“طيران ناس” تتطلع لنمو 20% سنوياً وتتوقع التحول للربحية في 2014

الأربعاء ٢ أبريل ٢٠١٤ الساعة ١٠:٣٩ صباحاً
“طيران ناس” تتطلع لنمو 20% سنوياً وتتوقع التحول للربحية في 2014

قال الرئيس التنفيذي لشركة طيران ناس السعودية إن شركته تتطلع لتحقيق نمو لا يقل عن 20 بالمئة سنوياً وأنها تتوقع التحول للربحية هذا العام بدعم من خطة طموح للتوسع بعد سبع سنوات من الخسائر.

وطيران ناس هي الشركة الوحيدة التي تقدم خدمات الطيران منخفض التكلفة في المملكة.

وقال رجا عازمي خلال مقابلة مع رويترز إن طيران ناس التي تنقل ثلاثة ملايين مسافر سنوياً في الوقت الراهن وتستحوذ على نحو 18 بالمئة من سوق الطيران المحلي تتبنى خطة توسع تشمل إضافة نحو ست وجهات ونقل 20 مليون مسافر سنوياً بحلول عام 2020.

وتغطي طيران ناس حالياً 21 وجهة داخل وخارج المملكة وبحسب موقعها الإلكتروني نقلت الشركة أكثر من 12 مليون مسافر حتى الآن.

ووفقاً لأحدث البيانات المتاحة لدى الهيئة العامة للطيران المدني استخدم أكثر من 64 مليون راكب مطارات المملكة البالغ عددها 28 مطاراً بنهاية 2012 بارتفاع 19 بالمئة عن 2011.

لكن لا تزال المملكة -وهي أكبر اقتصاد عربي وأكبر بلدان الخليج مساحة- تمتلك واحدة من أصغر شبكات الخطوط الجوية في المنطقة بالنسبة لحجمها. والخياران الوحيدان للسفر جواً داخل البلاد هما شركة الخطوط الجوية السعودية الناقلة الوطنية وطيران ناس الناقلة الخاصة الاقتصادية وكلاهما يواجه صعوبة في تلبية الطلب.

ومع وجود حد أقصى لأسعار تذاكر الرحلات الداخلية في السعودية تواجه شركات الطيران الخاصة صعوبة في تعزيز هوامش ربحها.

وفي 2010 أوقفت شركة سما للطيران منخفض التكلفة جميع عملياتها في المملكة بعدما فشلت في الحصول على تمويل من المستثمرين أو من الحكومة لاستيعاب خسائر قاربت 300 مليون دولار.

وتحصل الخطوط السعودية -التي تشهد عملية خصخصة بطيئة- على وقود بأسعار مدعمة بخلاف شركات الطيران الخاصة؛ مما يسمح لها بتعويض الآثار السلبية للحد الأقصى لأسعار التذاكر.

وقال عازمي “حتى الآن لم نحقق أرباحاً لكن نأمل في تحقيق ذلك خلال العام الجاري. يجب أن ننمو سريعاً وسريعاً جداً للوصول للكتلة الحرجة”.
وأضاف “نحتاج للنمو بنسبة لا تقل عن 20 بالمئة سنوياً. إن شاء الله نأمل أن نحقق أرباحاً هذا العام. لن تكون كثيرة ولكنها ستكون أرباحاً”.

وطيران ناس التي بدأت عملياتها في فبراير شباط 2007 مملوكة بنسبة 37 بالمئة لشركة المملكة القابضة التابعة للملياردير الوليد بن طلال.

والشركة واحدة من أربع شركات تابعة للشركة الوطنية للخدمات الجوية (ناس القابضة).

وامتنع عازمي – الذي نجح في تأسيس شركة للطيران منخفض التكلفة في جنوب شرق آسيا قبل العمل بطيران ناس في 2013 – عن ذكر حجم الاستثمارات التي خصصتها الشركة لتنفيذ توسعاتها واكتفى بالقول إن ذلك سيتطلب مئات الملايين من الريالات على مدى السنوات الخمس المقبلة.

وستركز خطة التوسع التي تتبناها الشركة على زيادة عدد الرحلات إلى الوجهات القائمة متخذة من مدينة جدة الواقعة على ساحل البحر الأحمر مقرا وذلك بإضافة خمس إلى ست وجهات جديدة في مجال الرحلات الطويلة تتوجه لمدن من بينها لندن ومانشستر وكوالالمبور وجاكرتا.

وللقيام بذلك ستوسع الشركة أسطولها من الطائرات والبالغ حالياً 18 طائرة بإضافة تسع طائرات جديدة ست منها من طراز A320 وثلاث من طراز A330.

ووفقاً لعازمي ستساعد تلك الوجهات الجديدة الشركة على تلافي الخسائر التي تكبدتها جراء الاضطرابات السياسية بالمنطقة لا سيما في سوريا ومصر.

وقال “أحد الأسباب وراء اختيار الرحلات الطويلة هو أننا سنكون أقل عرضة للتأثر بالعوامل الجيوسياسية. كنا نسير رحلات يومية إلى دمشق وحلب في سوريا والآن توقفنا عن ذلك تماماً. أثر ذلك علينا مالياً بالطبع…(تكبدنا خسائر) بعشرات الملايين من الريالات”.

الطرح الأولى مستبعد الآن

كان الرئيس التنفيذي للشركة الأم “ناس القابضة” سليمان الحمدان قال لرويترز في مايو الماضي: إن شركة الطيران منخفض التكلفة تتطلع لطرح نحو 30 بالمئة من رأسمالها في السوق السعودية خلال النصف الثاني من 2014.

لكن عازمي قال إن طرحاً أولياً هذا العام أمر مستبعد إذ ينبغي على الشركة أولاً التحول للربحية لضمان الحصول على تقييم جيد.

وقال “نرغب في المضي قدماً في الطرح الأولي لكن نحتاج أولاً أن نقف على أرض صلبة فيما يتعلق بالربحية والعمليات التشغيلية ونأمل في تحقيق ذلك خلال السنوات القليلة المقبلة”.

وتابع “كي أكون واضحاً سنمضي قدماً في الطرح إذا حصلنا على تقييم جيد وللحصول على تقييم جيد يتعين علينا أن نكون في وضع مالي جيد”.

وبسؤاله حول ما إذا كان من المرجح تنفيذ الطرح الأولي بنهاية العام الجاري أو خلال العام المقبل قال: “لا ليس هذا العام…والعام المقبل الأمر يعتمد (على الموقف المالي)”.

المنافسة حتمية

وفي ديسمبر 2012 قالت الهيئة العامة للطيران المدني إنها منحت رخصتين لشركة طيران الخليج وشركة الخطوط الجوية القطرية؛ ليكونا أول ناقلتين أجنبيتين تفوزان برخصة تسيير رحلات داخلية ودولية في المملكة.

ورداً على سؤال عن مدى قلقه من المنافسة قال عازمي: إن المنافسة “إحدى حقائق الحياة” وإنه طالما احتفظت شركته بمركز متقدم سيكون ذلك أمراً جيداً.

وقال “في الحقيقة نتنافس بشكل ما مع الخطوط السعودية لكن المنافسة غير متكافئة لأننا لا نحصل على نفس الدعم الذي تتمتع به…المنافسة أمر محتوم لكن أفضل طريقة أننا سنصبح أفضل بسبب المنافسة، وفي حال بقينا في المركز الثاني أو الثالث سيكون ذلك أمراً جيداً”.

وذكر أن السوق المحلية التي تستوعب حالياً 25 – 30 مليون راكب ستنمو بمعدل ستة بالمئة سنوياً خلال السنوات الخمس المقبلة وإن الشركة ستركز على زيادة حصتها السوقية.

وأضاف “نستحوذ الآن على 15 – 18 بالمئة من السوق المحلي ونستهدف زيادة ذلك الرقم إلى 30 بالمئة ونحن في الطريق لتحقيق ذلك. نأمل ان نصل بنهاية العام إلى 20 بالمئة ليكون محفزاً على الوصول لذلك الرقم”.

ولفت إلى أن الشركة ترغب في خفض رسوم الرحلات لتحفيز الطلب لكنها لا تتمكن من ذلك في الوقت الراهن بسبب ارتفاع تكلفة الوقود والبنية التحتية وتكلفة التشغيل.

وتابع “نرغب في النمو بمعدلات أكبر لكن هذا سيحدث فقط إذا خفضنا التكاليف وأعتقد أن ذلك أمر صعب على أي أحد”.
وقال إن السلطات السعودية تعمل على معالجة الأمر بجدية وتوقع تحسن الوضع خلال السنوات الثلاث المقبلة مع دخول مطارات جديدة للخدمة مضيفاً أنه لحين تحقيق ذلك “ستظل العوائق موجودة لكن يمكن محاولة التغلب عليها”.