وهم العطارة والخوف من الفضيحة يوقعان الرجال في فخ الطب البديل

الثلاثاء ١٥ أبريل ٢٠١٤ الساعة ١٠:١٤ مساءً
وهم العطارة والخوف من الفضيحة يوقعان الرجال في فخ الطب البديل

الخوف والخجل يدفعان الرجال للاتجاه إلى الطب البديل لعلاج مشاكل وقصور الأعضاء التناسلية هاربين من شوائب الفضيحة التي تطول الرجل عندما يعلم المجتمع من حوله أنه يعاني مشاكل جنسية يعتبرها أغلب الناس موضوعاً سرياً، خوفاً من ردة فعل العنصر النسائي على وجه التحديد وما قد يلحق ذلك مستقبلاً مثل اتهام الرجل في موضع رجولته ومن أقرب الناس له مثل زوجته.

ويقوم عدد من الرجال بالانجراف وراء الوهم والحلول السريعة والإقبال على عطارين ذاع صيت مفعول خلطاتهم السحرية المكون أكثرها من الأعشاب والسوائل المخلطة بحجة أن الطب البديل المتمثل في أغلب محال العطارة أساس الطب قديماً وتوارثها الأجداد ومنهم من أتقن المهنة ومنهم من أخفق.

“الخوف من الفضيحة”

يعتبر الهاجس الذي أشغل معظم من يعاني قصوراً جنسياً لدى بعض الرجال ونظرة المجتمع إلى من يراجع عيادات مختصة بطب الذكورة والضعف الجنسي والمشاكل الصحية المرتبطة بالأعضاء التناسلية في الوقت الذي يرى مختصون نفسياً أن الذهاب إلى تلك العيادات يعتبر جزءاً من حل المشكلة وأن الطب البديل سيكون آخر الحلول.

“شهرة وهمية”

واكتسح بعض العطارين زملاء المهنة ليحلقوا بعالم الشهرة ويتناقل المعتلون جنسياً أخبار نجاحات خلطاتهم والبحث عن أماكنهم والذهاب لهم حتى وإن تواجدوا في الدول العربية المجاورة، منجرفين وراء ما يذاع عنهم أو يروج لهم وقد يكلفهم ذلك الكثير من المال في سبيل الحصول على علاج طبيعي يخلو من الإبر والعمليات والتدخل الطبي الذي أصبح كابوساً من الأخطاء الطبية يطارد من يلجأ إلى الطب الحديث هرباً من عاهات تسببها تلك الأخطاء.

“العلاجات الشعبية”

ومن أعظم الأخطاء استخدام خلطات عشبية صنعت على أيدي صيادلة منهم من توارث الطب البديل أباً عن جد ومنهم من اكتسبها حديثاً للكسب المادي وأغلب هؤلاء يحملون شهادات علمية تؤهلهم لصنع الأدوية التي لا تخضع لأي مخبرية ولم تعرف نسبة فعالية نجاحها إيجابياً أو ضررها.

“العقم”

ويروي “ن. ف. ن” أن له تجربه مع العقم حيث تزوج منذ ست سنوات ولم يرزق بذرية ولم يذهب لأي من المستشفيات أو مراكز العيادات المتخصصة في علاج العقم.

وقال: “نصحني أحد الأصدقاء بالتوجه لأحد العطارين المعروف بخلطات الإنجاب الفعالة وبالفعل بحثت حتى وجدت عطاراً يمتاز بسمعة حسنة وبعد ذلك نصحني العطار باستخدام جرام من غذاء ملكات النحل مع أربعة جرام من حبة البركة المطحونة للتو مع ثلاثة جرام من بودر نبات الجنسنج الأصلي مع ملعقة عسل سدر غير مغشوش يضاف إلى كوب من الماء ويحرك الخليط حتى يذوب ثم يشرب صباحاً بعد الاستيقاظ من النوم يومياً لمدة لا تتجاوز الشهر وبالفعل داومت على نصيحة العطار ولكن لم يتغير الحال وما زلت عقيماً والحمد لله على كل حال”.

“ضحية جشع”

وروي “م. ص” الراشدي معاناته التي دامت 3سنوات بحثاً عن العلاج الذي طالما حلم بإيجاده، حيث استقر به الأمر عند أشهر العطارات وتدعى أم محمد التي اتخذت من منزلها بـ”روابي” جدة وكراً ومصنعاً لمنتجاتها، موضحاً أنها تنتج وتسوق وتوزع خلطاتها المجهولة المصدر، وتستقبل زبائنها الذين وقعوا ضحية وهم الطب البديل.

وأردف الراشدي قائلاً: “منذ زواجي لم أرزق بالذرية ولجأت إلى تلك العطارة وعند زيارتها للمرة الأولى أقنعتني بأدوية لم تكن مجدية، استمرت بإيهامي لمدة عام كامل وبعد عدة مواعيد يئست وشعرت بخلاف ما حاولت العطارة إقناعي به في السابق.

وتابع: “وبعد سنتين رجعت إلى العطارة التي زعمت أنها توصلت لاكتشاف جديد وأدوية معززة لغريزة الرجل، ولديها دواء محفز للحمل بنسبة 80% وبعد مراجعتها بدأ سيناريو القصة الأولى يتكرر حتى اكتشفت أنها تبحث عن جني الأرباح فقط من وراء الموهومين بها من نساء ورجال”.

وأوضح الراشدي أنه صرف ما يقارب 11 ألف ريال ما بين أدوية ومراجعات دون جدوى.

“مخالفات صريحة”

وسرد ضحية وهم الطب البديل قصته مع العطارة والطبيبة المزعومة أم محمد هاتفياً التي بدأت في محاولة إقناعنا بأن ما تقوم به من طب يعود لعهد الرسول بحجة أنه لم يكن في ذلك الوقت ما يسمى بالأطباء والأدوية الكيميائية، وعند محاولتنا معرفه ما تملكه من مؤهل أو شهادة تؤهلها للقيام بهذه الأعمال ردت قائلة إن الطبابة موروث أسري يعود لسلالات قديمة من عائلتها الذين امتهنوا الطب من عصور الجاهلية، مدعية أنها احتفظت بجميع منتجاتها وجعلتها تحت سرية تامة، ولا أحد يعلم بطبيعة المكونات ومصدرها، متجاهلة حجم المخالفات وممارسة العمل بدون تصريح من صاحب الصلاحية.

“الطب الحديث”

من ناحيته علق أحد الأطباء المختصين في طب الذكورة والعقم على الموضوع مبيناً أن كل ما يمس الأعضاء التناسلية لدى الذكور يعتبر أمراً حساساً بالنسبة له كرجل، مؤكداً أنه يتعامل مع الحالات بسرية تامة.

ودعا لعدم الانسياق والانجرار وراء من يدعي أنه خبير بالطب الشعبي أو الطب البديل، محذراً من حدوث مضاعفات لبعض الحالات الصحية جراء استخدام أعشاب وخلطات يجهل مصدرها ولم تثبت علمياً منفعتها أو استخدامها طبياً.

ونصح المختص كل من يواجه مشكلة تتعلق بالعقم والأمراض الجنسية لدى الرجال بالتوجه للمراكز والعيادات المختصة في مثل تلك الحالات المرضية فهي المعنية بالعلاج والرعاية الكاملة التي حصدت فيها شهادات علمية.

image (2)

image

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
  • عاشق ترابك ياوطن

    والله هذا حال الواقع ، شكراً المواطن

  • حسن بدوى

    شئ رهيب يستحق الثناء