برامج مجمع الأمل التأهيلية تساعد مريضة على تجاوز أزمتها

الأربعاء ١٨ يونيو ٢٠١٤ الساعة ٢:٥٥ مساءً
برامج مجمع الأمل التأهيلية تساعد مريضة على تجاوز أزمتها

تمكن مجمع الأمل للصحة النفسية بالرياض من إعادة ” الأمل ” لذوي مريضة شابة تبلغ من العمر 29 عاماً بمساعدتها على عودتها لوضعها الطبيعي بشكل كبير وتحسن حالتها الصحية واستقرارها.

كما ساهم المجمع في حفظها لسورة البقرة كاملة بعد إدراجها في برنامج تأهيلي يتضمن حلقة لتحفيظ القرآن داخل المجمع، إضافة للبرامج التأهيلية والعلاجية المصاحبة.

وكانت المريضة راجعت المجمع لأول مرة في العام 1429هـ والذي شهد أول تنويم لها نتيجة إصابتها بمرض نفسي شخص على أنه اضطراب ذهني أوجد لديها شكوكاً تجاه أهلها والآخرين ما تسبب في مشاكل كثيرة معهم، مضيفاً أنها لم تكن متبصرة بمرضها النفسي وتظهر عليها أعراض انفعالية مع الافتقار للدافعية للتغيير والتحسن إضافة لمعاناتها من الحساسية الزائدة لأي كلام يوجه لها وتشتت في التفكير يصاحبه عدم رغبة في التعبير عن حالتها المرضية.

وقام الفريق العلاجي بالمجمع بتقييم حالتها وتوصل إلى أن الأهداف المهمة التي يجب العمل عليها لتحسين جودة حياة المريضة بما يعود عليها وعلى الأسرة بالفائدة تكون من خلال تحسين العلاقة داخل الأسرة وتوضيح طبيعة الحالة وكيفية التعامل معها وتثقيف المريضة عن طبيعة مرضها وأعراض الانتكاسة المحتملة وشغل وقت فراغها بما يعود عليها بالفائدة من خلال إدراجها في دورات تنمية مهارات الذات وغيرها حسب المتاح وحسب ظروف أسرتها وأن يتم تدريبها على التعبير عن مشاعرها السلبية والإيجابية بطريقة لائقة وذلك من خلال التدريب داخل قسم التأهيل ووضع خطط تقوم المريضة بتدوين خبراتها بالمنزل وتدريبها على استراتيجيات ضبط الغضب، وتنمية روح المشاركة والتعاون مع الأسرة وتدريبها على ذلك داخل القسم والمشاركة في المنزل مع الأخوات.

ولاحظ الفريق المختص المتابع لها نقاط القوة والضعف لديها إذ تمثلت نقاط الضعف في مقاومة الحالة بداية لأي تدخل وصعوبة التركيز بسبب الاضطراب الذهني والشعور بالحزن أحياناً مما يدعوها للوحدة، فيما كانت نقاط القوة متمثلة في الاهتمام بالنظافة والمظهر العام والحرص على الظهور بشكل لائق ومنتضمة على العلاج كما أن أهم عناصر القوة تمثل في الأسرة التي كانت متعاونة جداً وأن المريضة لديها الاستعداد للتعلم، فحرص الفريق على تعزيز نقاط القوة وتحوير نقاط الضعف بالحد من الأعراض المسببة لها.

وبعد التدخلات الاجتماعية والنفسية والطبية وبرامج تعديل السلوك وتعزيز الذات المنفذة من خلال الجلسات الفردية والاجتماعية وتطبيق البرنامج التأهيلي المعد لها أصبحت المريضة أكثر قدرة على التعبير عن مشاعرها وتحدثت عن مشكلتها وأظهرت تحسنا في العلاقة مع أسرتها وبدأت تساهم في المنزل مع أخواتها ولديها القدرة على ضبط الانفعال وتحسن تفكيرها بشكل ملحوظ. كما زالت عنها الحساسية الزائدة من كلام الآخرين وأصبحت تتقبل وجهات نظر الآخرين بشكل مقبول.

وحققت الفتاة العديد من الإنجازات الشخصية بحصولها على دورات تنمية قدرات ومهارات مثل دورة السكرتارية والحاسب الآلي بعد التنسيق مع الأخصائية الاجتماعية في القسم، كما أنها أصبحت تشارك في الرحلات التي يقيمها قسم التأهيل وأظهرت خلالها تفاعلاً كبيراً وواضحاً ما عزز التفاعل الاجتماعي الإيجابي لديها وحققت أجمل إنجاز حسب وصفها من خلال حفظ سورة البقرة ومراجعتها بفضل الله بعد التحاقها بحلقة تحفيظ القرآن داخل القسم، حيث قام المجمع بتكريمها على هذا الإنجاز وبتكريم الأسرة على تعاونها.

وأكد القائمون على المجمع أن هذه الحالة هي نموذج لحالات كثيرة نجح في مساعدتها على تحسن حالتها واستقرارها وأن مرد هذا النجاح بعد توفيق الله أولاً وأخيراً يعود لتعاون الأسرة الذي أبدته مع الفريق المعالج والذي سهل كثيراً وعجل في عملية العلاج.