خطة لاستصلاح المدرجات الزراعية بعسير وتهيئة منتجعات

الأحد ٢٠ أبريل ٢٠١٤ الساعة ٢:٥٦ مساءً
خطة لاستصلاح المدرجات الزراعية بعسير وتهيئة منتجعات

كشف مدير عام فرع وزارة الزراعة بمنطقة عسير -المهندس فهد الفرطيش- عن وجود نية لدى الوزارة، لوضع خطة استصلاح المدرجات الزراعية بمنطقة عسير، بعد عمليات الرفع المساحي للأراضي الخاصة بها، إضافة إلى تفعيل السياحة الزراعية، والاستفادة من المزارع لمصلحة السياح، من خلال تهيئة منتجعات زراعية سياحية، تقدم عديداً من المنتجات.

وقال الفرطيش: إنه لن يكتفي بذلك، بل سيدعم المزارعين في تقديم منتجاتهم للسياح، مشيراً إلى أن المنطقة عرفت بمنتجاتها من الفاكهة والخضراوات والعسل والحبوب والبر والورقيات وغيرها.

وأكد الفرطيش أن فرع وزارة الزراعة، يعد طاقاته لعمل برامج إرشادية للاستفادة المثلى من المدرجات الزراعية، وكيفية الحفاظ عليها وعلى شكلها الجمالي، إضافة إلى فوائدها البيئية.

يأتي ذلك في الوقت الذي اعتبر فيه عديد من الخبراء في مجال السياحة، أن وجود المدرجات الزراعية الخضراء في المواقع الجبلية بالمنطقة، من أهم عوامل الجذب السياحي، لما تتميز به هذه المدرجات من شكل جمالي يراه المسافر عبر أجواء المنطقة، مستنطقاً روح الطبيعة ومعبرة عن منجزات الإنسان من مئات السنين.

وأشار الأديب والمتخصص في تاريخ -عسير علي مغاوي- إلى أن أسباب لجوء أهالي المنطقة لبناء وصناعة المدرجات، يعود للتضاريس الجبلية والانحدارات الشديدة التي تقع عليها كثير من أراضي المنطقة.

وبين أن أهمية هذه المدرجات الزراعية، تتمثل في احتجازها مياه الأمطار، التي تشكل المصدر الأساسي للمياه المستخدمة في الزراعة قديماً، باعتبارها جزءاً من التخطيط الهندسي الزراعي لمنطقة عسير.

وقال إنها عادة ما تكون متوسطة الارتفاع، وتتفاوت أعداد أراضيها -أو ما يعرف بـ «الركيب»- من خمسة إلى عشرة أراض تكون فوق بعضها، ويصل ارتفاع الواحدة عن الأخرى من نصف المتر إلى المترين والنصف.

ولفت إلى أن أسفلها يسمى بـ«الجلة»، التي تستقبل المياه الهابطة من المدرجات الزائدة عن حاجتها لتقوم بتصريفها”، ويتحكم شكل الهلال في بناء المدرجات على السفوح، بينما تزداد توسعاً وانبساطاً في الأودية.

وقال إن جميعها تتميز بتجدد تربتها سنوياً، في حين تنقسم أراضيها إلى قسمين، الأول ويسمى «العثري»، ويقصد به المواقع التي تعتمد على سقوط الأمطار وإنتاج محاصيلها بدون ري، بينما يطلق على القسم الثاني «المسقوي»، وهو الذي تسهم الآبار في ريه.

وبالرغم من قلة مساحة تلك المدرجات الزراعية، إلا أن مغاوي يقول إن مردود محاصيلها الزراعية مرتفع، وذلك لتجدد تربتها واقتصار زراعتها -في الغالب- على محصول البر «الحنطة» وغالباً ما تزرع بخليط البر والشعير, وتعرف بـ«المشعورة».

وأبان أن هذه المدرجات تعبر عن الطبيعة الاجتماعية والزراعية في المنطقة، وقدرة الإنسان على تحدي الطبيعة والتضاريس الصعبة، وتعامله مع الصخور وتطويعها.

من جهته، شدد مدير فرع الهيئة العامة للسياحة بالمنطقة محمد العمرة، على حرص الهيئة على التعاون مع وزارة الزراعة وفرعها بالمنطقة من أجل الحفاظ على الشكل الجمالي للمواقع الزراعية في المنطقة، باعتبارها من أهم عوامل الجذب السياحي.

وأضاف: “كثير من المصطافين يعودون لبلادهم محملين بالمحاصيل والهدايا الزراعية من العسل والفوازة والخضراوات، كما يتطلع عديد من السياح للمناظر الطبيعية الخلابة، التي تبرز في عسير من جماليات الخضرة والطبيعة، والتي يمكن استثمارها من خلال التنسيق مع فرع وزارة الزراعة، لتطوير السياحة الزراعية في المنطقة، وإيجاد منتجعات زراعية”.