الرائي الخضيري: بدء رصد هلال رمضان الاثنين

الخميس ١٩ يونيو ٢٠١٤ الساعة ٢:٢٣ مساءً
الرائي الخضيري: بدء رصد هلال رمضان الاثنين

قال رائي الأهلة السعودي عبدالله بن محمد الخضيري: إن هلال شهر رمضان يقع في منزلة الدبران، وسيتابع ابتداءً من يوم الاثنين المقبل 25 شعبان حتى ليلة 29 شعبان التي يُتراءى فيها الهلال بناء على دعوة المحكمة العليا الموجهة لعموم المسلمين في جميع أنحاء المملكة بتحري رؤية هلال رمضان، مبيناً أن حضور الرائين في مكان الرصد سيكون قبل غروب الشمس بخمسين دقيقة.

وأوضح أن للقمر 28 منزلة مقسمة على 12 برجاً تتوزع على أربعة فصول، وله ثلاثة أشكال هي: (المستوى) ومنازله: البلدة، الذابح، البلع، السعود، الأخيبة، المقدم، المؤخر، الرشا، الشريطين، البطين، و(الشكل المنحرف) وله 12 منزلة هي: الثريا، الدبران، الهقعة، الهنعة، الذراع، النثرة، الغفر، الزباني، الإكليل، القلب، الشولة، النعائم، و(الشكل المنتصب) وله ستة منازل هي: الطرفة، الجبهة، الزبرة، الصرفة، العوى، السماك.

ولفت الخضيري النظر في حديثه لـ “وكالة الأنباء السعودية” على هامش دورة (منازل القمر وترائي الأهلة) التي نظمها معهد الأمير سلمان للدراسات والخدمات الاستشارية بالتعاون مع المرصد الفلكي بجامعة المجمعة، إلى أن أفضل أماكن رؤية الهلال في الأراضي المرتفعة عن سطح البحر، المنبسطة في امتدادها، موضحاً أنه اعتاد منذ تسجيل أول رؤية له عن الأهلة في المجلس الأعلى للقضاء قبل 30 عاماً على رصد الأهلة بالقرب من حوطة سدير حيث البعد البصري الواسع.

وشدّد الخضيري، على أهمية أن يلمّ الرائي بأشكال القمر، ويميز الخيط الرفيع للهلال عند رصده لأنه توجد كواكب أخرى لها الشكل نفسه مثل: كوكب الزهرة، على الرغم من صغر حجمه، مما قد يلتبس على البعض فيعتقدون أنه الهلال، في حين بين أن الهلال في لحظة الرصد يتميز ببياضه الظاهر في حجم خيط السبحة.

وفيما يتعلق بطريقة ترائي الأهلة، فقد أوجزها الخضيري في مراحل عدة تبدأ من مرحلة رصد حركة القمر في آخر أيام الشهر، لتحري رؤيته في الليلة التي تعلن فيها المحكمة العليا عن طلب التحري، ليذهب حينها الرائون في مختلف أنحاء المملكة إلى الأماكن المرتفعة أو المنبسطة البعيدة عن التلوث الضوئي، ويقف الرائي شاخصاً ببصره للسماء قبيل غروب الشمس ليتابع حركة الهلال حتى لحظة غروبه التي تستغرق دقائق معدودة.

ويقف خلف الرائي في لحظة الترائي مساعده الذي يطلق عليه (الميقاتي) ومهمته تسجيل وقت مشاهدة الهلال عندما يلحظه الرائي، حيث تتطلب مهمة الرائي الإمعان في النظر باتجاه موقع الهلال وتحديد خط سير الكواكب في السماء أثناء لحظة الغروب ليتمكن من رصد الهلال.

بعد ذلك ينضم الرائون إلى لجنة الرصد الرسمية المكونة من: محكمة حوطة سدير، ومندوبي مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، ووزارة العدل، ومركز حوطة سدير، ويعدون محضراً في حالتي الرؤية أو عدمها يوقع عليه كل شاهد عن طريق موظفي المحكمة.

وفي حالة ثبوت الرؤية فإن الشاهد يلزمه (ميقاتي) ليكشف مدة الرؤية التي استغرقتها فترة تحري رؤية الهلال، بينما يصف كل راءٍ سواء في ورقة أو شفهياً ما رآه أمام القاضي، وفيما إذا شكل الهلال كان مستوياً أو منتصباً أو منحرفاً، ويضيف لها وقت الرصد، ثم ينظر القاضي في تطابق الرؤى من خلال الاطلاع على الشهادات، ومن ثم ترفع الشهادات من مكان الرصد للمحكمة العليا، التي تتولى إعلان بدء الشهر.

وعن تحرّي رؤية هلال شهر رمضان، قال الرائي الخضيري: إن المحكمة تكتفي عند دخوله بأخذ رؤية شاهد واحد فقط، بينما في خروجه تطلب الأخذ بشاهدة رائيين، في حين لم يخفِ الخضيري استعانته في معظم الأحيان بأجهزة الرصد الفلكية للتثبت من الرؤية التي تتطلب معها الخبرة في معرفة خريطة السماء.

 

ويعتقد البعض عندما يظهر حجم القمر في اليوم السابع من الشهر بحجم كبير أن دخول الشهر قد تقدم أو تأخر وهو أمر غير صحيح حسبما أكد الرائي الخضيري، حيث بين أن القمر في حركته الثانية التراجعية من الغرب إلى الشرق إذا وصل اليوم السابع من الشهر يضيء نصف دائرة القمر المواجهة للأرض بحيث يكون قد قطع نصف المسافة من الغرب إلى الشرق المعروفة بـ180 درجة، وإذا لم تكتمل إضاءة نصف القمر في اليوم السابع توحي رؤية الهلال لعين المشاهد بأن دخول الشهر قد تقدم بيوم، وهو أمر غير صحيح.

ولولادة الهلال مفهوم علمي فسره الخضيري بأنه ظهور الهلال بعد مرحلة الاقتران لمراكز الشمس والأرض والقمر على خط طول وهمي واحد، ما يعني تخطي الشمس للقمر باتجاه الغرب للمشاهد أو تأخره عن الشمس نحو الشرق في أثناء حركة الانفصال أو حينما يكون الهلال أقرب لمنطقة الشرق من الشمس.

وبين أن من شروط الولادة أن يستنير الجزء المقابل للشمس أسفل القمر في لحظة انعكاس أشعة الشمس في الجزء المقابل لها من القمر، ويتشكل على هيئة هلال بعد غروب الشمس وبقائه بعد الشمس في الأفق.

الخضيري الذي تقاعد مبكراً من مهنة التعليم، بيّن أن شغفه بعلم الفلك وحساباته الدقيقة بزغ لديه منذ أن كان يدرس في المرحلة المتوسطة، وواصل تنمية هذا الشغف من خلال الاطلاع على الكتب المتخصّصة في ذلك المجال، والخروج للبراري لمتابعة حركة القمر وتحديد منازله، والسفر للدول العربية والإسلامية لكشف الموازنات في رؤية الأهلة وحساباتها.

وأرجع فضل حبه للفلك إلى والده – رحمه الله – المشهود له بقوة بصره ودرايته بمنازل القمر نظراً لارتباطها بالزراعة والرعي، موضحاً أنه بدأ يرصد الأهلة في منتصف التسعينيات الهجرية مهتماً في تلك الحقبة بالإعلان عن رؤية دخول الشهر وخروجه لأسرته وأقاربه فقط، إلى أن تم تسجيله رسمياً عام 1405هـ، في حين ينتظر تدشين المرصد الفلكي بجامعة المجمعة قريباً لتولي الإشراف عليه، وإكمال دراساته وأبحاثه الفلكية في المرصد بالتعاون مع المتخصصين في ذلك المجال.

ودعا الخضيري الناس إلى التثبت فيما ينقلون عن رؤية الأهلة وحساب الأشهر، والرجوع لما تصدره المحكمة العليا، موضحاً أن عدد أيام الشهور تختلف من شهر إلى شهر، بحيث إن الشهور التي تتكون من 30 يوماً في العام عددها سبعة أشهر، ولا تقل عن خمسة أشهر في عدم اكتمالها، في حين يمكن أن تتوالى الأشهر كاملة في ثلاثة أشهر فقط، وغير تامة في شهرين.