ميزانية الأسر السعودية.. طارت مع الصيف وحلول رمضان!

السبت ١٤ يونيو ٢٠١٤ الساعة ٨:٤٥ مساءً
ميزانية الأسر السعودية.. طارت مع الصيف وحلول رمضان!

شهدت السعودية قبل أيام، تحذيرات استباقية من جهات حكومية مع قرب دخول شهر رمضان المبارك، من التلاعب بأسعار المواد الغذائية، وسط تأكيدات باستمرار فرض الرقابة المستمرة والمتابعة الدائمة على الأسواق.

كما وجهت وزارة الثقافة والإعلام بضرورة توعية المجتمع بجدوى الترشيد في الاستهلاك وعدم التبذير، إضافة إلى تحذير التجار من المبالغة في الأسعار.

ومن المعروف أن لكل منزل احتياجاته وأولوياته، فمستوى معيشة الأسرة يؤثر على موارد الأسرة، لذلك تسعى بعض الأسر إلى وضع ميزانية مخصصة تناسب خطتها المالية وفق خياراتها المتاحة وتساعد كذلك في تخطيط الإنفاق وضبط السلوك الاستهلاكي.

وحول هذا الموضوع قامت “المواطن” برصد الآراء والمقترحات حول ميزانية الأسرة وكيفية التخطيط لإدارتها خاصة مع هذه الأيام القادمة التي تستنزف جيوب المواطنين.

“المطلب أساسي والاستهلاك إجباري”..

يقول “أبو عبد الملك” (ما باليد حيلة) هذا باختصار رأيي لأننا أصبحنا قوماً مجبورين لا مخيرين حتى في أساسيات الحياة والسبب أننا ضحية التجار ووزارة التجارة وليس أمامنا إلا الرضا بالأمر الواقع لأن المطلب أساسي فلا يمكننا الاستغناء عن المواد الغذائية على سبيل المثال فسوف ينقضي الأمر بالقسمة.! فراتب شهر شعبان سيكون لمعيشة شهر رمضان إضافة إلى المصاريف اليومية, وراتب شهر رمضان سيكون النصيب الأكبر منه لاحتياجات العيد, نسأل الله أن يبارك لنا فيما رزقنا ولا نملك سوى ذلك.

وتقول “أم خلود”: بالله كيف نخطط ميزانية ونحن مقبلون على أمور خارج نطاق التصرف يكون الاستهلاك فيها إجبارياً رغم قيامنا بإلغاء الرفاهية والسفر في إجازة هذه السنة إلا أن الراتب في تناقص, فصار أغلب استهلاكنا أساسياً والأسعار غالية ومهما وضعنا ميزانية للإنفاق فسنفاجأ بشيء خارج الحساب, “الأسعار ترتفع والراتب ما يزيد”! .

“التقشف العائلي وشد الحزام”

يقول “تركي”: شديت الحزام مع أسرتي هذه الأيام وبدأت خطة مالية حيث عملت على ترتيب أموري وأوضاعي وفق تعدد الخيارات المتاحة لدينا.

من جانبه يرى “أبو عبدالله” أن الأم والأبناء بعيدون كل البعد عما نسمعه عن التقشف العائلي لأن لهم متطلبات مفروغ منها للتنفيذ حيث قال “الأب هو المظلوم في ذلك حتى إنه ربما يتدين أو يأخذ قسطاً جديداً ليضاف إلى بقية تلك الأقساط كان الله في عونه”.

‏”لا مجال لاستغلال التجار”

وتخالف الآراء “أم دانة” حيث قالت: فكرة ترتيب الميزانية ومناقشتها عائلياً هذا شيء غير وارد لدى أسرتي, لأنه شيء تلقائي ومعتادين عليه من الوالد أن هناك أولويات في استهلاكنا, وبقدوم رمضان في السنوات الأخيرة أصبح الاستعداد له بالمقاضي أقل بسبب أن المواد الغذائية متوافرة طوال السنة وما نحتاج إلا لبعض التكميلات البسيطة, بالإضافة إلى أن الاستهلاك الغذائي في رمضان أصبح أقل بأسرتي، ‏فالاستنفار الذي نشاهده لدى الناس ليس موجوداً لدينا وحتى ملابس العيد غالباً نكون قد اشتريناها مع تسوق الصيف فلا يوجد أي مجال لاستغلالنا برمضان من قبل التجار مع ذلك أقول لهم: اتقوا الله”.

ويقول الأخ “محمد” رأيي أنفق ما في الجيب يأتيك ما في الغيب.

“تفعيل الميزانية بتوعية الأسرة”..

ويقول الأستاذ “أبو عامر يوسف الشريف” من المهارات الأساسية لدى الأفراد خصوصاً أولياء الأمور إدارة المال والميزانية الخاصة للمنزل، وتحتاج إلى خطة مبسطة لإدارتها وتوزيع الموارد لتحقيق أفضل المنافع بفعالية بلا إسراف ولا تقتير مع اعتبار مواسم الصرف. ولتفعيل الميزانية بالشكل المناسب للخطة لابد من توعية أفراد الأسرة ولو بشكل مختصر بطرق توزيع الموارد ونمط الصرف والهدف من إدارة مال الأسرة وعلى هذا النحو الأسرة تسير بثبات وعدم ارتباك حال تداخل المواسم كالأعياد وشهر الصيام والمناسبات والإجازة وخلافها.

وأضاف هذه تجربتي مع عائلتي والارتباك محصور جداً ولله الحمد, وخلال شهر الصيام أتعجب كل العجب إلغاء وجبة واحدة في اليوم (الغداء) يستوجب هوس الاستهلاك الغذائي مما يساعد التجار الذين يقدمون الإغراءات لدفع الاستهلاك الغذائي إلى منتهاه بلا وجه حق, المعدة تبقى هي نفس المعدة في رمضان وغيره وعدد ساعات اليوم ٢٤ ساعة في رمضان وغيره. استهلاكي الغذائي للبيت في شهر رمضان كغيره اللهم بعض الأصناف مثل التمر والرطب والألبان التي تستهلك بشكل يومي يتم تحضيرها بشكل أكثر من عادتها.

وخلاصة الحديث هي أن الخطة السنوية للميزانية المنزلية ذات الأهداف الواضحة المراعية لاختلاف الأوقات والمحفزة لنمط استهلاكي رشيد وناضج له أكبر الأثر في تسوية سلوك المجتمع الاستهلاكي وله أكبر الأثر من حد الجشع الربحي لدى التجار بشرط توعية أفراد الأسرة بخطة الميزانية وكيفية التعامل معها.

مقابلة الثقافة الاستهلاكية بالتحصين..

تقول الباحثة الاقتصادية “ليلى المعيضي”: غالباً ما نجد أفراد المجتمع قبيل شهر رمضان ومع حلول الإجازة الصيفية يشكون من ارتفاع الأسعار والغلاء المبالغ فيه خاصة الطبقة الكادحة ومتوسطي الدخل. وبوجه عام يشكو الأفراد بجميع المستويات من مواجهة حمى وفوضى الأسعار. وفي ظل ضغوط الثقافة الاستهلاكية المحمومة التي تحاصرنا من كل جانب بوسائل وخطط محكمة تعتمد على استمالة المستهلك عاطفياً ونفسياً عن طريق وسائل دعائية تجارية مبهرة هدفها مادي بحت لخدمة الشركة المنتجة ليس إلا.! الأمر الذي يزيد من عبء الأسرة مادياً..

ولمواجهة هذا الداء والخطر لابد أن نقابل تلك الثقافة الاستهلاكية بثقافة تحصينية تعتمد على ثوابت دينية وتربوية، وذلك من خلال:

1) إعداد خطة للإنفاق نراعي فيها إشباع الحاجات الأهم ثم الأقل أهمية.

2) تعزيز مفهوم ترشيد الاستهلاك ويقصد به أفضل الطرق لاستخدام السلع والخدمات والتقليل من الفاقد.

وأضافت مع قرب حلول شهر رمضان يتحتم على المستهلك أن يعي المدلول الأكبر من تعظيم هذا الشهر الكريم ولا يعني أن نتخذه مبرراً للبذخ والتباهي بالموائد على الإفطار فكرم الشهر نابع من ثواب الله للصائم والكرم الذي يحث عليه رمضان هو كرم الأخلاق في تقوية العلاقات وأواصر المحبة، بالإضافة إلى شعور المسلم بكرمه في التصدق على الفقراء في شهر العطاء.

“الوعي بالمعايير الاقتصادية”..

ويرى الدكتور إبراهيم بن فهد الغفيلي رئيس مركز الريادة للاستشارات المالية والاقتصادية أن “ميزانية الأسرة تتكون من دخل رب الأسرة (الزوج) ويتمثل في راتبه ومصادر دخله الأخرى إن كان له مصادر دخل أخرى فهذا المصدر الرئيسي لميزانية الأسرة، يضاف إليه راتب الزوجة إن كانت تعمل وبرغبتها لأنها شرعاً غير ملزمة بالإنفاق على الزوج أو الأسرة.

وأوضح الدكتور إبراهيم أن علم الاقتصاد وفق أن الموارد المالية محدودة ويحسن ترشيد إنفاقها على أغراضٍ أساسية لأفراد الأسرة مثل:

1- الغذاء.

2- المسكن.

3- الرعاية الصحية.

4- التعليم.

5- المواصلات.

6- الترفيه والسفر في الإجازات. فهذا هو السلم الهرمي لأوليات احتياجات الأسرة ففي قمتها الغذاء والمسكن وفي أسفلها الترفيه والسفر- على حد قوله-.

وأضاف الغفيلي: يجب أن تكون قرارات الأسرة من الزوج والزوجة والأبناء على قناعةٍ وفهم لهذه المعايير الاقتصادية في ترتيب أولويات الإنفاق من مصادر دخل ميزانية الأسرة. والنقطة المهمة أن الأسرة متمثلة في الزوج والزوجة وكبار الأبناء يجب أن يفكروا دوماً في الادخار والاستثمار بمعنى أن لا تنفق مصادر دخل الأسرة ١٠٠% وإنما يقتطع منها على الأقل ١٠% للادخار أو الاستثمار. فيوجه في السنين الأولى لشراء أسهم شركات قوية تحقق عوائد نقدية جيدة تساهم في نمو مدخرات الأسرة لتوجيهها في شراء قطعة أرض أو في دفعاتٍ لشراء شقةٍ أو مسكن.

وأردف عند وعي الزوج والزوجة وفهمهما لهذه المعايير الاقتصادية لميزانية الأسرة سوف تزداد حصيلة الثقافة المالية لديهما فتصبح قراراتهما أكثر رشدانية وموضوعية وبعيدة عن المبالغة في الاستهلاك والمضاهاة.

وأبان: رمضان على الأبواب فتزداد عادةً المصاريف على الولائم الغذائية والملابس والهدايا وهذا مخالف لفلسفة صوم شهر رمضان فالحكمة منه تقليل الإنفاق على الأكل لأن نصف يوم الإنسان صائم فكيف تزداد مصروفاته على الغذاء؟ لأن هذا مخالف لحكمة الصوم. وإنما يجب عليه مساعدة الأسر الفقيرة التي لا تجد المال لشراء احتياجاتها الضرورية من الغذاء.

ووجه الغفيلي كلمة للتجار قال فيها: إنني أذكرهم بأن المال الذي لديهم والتجارة التي يملكونها هي رزقٌ رزقهم الله به فعليم أن يكثروا بمساعدة الأسر الفقيرة التي لا تجد ما يكفيها برمضان وأن يساهموا في تخفيض أسعار المواد الغذائية وألا يرفعوا أسعارها عن الشهور السابقة ولو فعلوا ذلك فإنهم لم يدركوا حكمة الصيام وهي التقوى وهي مخافة الله في السر والعلن. فكيف بتاجر يصوم النهار ويفسد صومه بزيادة الأسعار على الفقراء والمساكين فهذا خلاف حكمة الصوم وهي التقوى. لأن التقوى تتطلب أن التاجر الصائم يشعر عندما يجوع بحاجة الفقراء والمساكين.

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
  • مواطن

    انا احد الأشخاص الذي ليس له اي ميزانية ادخار أولا الراتب الشهري لا يساعد بالاستفادة منه لي اي حدث طارئ يعني 4831 ريال ماذا تفعل في هذه الحياة سؤال الى المسؤولين هل يستطيع ان يعيش يوم واحد بهذا المبلغ فضلاً عن شهر كامل

  • غير معروف

    الراتب مايكفي الحاجه

  • nona

    الراتب لايكفي لسد احتياجاتنا أصلا