الإعلام نافذة للتنوير والتنمية …!

الأربعاء ٩ أبريل ٢٠١٤ الساعة ١:٢٤ مساءً
الإعلام نافذة للتنوير والتنمية …!

.. ظلت القلاع الإعلامية ومنذ بواكير التنمية الحضارية في بلادنا شريكة لكل منجز ومشروع ..

.. واستطاعت هذه الماكينة الإعلامية الواعية أن تسلط ضجيجها وأضوائها وعدساتها لكل عمل تنموي يتسنمه مسئول أو مؤسسات بعيدا عن مسئولية الاصطياد في مفاصل الأخطاء والسلبيات التي كانت شاهدا على بعض المخرجات في التخطيط والتنفيذ والذي طالها وابل من الإعتساف والتعثر والإنفراد في الرأي والقرار …!

.. وكانت الأضواء الإعلامية والفلاشات اليومية لمسئولي الوزارات والإدارات تغطي وتطمر وتدفن هوة من الفساد والجهل والتجاوزات …!

وهنا في منطقة عسير على وجه التحديد كانت الماكينة الإعلامية تحضر بكامل عدتها وعتادها منذ مطلع العام 1400 ه .. تفتح الزوايا والمساحات لكل شواهد التنمية الحضارية المدهشة والذي قادها وبكل جدارة واستحقاق أمير الفكر والريادة خالد الفيصل بن عبد العزيز وفي طليعتها الفكر السياحي كأول مشروع يخترق صمت القيمة السياحية المغيب في كامل تقاطعات الوطن تحت مسمى ( التنشيط السياحي ) .. وكان الإعلام المحلي بجميع تخصصاته واتجاهاته وقنواته رفيق درب ومشوار .. وشريك مهذب ووقور لدعم هذا التحول النابه في منظومتنا الاقتصادية السعودية …!

.. ورغم هذا الوقار .. ورغم السيادة والتقادم الذي سجله الحراك الإعلامي العسيري على مدار هذه السنوات الزاهية .. إلا أنه ظل هذا العمل المكدود بعيدا عن دوائر الاهتمام والتشجيع والالتفات والتقدير .. وظل واحدا من الأرقام المنسية في قوائم الشراكة في التنمية …!
.. يحدث كل هذا .. رغم تطويعه – برغبته – لأجندة التسويق السياحي المجاني .. ورغم تأثيره العميق في بناء الفكر التنموي السياحي في عسير .. ورغم تلميعه لطوابير من المسئولين في الإدارات والمؤسسات وجعلها في يقين المتابع والمتلقي ظاهرة متجاوزة .. من الخسارة تعويضها أو تكرار أسمائها …!
.. ويحدث كل هذا الحضور الإعلامي العسيري اللافت .. رغم تجاوز هذا الجهاز وإهماله ( لعينه الثالثة ) وأعني إهماله لأدوات النقد الواعي والبناء والذي يعد واحدا من أهم اللغات الحديثة في تعاطي الإعلام وتكامله .. ولكنه آثر على نفسه وتنازل .. واستحضر مسئولياته الوطنية بدعم ما يمكن .. حتى تكتمل المنظومة ويتعالى البنيان مهما صاحب المخرجات من نقص وهواجس وشلل …!

.. وما أريد أن أكاشفه ( هنا ) هو البتر والتغييب الصريح لشراكة الإعلام لمشوار التنمية العسيرية الحضارية منها والسياحية .. والسياحية بالذات والذي واكبها وعزز وهجها ولمعانها وصناعتها على مدار ثلاثين عاما وتزيد .. تسنم خلالها وبالوكالة تتويج بعض الإخفاقات وترحيلها إلى نجاحات وابتكارات .. وجعل منها فضاء واسع وحديث لتعاطي فنون التشويق والتسويق الفكري السياحي في بلادنا …!

.. وبرغم كل هذا .. ظل إعلامنا العسيري يغرد بعيدا عن سجلات التوثيق المنصف والعادل لتاريخ الحراك التنموي السياحي في عسير .. ولم يحظ كغيره من التناول والإنصاف والاعتراف …!!!

.. وعليه فإن من المهم .. أن يسجل رواد الإعلام شواهد المرحلة قبل أن يسقط مجدها في دهاليز التجاهل والنسيان .. وفصل هذه الشراكة المضيئة وتصنيفها كما جرت العادة .. عمل هامشي وتطوعي واستثنائي كما يحلو للنفعيين ورموز الطابور الخامس تمريره وتكريسه والعمل بموجبه .. والذين استفادوا كثيرا من وهج الإعلام الايجابي بعيدا عن محاكمات الإخفاق في المنجز والتنفيذ والذي تجاوزها النقد البناء وتماهى عن مكاشفته برغبته لا برغبة غيره …!

.. وفي النهاية

.. سيبقى أثر الإعلام العسيري وتأثيره واحدا من ألمع نجوم المرحلة .. وسيبقى نافذة مشرعة للتنوير والضياء .. وشريكا لصناعة الخطوات الأولى للتنمية السياحية في بلادنا .. وقد يجيء واحد من شواهد المرحلة – ذات يوم – بعمل إبداعي مستحق يستنطق فيه أشهى الذكريات وربما أتعسها …!

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق
الاسم
البريد الإلكتروني

  • إعلامي مخضرم

    الصديق العزيز أبا فارس .. ضربت بتجربتك كشاهد عيان على مرحلة البدايات السياحية في البلد على الجرح .. والمواقف كثيرة كلنا نستجرها في لقاءاتنا ومناسباتنا……..
    شكرا استاذ علي.

  • عبد الله الكناني

    الاعلام له بصمته وهو السلطة الرابعه رضينا ام ابينا والاخ علي يتكلم من تجربه وقد لا تصدقون بان اعلام عسير في العشرين سنه الماضيه كان المصدر الاساسي في التسويق للسياحه وكنا نحسدهم على هذا وكنت اتوقع بان يكرم الاعلام وتثبت جهوده من قبل المسؤولين ولكنهم تناسوه ………………

  • خالد عسيري

    اعتقد بان هناك من كان يظلل دور الاعلام في منطقة عسير كشريك حقيقي وأساسي في التسليط على الثقافة السياحية واعتقد بأنه حان الوقت لكشفها وكشف ما قدمه هذا الجهاز الاعلامي الذي لم ينال غير الفتات في كل شئ…

  • أم عادل

    صدقني يا أخي بأن اللوم يقع عليكم أنتم أيها اﻹعلاميون ﻷنكم رضيتوا بالتغييب والفرصه جاهزه لعمل معرض سنوي يبرز كل شراكه الإعلام في عسير من اﻷلف للياء مرءي مسموع مقرؤ وكتب ومنشورات وغيرها وبالله التوفيق

  • ناصر العسيري

    احسنت استاذ … وكما اقول دائما ان اضاءة شمعة خير من لعن الظلام يبقى جل العمل وجزء كبير من المسئولية على رموز هذا الاعلام العسيري لعدم انشاء مظلة ولو صغيرة لاحتضان هذا الزخم والحماس والابداع وتفعيل مؤثراته على المجتمع ليكون له بصمة لايستطيع احد تغييبها … لعل في القادم من الايام ربيع اعلامي وثقافي عسيري يخترق حدود اليسطرة والادلجه …
    نحتاج في هذه المرحلة منابر نصنعها نحن تخترق العزلة وتثبت ان لدينا مايستحق ان يرى ويسمع ويقرأ .. احترامي وتقديري

  • رحيل الرعيل

    شكرا على هذه المقاله الجريحه التي حارت ودارت حول الاعلاميين في منطقه عسير واهمية تكريمهم لدعمهم السياحه في عهد الامير خالد الفيصل حفظه الله ووفقهم .
    ويبدو ان الاخ الكاتب فات عليه اختلاف الزمن واختلاف الحياه وحتى اختلاف المدينه واهلها وطبقه زوارها وكدلك الوساىل الاعلاميه ففي الماضي كان الاعلام محدود جدا وكان ماينشر قليل وبالواسطه وبتدخلات وواسطات يعلمها الله مقارنه بالان ولله الحمد بعد الانفتاح الاعلامي في كل التواصل الاجتماعي وزياده القنوات والمنتديات والجرايد الاكترونيه والصحفيه.
    ولان الشيء بالشيء يذكر فاني ارى انه من الواجب كما يقو ل الاخ علي ان يتم تكريم الاعلامين المميزين الذين قدمو للمنطقه ابداعاتهم في الماضي واتذكر منهم كالاساتذه سعيد بن احمد ال حمود رحمه الله وعلي صالح القحطاني رحمه الله وصالح ناصر الحمادي وحسني مبارك الشهراني وعلي حمد القحطاني وغازي مطاعن الالمعي وعلي مفرح الالمعي وحسن سلطان المازني وسعيد موسى القحطاني رحمه الله وهليل غرمان الشهريرحمه الله وابن عمه حسن جدعان الشهري ومنصور علي مدكور وعبدالله محمد الزمزمي رحمه الله ويحي محمد الشبرقي والكثير من الزملاء العمالقه متعهم الله بالصحه .

  • متابع من الوسط

    جل المقال تنظير وتصنع , الحقائق المؤلمة أن لاصحافة في عسير سوى أسماء بسيطة تعد على الأصابع فقط بل تقل عن عدد الأصابع !! والبقية مجرد تسجيل حضور للوصول إلى طموحات مهدرة وأحلام مؤجلةوحتى نرتقي في حوارنا هم كأعضاء الشرف في الأندية ؟؟
    الواقع مؤلم جدا جدا جدا ولم نعد نثق في الكثير ممن يتباكون على الماضي التعيس بكل تفاصيله من نقل ورصد وتوثيق .
    نحتاج لإعلام نزيه نزيه نزيه وإلا فسنبكي مع كاتبنا على هذا الضياع .
    شكرا علي .

  • أبرق الريش

    لم يخدم منطقة عسير إعلاميا سوى الجيل الجديد نعم الجيل الجديد من الشباب السعودي المهتم بمستجدات التقنيات وشكلوا الفرق نعم شكلوا الفرق في بيان ونقل كل جديد في الأخبار وفي السياحة والآثار والرياضة والمناشط ونقل هموم المواطن وشجونه والصور الفوتوجرافية المميزة والحية ،
    حدثني باحث من جامعة جازان العريقة أن ماينتجه ٣ شباب من الجيل الجديد في عام واحد ((فقط)) يوازي ماأنتجه ١٠ من الجيل السابق في عقد من الزمان ، يقول لي والحيرة تمتلكني هذا الرقم المدهش بلغة الأرقام ومن دراسة زار فيها الصحف و أظنها سلمت للغرفة التجارية الصناعية في منطقة عسير .
    فمن يستحق التكريم ؟

  • عبد العزيز القحطاني

    بحسب ما فهمت من مقال الاعلامي والكاتب العكاسي وبعيدا هو تناوله لشراكة الاعلام للتنشيط السياحي منذ بدايته وحتى الان بما فيه الالكتروني والذي كان مترجما حقيقيا لعمل الادارات والمؤسسات المعنية بالسياحة في منطقة عسير وفي جميع مناطق المملكة وبالتالي لم يحصر عمل الاعلام على فئة دون اخرى والجميع قدموا جهدا واضحا بحسب امكانيات كل مرحلة وبهذا يجب ان يقدر عمل الجميع لانه لا يصلح عمل الا بشراكة الاعلام ومن غير المنطق ان نحصر هذه الشراكة على فئة دون اخرى وفقهم الله جميعا لخدمة ما من شانه رفعة الوطن العزيز وخدمته في جميع المجالات