الذين يستبيحون دماء المسلمين في صورة عمل صالح !

الأحد ٢٠ يوليو ٢٠١٤ الساعة ١٢:١٨ صباحاً
الذين يستبيحون دماء المسلمين في صورة عمل صالح !

نعيش العشر الأواخر من الشهر المبارك ، ويعني هذا قرب انتهائه ورحيله ، ولكن مع الوداع يفتح الله باباً عظيماً للعاملين ؛ هو باب الازدياد من الخير والحث عليه في هذه العشر ، إذ إنها محلٌ لهذه الزيادة اتباعاً واقتداءً برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، واغتناماً للفضل الذي جعله الله فيها ، ولكن قد تضيق نظرة كثير من العبّاد عن هذا الفضل الواسع لتختزله في زيادة بعض الركعات على هيئة قد لا تكون موافقة للهدي ولكن تمشيّاً مَع عُرفِ المجتمع ، فَتُحْرَمُ هذه الفئة من الناس من ولوج الباب الذي فُتِحْ ، ولا يفرقون بين ما رَجَحٍ وما رُجِحْ ، ناهيك عن طائفة أخرى اتخذت ما ذمه الشرعُ زادًا ، فلم يكفوا أذاهم عن المسلمين ، ويرون أن الغيبة والسباب والشتم والتبديع والتفسيق عملاً صالحاً يتقربون به الى الله عز وجل ، فكم من عالمٍ قذفوه ، وكم من صالح سبوه وشتموه ، وكم من مستقيمٍ بدّعوه وضللوه ، فأيّ زيادة سيستقبل هؤلاءِ بها العشر المباركة غير أنهم مدعوون إلى التوبة والازدياد منها . وربما وجدتَ طائفةً أخرى هي الأكثر بعدًا وحرماناً وأكثر سوءًا وعدوانا ، أولئك الذين يستبيحون دماء المسلمين في صورةِ عمل صالحٍ ، فكم من مصلٍّ كفروه ، وكم من راكعٍ قتلوه ، روعوا المسلمين ، وخوفوا الآمنين ، وأحزنوا المؤمنين ، بينما أحب الأعمال إلى الله “سرورٌ تدخله على قلب مسلم ” كما جاء في الحديث . لقد ناقضوا الشريعة وخالفوا مراد الله في عباده .
إن من أحوج ما يحتاجه المسلمون اليوم ألفة تَرْأَبُ صدعَ أخوّتهم ، ورحمة تلتئم بها جراحاتهم ، وصدر رحيب يتسع لجاهلهم ، وسماحة وحلم يهتدي بها عاصيهم ، والتفكر في أحوال الأمة عبادة ، وذلك إذا كان المتفكر يحمل همّ عودة الأمة إلى مجدها ودينها بحسب مراد ربها.
ومن العمل الصالح الذي يحبه الله السعي لإسعاد المسلمين ، بكلمةٍ ، أو بصدقةٍ ، أو حتى ببسمةٍ ، فالابتسامة لأخيك في ميزان الشرع من أجمل الصدقات ، والسعي في حوائج المسلمين من أجلّ القربات ، بل فضله النبي صلى الله عليه وآله وسلم على الاعتكاف في مسجده المبارك ، فكيف بمن يكشف عن مسلم كربةً ، أو يرفع عنه همًا ، أو يطرد عنه جوعاً ، أو يقضي عنه ديناً ، هكذا ينبغي لنا أن نفهم وجوه الازدياد من الخيرات .
لقد كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم أجود الناس ، وكان أجود ما يكون في رمضان ، فلنأخذ من كل جوانب الازدياد ولا نحصرها فيما لا يتعدى نفعه لأحد ، وذلك بناءًا على مفهومنا للعبادة ، فالعبادة أوسع مما يتصوره كثير من الناس .
ولا يعني ذلك التقليل من شأن التقرب إلى الله بالصلاة ، وقراءة القرآن ، إنما نعني أن لا ننظر للعبادة من هذه الزاوية فقط ، فنحجر واسعاً .
إن الذي يريد الازدياد لابد أن يكون قد استكمل المفروض ، وتزكية النفس بالأخلاق الفاضلة ، وفهم الدين فهماً صحيحاً ، وتربية الجوارح على سماحة القرآن هذا أمر مفروض ، إذَنْ! فلنبدأ بتزكية نفوسنا وتذليلها للعمل بالقرآن ما استطعنا إلى ذلك سبيلا ، ولنزدد من النوافل زيادة مقبولة لا يشوبها دَرَنُ الهَوى . والله من وراء القصد .

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق
الاسم
البريد الإلكتروني

  • أبو عبدالله

    الله يسعدك على الكلمات الرائعه
    لايتحدث بهأ الىك ( مسلم. صادق)
    اهنيك على صبرك على قلبك
    اخ لك في الاسلام