما علمت فأعظك فيما جهلت ؟ )الشيخ /عادل الكلباني,…, شـــــكرا