مونديال البرازيل فرصة لإظهار قوتها

الأحد ٨ يونيو ٢٠١٤ الساعة ١٢:٢٧ مساءً
مونديال البرازيل فرصة لإظهار قوتها

رسمت البرازيل في الاعوام الاخيرة صورة لاقتصاد صاعد قوي ونموذج في برامج مواجهة الفقر ، لكنها لا تزال تراكم ديون اجتماعية ضخمة وبنى تحتية لها تأثيرها على مونديال 2014.
وينظر إلى المونديال ودورة الالعاب الاوليمبية لعام 2016 التي ستقام في ريو دي جانيرو بمثابة فرصة فريدة لتحسين صورة البرازيل، لكنها تمثل خطرا لعرضها جميع اشكال البؤس فيها امام المجتمع الدولي.

وقالت الرئيسة البرازيلية ديلما روسيف مرارا “اعين العالم موجهة نحو البرازيل خلال مونديال 2014″، موضحة انه لا يمكن للبلاد ان تخطئ ويجب اظهار وجهها الأفضل.

ومع ذلك فان الاستعدادات للمونديال واستقبال مئات الالاف من الاجانب الذين ينتظرون الحدث الرياضي بشغف ليست مكتملة حيث ان ليس سرا ان العديد من الاعمال المقررة ليست جاهزة.

ويعد المثال الابرز للتاخيرات والمشكلات مع الاعمال هو ملاعب المدن الـ12 المستضيفة للمونديال. وكانت ملاعب ريو دي جانيرو وبرازيليا وريسيفي وبيلو هوريثونتي وسلفادور وفورتاليزا الوحيدة التي انتهت بشكل تام قبل ستة اشهر من المونديال. واستخدمت هذه الملاعب في يونيو الماضي في كأس القارات.

وتنضم إلى هذه الملاعب في المونديال ملاعب ساو باولو وكوريتيبا وناتال وبورتو أليجري وماناوس وكوايبا التي كانت تشهد اعمال في مطلع العام الجاري برغم سعى الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” لتسليمها في ديسمبر المقبل.

** العرائس عادة ما تصلن متأخرات لحفلات الزفاف

ترى السلطات ان جميع الملاعب ستكون جاهزة قريبا وحتى ملعب ساو باولو مستضيف مباراة الافتتاح. وأكد وزير الرياضة ألدو ريبيلو ان “العرائس دائما ما تصلن متأخراتت إلى حفلات الزفاف”، موضحا ان البطولة “ستجعلنا ننسى التأخيرات في الاعمال”.

ومع ذلك فان العديد من هذه التأخيرات سيشعر بها المشجعون الذين يصلون إلى البلاد برفقة منتخباتهم وكذلك يشعر بها البرازيليون يوميا.
وتؤثر التأخيرات على مطار 12 مدينة مستضيفة للمونديال وفقا للسلطات والتي لن تكون جاهزة لتدفق السائحين.

و توجد شكوك ايضا حول قدرة المطارات البرازيلية وجميعها تعاني من مشكلات مادية لاستيعاب تدفق الرحلات في مونديال يقام في 12 مدينة منفصلة بالاف الكيلومترات.

وتهدد الصورة التي تسعى البرازيل لتقديمها للعالم بالمضاربات والاسعار المرتفعة للغاية في أكبر بلد بأمريكا اللاتينية وأوقاها اقتصاديا .

ويدرك البنك المركزي البرازيلي ذلك وحذر في تقرير نشر في ديسمبر الماضي من ان التضخم في البلاد الذي بلغ في الاعوام الاخيرة نحو 5% سنويا يمكن ان يتأثر بالاحداث الرياضية مثل دورة الالعاب الاوليمبية وكأس العالم.

وحلل البنك المركزي في تقريره معدل التضخم منذ عام 2007 عندما أكد الفيفا استضافة البرازيل لمونديال 2014.

ومثال على ذلك، مدينة ريو دي جانيرو التي تعد قلب المونديال وتعاني منذ خمسة اعوام من تضخم متسارع ومضاربة في القطاع العقاري الذي ادى إلى ارتفاع اسعار العقارات في اغني احياء المدينة إلى معدلات مانهاتن وباريس وطوكيو.

ويمكن ملاحظة اسعار البرازيل المرتفعة للاجانب ايضا في شبكة الفنادق في البلاد المعتاد فيها المضاربة ويشكك في قدرتها بسبب نقص الاستثمارات الضرورية.

وذكر وزير السياحة البرازيلي جاستاو فيريرا في مقابلة مع وكالة (إفي) ان الحكومة “قلقة ازاء احتمال تكرار المضاربات التي وقعت في احداث اخرى بالبلاد”.

الحد من المضاربة**
وأشار الوزير على سبيل المثال إلى ما حدث في عام 2012 عشية مؤتمر الامم المتحدة حول التنمية المستدامة ريو +20 الذي عقد في ريو دي جانيرو والذي هددت العديد من الوفود الاجنبية بعدم المشاركة فيه بسبب الاسعار المرتفعة للفنادق.
ضع في النهاية وتناسبت الاسعار مع الواقع، لكن فيريرا اعترف بانه “يقلق الحكومة تكرار المضاربة” موضحا ان وزارته تجري حوارا دائما مع قطاع الفنادق.

وتكمن مشكلة اخرى بهذه المنطقة في تصنيف درجة الفنادق الذي يشهد اضطرابا في البرازيل وهو ما يجعل بعض الفنادق خمسة نجوم لا تصل إلى ثلاثة في دول اخرى.

وبجانب هذه العوامل فان المونديال سيقام تحت تهديد تكرار المظاهرات الحاشدة التي نظمت في كأس القارات 2013 واحتج فيها البرازيليون على عدم توافر الخدمات العامة.

وتفيد البيانات الرسمية بخروج 40 مليون برازيلي من عتبة الفقر في العقد الاخير، ولكن لم تشهد العديد من القطاعات الحيوية تحسنا مثل النقل والتعليم والصحة.

ويكشف معيار الانقسامات الاجتماعية في البرازيل ان الطبقة المتوسطة تتألف من اسر لديها دخل شهري بما بين 29 ريال (26 دولار) و1019 ريال (443 دولار). وتمثل هذه الطبقة الاجتماعية 54% من السكان. ولا يصل سقف هذه الطبقة الاجتماعية إلى 546 دولار والتي يتلقاها عاطل اوروبي.