آل الشيخ للأئمة: اعرفوا ما يناسب كل بلد وتعليم السنة يحتاج لطفاً

الأحد ٢٢ يونيو ٢٠١٤ الساعة ٥:٤٧ مساءً
آل الشيخ للأئمة: اعرفوا ما يناسب كل بلد وتعليم السنة يحتاج لطفاً

التقى وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ اليوم الأحد، بمقر الوزارة بالرياض المرشحين لبرنامج الإمامة خارج المملكة لشهر رمضان المبارك.

ووجه الوزير كلمة إلى المرشحين، أكد فيها أن الجهات الشرعية عليها من أداء هذا الواجب ما ليس على غيرها؛ لأنها منوط بها هذا بالخصوص وبالأصالة، وثم لأنهم حملة الدين، وحملة الكتاب، وحملة السنة، وهم ورثة الأنبياء -أي أهل العلم- ممن يجب عليهم أن يؤدوا هذا الواجب، وأن يقوموا به، ولا شك أن وراثة الأنبياء إنما هي وراثة العلم المقتضي بالدعوة إلى الله تعالى، الدعوة بالمباشرة، أو الدعوة بالمساندة، فإن الدعوة إلى الله تعالى ممن يباشرها دعوة، وممن يساندها بالرأي والقول والقرار أيضاً دعوة.

وقال: إن وزارة الشؤون الإسلامية، تقوم ببرامج كثيرة جداً في رمضان متنوعة في الداخل والخارج، وفي الخارج هناك ما يتعلق بالإمامة من السعوديين، وتمثلون أنتم هذا البرنامج، وهناك إمامة غير السعوديين، وعددهم كثير يزيد عن (700) في هذا العام. وهناك برامج أخرى في زيارات خاصة، ومنتقاة بأذون لها ظروفها، وأيضاً القيام بدروس ومحاضرات أو إمامة بعض الليالي في شهر رمضان، أو خطب، أو دروس محلية لدعوات رسمية وحكومية.

ولفت إلى برامج أخرى مشابهة في أكثر من مكان، وفي الداخل هناك برامج عديدة جداً، منها برنامج الإمامة الداخلي أيضاً. فلدينا أكثر من (300) أو (400) من الحفاظ، يختارون للصلاة في مساجد المملكة بعمومها، ويعطون مكافآت خاصة في ذلك. وهناك أيضاً برنامج العمرة المكثف في مكة المكرمة، والمدينة المنورة، والمواقيت، وبرامج أخرى كثيرة يضيق المقام عن بيانها.

وقال: هذا من الواجبات التي نرجو أن تتم على خير بما نريده لها، بما يوافق ما أمرت به الشريعة المطهرة، هذا يعطيك شعوراً بأن واجب الدعوة إلى الله تعالى لست فيه وحدك، إنما هو برنامج كبير تقوم به الوزارة، وهناك جهات أخرى أيضاً، تقوم بما يمكن من هذا الواجب.

وشدد الشيخ صالح آل الشيخ، على أن الإمامة في رمضان خارج المملكة هي مكان وزمان تأثير عظيم جداً، جداً على الناس لأن الناس في خارج المملكة يقبلون كثيراً على المساجد في رمضان، وتكون قلوبهم متشوفة للتوبة، متشوفة للبيان، متشوفة للعلم، متشوفة لأن تسمع ما لم تسمعه في سنتها كلها، وهذا من ما يتوجب الاستعداد والتحضير له، فلقاء الناس كل يوم لا يكتفى فيه بمراجعة القرآن لمن يقرأ غيباً -ونحو ذلك- بل يحتاج -أيضاً- إلى النظر في ما يصلح الناس، وما يناسبهم بحسب البلد الذي يذهب إليها الواحد منكم؛ لأن التأثير على الناس يجب فيه معرفة الأحوال، ومعرفة ما يناسب وما يقال لهم، وما لا يناسب.. هذه مسألة تحتاج إلى استعداد.

وقال: من غير المقبول أن يكون المرء منا يذهب ويجيء في أثناء يومه، ثم بعد ذلك يؤدي فقط واجباً واحداً من الواجبات، وينسى التأثير، وما يمكن أن يؤثر به على المصلين في جميع أنواع التأثير، مجدداً التأكيد على أن واجب الإمامة -واجب الدعوة إلى الله تعالى- مهمة صعبة، يجتمع فيها عدد من الأمور في مقدمتها، الأمر الديني والشرعي، وما يتطلبه من إخلاص وصدق مع الله تعالى، وعلم بما تقومون به، والحرص على موافقة الشريعة.

وأفاد أن برنامج الإمامة في رمضان له سنون طويلة في الوزارة، وفيه عزة ولله الحمد لكم، وفيه رفعة لكم؛ لأنكم تمثلون وتحملون القرآن، وتمثلون بلد التوحيد والسنة إلى العالم أجمع، فالناس ينظرون إليكم نظراً خاصاً، أنكم أتيتم من المملكة العربية السعودية من الحرمين الشريفين تؤمّون الناس، فهم ينظرون فيكم الطهر، والنقاء، والصدق، والإخلاص، ولذلك يجب محاسبة النفس، فالمسألة ليست سهلة، مسألة فيها دعوة، ويجب أن تكون للدعوة فقط وللإمامة، والحرص على نفع الناس، وأن تكونوا مثالاً صالحاً لعلماء المملكة العربية السعودية، ولمن يمثل هذه الدعوة الصالحة في المملكة العربية السعودية، تمثلون منهجها وتنوعها، وما فيه من خير كثير لدينا نعطيه للناس.

وقال: “لذلك أؤكد على الجميع أن يتجنبوا ما يريب، وتذكروا دائماً قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((دع ما يريبك إلى ما لا يريبك))، فينبغي الحرص على السمعة، وكما قال بعض الحكماء: حافظ على سمعتك بما تستطيع، واجعل ثوبك دائماً أبيض”.

وأضاف: “إن الناس يحتاجون إلى رفق ومداراة، وإلى معرفه أحوالهم، فأنتم -الآن- شاء الله أن تذهبوا إلى جميع الأرض، بما لن تغرب عليكم جميعاً فيه شمس، بمعنى أن تكونوا في كل مكان من الأرض -من شرقها إلى غربها- ومن شمالها إلى جنوبها ستكونون هناك، فلذلك تختلف البلاد، فيجب على كل واحد منكم، أن يحرص على معرفة البلد وما يناسبها، فتعليم الناس السنة والخير يحتاج إلى لطف وأناة وحكمة، لذلك يجب أن لا يُفجع الناس بكلمات قوية في ما يخالف ما هم عليه من الأمور الفقهية. وأما الأمور العقدية، فتعلمونهم، مع الحرص على إقرار ما جاء في الكتاب والسنة، بدون ذكر تفاصيل، بالمجملات في ما أمر الله -جل وعلا- التوحيد وصوره، وأنواعه وما نهى الله -جل وعلا- عنه من الشرك وأنواعه، ونحو ذلك، والحرص على السنة واجتناب البدعة.

وأضاف: إننا في زمن الشر فيه كثير، ولكن أيضاً نريد أن يكون الخير كثيراً، والخير غالب -بإذن الله تعالى- لأن القوة في الحق، الحق في نفسه في ذاته فيه قوة تسري في الناس ما تحتاج إلى رفع صوت، ولا تحتاج إلى مغالبة شديدة، وإنما الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، وبيان الحق في ذاته بحجته، يسري في الناس؛ لأنه فيه قوته بقوة دليله وبرهانه في كتاب من كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- وفعل وعمل وقول السلف الصالح، رضوان الله عليهم.

وأوضح آل الشيخ، أن الدعاء والقنوت في رمضان، يحتاج إلى الحرص على أسباب إجابة الدعاء، فالحرص على إجابة الدعوة وعلى شروط وموانع إجابة الدعاء، ومعنى الاعتداء في الدعاء، هذا من المهمات؛ لأن كثيراً من أدعية الناس فيها اعتداء في الدعاء، والله لا يحب الاعتداء في الدعاء {ادعوا ربكم تضرعاً وخفية إنه لا يحب المعتدين} والاعتداء في الدعاء بأنواعه، يجب أن تحرصوا على تحرّيها. وليس المقام بسطها فقهياً ولا أيضاً عملياً، بما سمعنا من أدعية مخالفه ليست من السنة، ولكن جماع ذلك أن تحرص على الأدعية الواردة في الكتاب والسنة، وما دعا به أئمة الصحابة -رضوان الله عليهم- فإن أدعيتهم موجودة، وما جاء في الكتاب والسنة -الحمد لله- مجموع في مؤلفات، وتجميع طالب العلم لذلك في اختيار الأدعية المناسبة في ورقة وتكراراها والدعاء بها، هذا من أعظم أسباب إجابة الدعاء.

وقال: إن هذا من أشد ما تحرصون عليه، انتقاء الدعاء ومجامع الدعاء، وما يكون المرء فيه مخبتاً صادقاً، ولا يتحول الدعاء إلى مواعظ، أو الدعاء لتحريك الهمم هذا من موانع الإجابة، ومن الاعتداء في الدعاء؛ لأنه لا يكون المقصود به الدعاء، إذا جعلت الدعاء للموعظة، أو جعلت الدعاء لذكر واقع إسلامي، أو جعلت الدعاء لذكر رأيك في الأحوال الإسلامية، وما يجري في الأمة، فهذا لا شك أنه مخالف لمقتضى الدعاء، وهو -كما قال أهل العلم- من الاعتداء في الدعاء، وإذا كان التفصيل في الدعاء كان اعتداءً، كما سأل ابن سعد وقال “اللهم إني أسألك الجنة ونعيمها وحورها وأعوذ بك من النار وسلاسلها وزقومها وأغلالها”، قال: “إني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((إنه سيكون قوم يعتدون في الطهور، وفي الدعاء))، هذا حاصل، اليوم كثير من الأدعية -أو ربما الأكثر- مشتمل على اعتداء في الدعاء، ما فيها دعاء لله -جل وعلا- فيه أدب الدعاء وأحكام الدعاء، وسنة الدعاء بل فيه اعتداء، ولذلك اجتمعت علينا موانع إجابة الدعاء، مختلفة بأحوالنا وقصورنا، وما فيها من ذنوب، وما تحمله أعيننا، وآذاننا، وقلوبنا، نستغفر الله تعالى من كل ذنب وخطيئة، وأيضاً الدعاء في نفسه يشتمل على أشياء هي من الاعتداء الذي لا يجوز، فالفقه في الدعاء مهم جداً؛ لأنه هو الوسيلة، وفي رمضان الناس الذين يحضرون للصلوات يهمهم سماع القرآن، لكن أكثر ما يهم العوام الدعاء، الدعاء بما يصلح أحوالهم، وبما يجعلهم عباداً صالحين، ونحو ذلك هو من الإخلاص في الدين، وأيضاً من الصدق مع الناس في ما يحرصون عليه.

 

IMG_0721 copy IMG_0718 copy IMG_0711 copy

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
  • جميلكو

    ما حكم تأييد خوارج العصر الإخوان إخوان الداخل والخارج ومناصرتهم ومن لم يبرأ من مبايعتهم مكفري المجتمعات _ ومن لم يعلن برائته منهم

  • ابو محسن

    يا معالي الوزير نناشدك منذ سنوات بالنسبة لموضوع مكبرات الصوت أصبحت تؤذي جيران المساجد ممن لديهم اطفال او مرضي وكنتم سيدي تعملون تعاميم ولكن مع الاسف الشديد اصبح الآن بين بعض المساجد شبه منافسه أيهم ارفع صوت مع أن خفض الصوت مطلوب ومستحب وفيه راحة وسكينة وخشوع داخل او خارج المسجد لذا نعيد مناشدتنا ورجائنا بالحزم بتطبيق ماسبق من تعاميم ولكم الاجر والثواب من رب العالمين انه سميع مجيب