حليف سابق لابن لادن يتحول لشاهد أساسي في قضايا الإرهاب الأمريكية

الأربعاء ١٦ أبريل ٢٠١٤ الساعة ٩:٤٣ مساءً
حليف سابق لابن لادن يتحول لشاهد أساسي في قضايا الإرهاب الأمريكية

أفادت وثائق محكمة ومسؤولون أمريكيون وبريطانيون ومحامون أن رجلا بريطانيا خطط لشن هجوم عبر تلغيم حذاء في طائرة – ثم صار مخبرا تابعا للحكومة- تحول إلى شاهد أساسي لممثلي الادعاء الأمريكيين الساعين لإعطاء هيئة المحلفين الأمريكية فكرة عن الحياة داخل تنظيم القاعدة بعدما تآمر في وقت من الأوقات مع أسامة بن لادن زعيم القاعدة السابق.

وكان ساجد بادات (33 عاما) قد أدلى بإفادة بالفعل عبر دائرة تلفزيونية مغلقة في محاكمات في نيويورك خاصة بشخصين متهمين بالانتماء لتنظيم القاعدة. ومن المقرر أن يعطي إفادة في محاكمة أبو حمزة المصري الواعظ المصري الذي بدأ نظر قضيته في وقت سابق هذا الأسبوع.

وما زال بادات الذي قضى عقوبة بالسجن ويعيش بهوية جديدة في بريطانيا يرفض الذهاب إلى الولايات المتحدة للشهادة لأنه مطلوب لدى السلطات الأمريكية بتهم خاصة بمحاولة تفجير طائرة بمتفجرات مزروعة في حذاء.

ويجد محامو الدفاع أنفسهم في مواجهة شهادته التي تضر بموقف موكليهم ويقولون إن الحكومة تستخدم بادات كشاهد في المحاكم الأمريكية في انتهاك لاتفاق مع السلطات البريطانية بأن يدلي بشهادته “في الولايات المتحدة”- حيث من المحتمل أن يواجهه محامو الدفاع خلال الاستجواب – في حين تترك لائحة الاتهام ضده معلقة إلى أجل غير مسمى.

وقال جيريمي شنايدر محامي أبو حمزة “لقد خلقت الحكومة وضعا سمح له بألا يكون متاحا.”

وأبرم بادات اتفاقا رسميا مع السلطات البريطانية يقدم بموجبه معلومات ويشهد ضد المتشددين مقابل تخفيف العقوبة عنه.

وفي عام 2012 نشر مكتب الادعاء الملكي البريطاني بيانا على موقعه على الإنترنت يفيد بأن بادات هو “أول بريطاني يدان بالإرهاب” يتفق مع السلطات على “تقديم أدلة في محاكمة ضد إرهابيين آخرين”.

وأضاف أنه في ظل الاتفاق وافق بادات بوضوح على تقديم الأدلة “في الولايات المتحدة” ضد شخص متهم بأنه مخطط تابع للقاعدة. وهذه أول مرة تبرم فيها السلطات البريطانية مثل هذا الاتفاق.

وركزت معظم الإفادات التي أدلى بها بادات حتى الآن في القضايا التي تنظرها المحاكم الأمريكية على تفاعله مع ابن لادن وغيره من قادة تنظيم القاعدة أثناء التدريب الذي تلقاه في أفغانستان مما ساعد ممثلي الادعاء على تكوين صورة بشأن الكيفية التي عمل بها تنظيم القاعدة من دون أن يؤدي ذلك إلى إدانة مباشرة لمتهمين بعينهم في المحاكمة.

وفي مطلع الأسبوع قدم بادات شهادة عبر دائرة مغلقة في قضية أمريكية يحاكم فيها بابار أحمد وسيد طلحة أحسن المقيمان السابقان في جنوب لندن واللذان أدارا مواقع على الإنترنت مؤيدة لتنظيم القاعدة. وقال المتهمان إنهما مذنبان بتهم دعم الإرهاب في ولاية كونيتيكت بعد أن قضيا أعواما في السجون البريطانية يناضلان ضد تسليمهما للولايات المتحدة.

وبحسب وثائق محكمة تعود لأول إبريل تساءل محاموهما لماذا تريد الحكومة أن يدلي بادات بشهادته في جلسات النطق بالحكم في حين لم تكن هناك “أي إشارة عابرة” له خلال التعاملات القانونية الخاصة بتسليمه.

ودار جدل بين محامي الدفاع وممثلي الادعاء في الآونة الأخيرة بشأن مدى صلة وملاءمة إفادته لقضية أبو حمزة المصري التي بدأ نظرها في نيويورك يوم الاثنين.

واتهم محامو أحمد وأحسن السلطات الأمريكية بالتحايل من خلال الإبقاء على قضية جنائية قائمة ضد بادات مما يحول دون استجوابه أمام أعضاء هيئة المحلفين.

وقالوا إنه في العام 2009 كتبت مسؤولة في وزارة العدل الأمريكية لمحامي بادات تقول إن الوزارة وافقت على دراسة ما إذا كان تعاونه قد يقود إلى حل القضية الأمريكية الخاصة به.

وأضافت المسؤولة إنها “تأمل أن تكون لدينا إجابة لكم في وقت قريب”. لكن محامي أحد المتشددين البريطانيين قالوا في رسالة إلى قاض اتحادي الشهر الماضي إنه بعد مرور خمسة أعوام لم تحل الولايات المتحدة القضية الخاصة ببادات.

وأدلى بادات عبر دائرة تلفزيونية مغلقة بشهادته عن الحياة في معسكرات التدريب التابعة للقاعدة في محاكمة اديس ميدونجانين التي جرت عام 2012 في بروكلين. وميدونجانين شريك مزعوم لنجيب الله زازي الذي اعترف بالتآمر مع شخص ثالث لتفجير شبكة قطارات الأنفاق في نيويورك. وأدين ميدونجانين في اتهامات تتصل بالمؤامرة.

وادلى بادات ايضا بشهادته عبر دائرة تلفزيونية مغلقة في محاكمة جرت مؤخرا في مانهاتن لسليمان ابو غيث صهر بن لادن الذي وجه خطابات انطوت على تهديدات بعد هجمات 11 سبتمبر 2001.

وفي محاكمة ابو غيث قال بادات انه دبر مع ريتشارد ريد – وهو بريطاني سجن بعد محاولته الفاشلة لتفجير طائرة بعبوة ناسفة كانت مخبأة في حذائه في ديسمبر كانون الأول عام 2001 – مؤامرة لتنفيذ هجمات باستخدام عبوات ناسفة مخبأة في أحذية في نفس التوقيت تقريبا الذي كان فيه أبوغيث يسجل رسائل مصورة بالفيديو تحذر من مزيد من هجمات القاعدة ضد الولايات المتحدة.

وقال بادات إنه لا يستطيع أن يتذكر الاجتماع مع ابو غيث ولا يعرف إن كان قد ابلغ عن خطة الهجوم بحذاء ملغوم. وبينما كان ريد قد مضى قدما في تنفيذ محاولته باستخدام حذاء ملغوم فقد غير بادات رأيه. وقال بادات إنه فكك القنبلة التي أعطاها له قيادي كبير في القاعدة وأخفى مكوناتها في منزله حيث عثر عليها المحققون البريطانيون في وقت لاحق.

وأدين أبو غيث الشهر الماضي.

وأثناء إدلائه بشهادته أمام محاكم أمريكية قال بادات إن بن لادن تحدث معه شخصيا بعبارات حماسية في إطار استعداداته لتنفيذ هجومه بحذاء ملغوم.

وأثار رفض بادات الحضور الى الولايات المتحدة جدلا حاميا مع استعداد المحامين لمحاكمة ابو حمزة المصري وهو واعظ مصري المولد اصيب بإصابات بالغة أثناء التدريب مع متشددين في أفغانستان.

وأبو حمزة الذي يعرف أيضا باسم مصطفى كامل مصطفى متهم بالتآمر لخطف سائحين في اليمن عام 1998 وهو ما أدى الى مقتل ثلاثة بريطانيين واسترالي. وهو متهم ايضا بالتآمر لإقامة معسكر تدريب بولاية أوريجون وتوفير دعم مادي لتنظيم القاعدة في أفغانستان.

وطلب المدعون من القاضية كاثرين فورست السماح لبادات بالإدلاء بشهادته مباشرة عبر دائرة تلفزيونية مغلقة. وفي باديء الأمر انتقدت فورست وزارة العدل لفشلها في الضغط على بادات “بقوة” بخصوص رفضه الحضور الى الولايات المتحدة خشية اعتقاله.

وفي جلسة عقدت الأسبوع الماضي أشارت فورست الى أن اتفاق بادات مع بريطاينا يطالبه بالإدلاء بشهادته “في الولايات المتحدة”.

وجادل ممثلو الادعاء بأن هذه العبارة تلزمه فقط بالإدلاء بشهادته ولا تلزمه بالحضور إلى الأراضي الأمريكية. وقال محامو أبو حمزة إن الحكومة تحاول استخدام بادات دون أن تلزمه بتنفيذ اتفاقه مع بريطانيا.

وقال مساعد المدعي العام الأمريكي ايان مكجينلي إن السلطات الأمريكية مازالت تبحث اتهامات لبادات بإخفاء متفجرات في حذائه.

وأضاف ماكجينلي في جلسة أمام المحكمة في الآونة الأخيرة “ما أفهمه هو أنها مازالت عملية مستمرة لكني لست مطلعا على بواطن الأمور.. إنه قرار دائرة ماساتشوستس.”

وأشارت القاضية إلى أن وزير العدل الأمريكي اريك هولدر قد يصدق على أي قرار.

وتساءلت قائلة “أفترض أنه يتعين أن يرفع هذا القرار مباشرة الى هولدر.. صحيح؟”

ورد ممثل الادعاء قائلا “أفترض ذلك.”

ومع افتتاح جلسة المحاكمة أعلنت القاضية قرارها بالسماح مجددا لبادات بالادلاء بشهادته عبر دائرة تلفزيونية مغلقة.