أمين فقهاء الشريعة بأمريكا: لا نعتمد اختلاف المطالع في رؤية الهلال

السبت ٢٦ يوليو ٢٠١٤ الساعة ٢:٢٣ مساءً
أمين فقهاء الشريعة بأمريكا: لا نعتمد اختلاف المطالع في رؤية الهلال

يتزايد أعداد المسلمين وتنوع جنسياتهم وتتنامى أعداد المنظمات والجمعيات الإسلامية في أمريكا -كما تشير الإحصاءات الأخيرة- ومع ذلك فما زالوا يقعون في حيرة الاجتهاد حول بعض المسائل الشرعية، وخاصة تحديد هلال رمضان، وكذالك موعد عيد الفطر المبارك.

ونظراً لتعدد الجهات ذات الاختصاص وتنوع المذاهب الفقهية التقت “المواطن” بالشيخ الدكتور صلاح الصاوي الأمين العام لمجمع فقهاء الشريعة بأمريكا، وكان معه الحوار التالي:

تعلم فضيلتكم مدى الحرج الذي وقع فيه المسلمون في أمريكا حول تحديد اليوم الأول من رمضان، بسبب تعدد الآراء، واختلاف وجهات النظر بين المنظمات الإسلامية، فما تعليقك؟

– إن لمجمع فقهاء الشريعة بأمريكا منهجية ثابتة في التعامل مع هذه القضية، وقد صدر بها قرار منذ بضع سنين، وخلاصة منهجية المجمع تتمثل في ترجيح الاجتهاد القائل بعدم اعتبار اختلاف المطالع ، وأنه متى رؤي الهلال وثبت ثبوتاً شرعياً في أي بلد إسلامي لم يعرف بشذوذ عن الجماعة، فقد لزم الصوم بقية المسلمين الذين يشتركون مع بلد الرؤية في جزء من الليل، وأن هذا هو أولى الاجتهادات بالصواب، وأيسرها تطبيقاً في ظروف الجاليات الإسلامية المقيمة في الغرب، وينبغي أن يجري اتصال مباشر مع أهل الفتوى في هذا البلد للتحقق من صحة النبأ، وذلك لما يلي:

وهل هناك اتفاق على هذه المنهجية؟

– نعم لأن هذا هو رأي جمهور أهل العلم، واختيار المحققين منهم، لأن زوال الاعتبارات التي بني عليها القائلون باعتبار اختلاف المطالع موقفهم، فإن اليسر والتوسعة، الذي كان وراء ترجيح هذا القول لم يعد له مفهوم، في ظل تطور وسائل التقنية في واقعنا المعاصر، وتحول العالم كله إلى ما يشبه القرية الواحدة، وانتقال الخبر بين أرجاء المعمورة كلمح بالبصر! وهذا أقرب لمقصود الشارع من الائتلاف واجتماع الكلمة، وخطوة على طريق وحدة الأمة وجمع كلمتها.

ألا تعتقد أن هذا الأمر قد يثير حفيظة البعض إذا كان الصيام وفقا لإقليم لا ينتمون إليه؟

– لا أعتقد أنه يثير حساسية إقليمية، فأيما بلد إسلامي أعلن الرؤية، فإن الجاليات الإسلامية تبع له تعتمد قوله وتعمل به.

ولماذا لا يكون للمسلمين في أمريكا رؤيتهم الخاصة لـ”الهلال”؟

– إننا نتبع المنهجية التي أوضحتها من أجل رفع الحرج الذي يسببه اعتبار اختلاف المطالع عندما تتعارض الرؤية في الغرب مع رؤية أهل مكة في عيد الأضحى، حيث يكون أصحاب هذا الاجتهاد بين أمرين: إما مخالفة الحجيج وفيه مخافة الإجماع العملي، ومصادمة الشعور الإسلامي، وإما موافقة الحجيج مع ما يعنيه ذلك من التناقض مع ما يرجحونه من أصول فقهية.

ماذا قال مجمع فقهاء الشريعة بأمريكا في رؤية هلال رمضان هذا العام؟

– لقد أصدر المجمع بياناً رسمياً حول ثبوت شهر رمضان هذا العام، ونص البيان على أن السبت الموافق لـ(28) من شهر يونيو/حزيران من عام (2014)م، هو أول أيام شهر رمضان المبارك، نسأل الله أن يعيده على الأمة كلها بالخير واليمن والتوفيق والرفعة بإذن الله.

ووجه ذلك هو ثبوت دخول الشهر شرعياً في اليمن الشقيق، وعدم استحالة ذلك فلكياً، وقد تبنى المجمع في قراراته وفتاوى لجنته الدائمة للإفتاء عدم اعتبار اختلاف المطالع، وأنه متى رئي الهلال في بلد من البلاد -ولم يقطع العلم باستحالة الرؤية فيها- لزم الصوم بقية البلاد التي تشترك مع بلد الرؤية في جزء من الليل.

وأعلن المجمع هذا على الجاليات المسلمة في الولايات المتحدة، ليؤكد على أن هذا هو ما انتهى إليه اجتهاده في هذا المقام، ولا ينكر على من ظهر له خلاف ذلك، والمرء أمين على دينه.

كما أعلن المجمع -ممثلاً في لجنته الدائمة للإفتاء- هذا البيان على مسلمي الولايات المتحدة، ليبتهلوا إلى الله -جل وعلا- أن يرفع البلاء عن أمة محمد عامة، وعن إخوتنا في بلاد الشام خاصة، وأن يحقن دماءهم، وأن ينجز لهم وعده بالإنجاء والنصرة والتمكين.

وما هي المرجعية العلمية التي يرجع إليها المسلمون في أمريكا ليحتكموا في أمور الدين؟

– لقد أسس مجمع فقهاء الشريعة بأمريكا لهذا الغرض! وهو يضم نخبة من أهل العلم وأهل الخبرة من الولايات المتحدة ومن خارجها، ومن أعضائه في بلاد الحرمين، فضيلة الدكتور عبد الله المصلح -وهو نائب رئيس المجمع- ومن أعضائه كذلك الدكتو يوسف الشبيلي، والدكتور المرزوقي -وهو مدير المجمع الفقهي برابطة العالم الإسلامي- ورئيسه الدكتور حسين حامد حسان، وأمينه العام الدكتور صلاح الصاوي، وللمجمع لجنتة الدائمة للإفتاء، وهي تضم سبعة من حملة الدكتوراه في الشريعة ممن يقيمون داخل الولايات المتحدة.

ما هي أبرز الفعاليات التي أشرف عليها المجمع بأمريكا؟

– لقد أقام المجمع عشرة مؤتمرات دولية كان آخرها مؤتمر حول نوازل المرأة المسلمة خارج ديار الإسلام، وأقام كذلك (10) دورات تدريبية لأصحاب الفضيلة أئمة المساجد ومديري المراكز الإسلامية في الولايات المتحدة، وكانت جميعها حول قضايا محورية وحيوية في حياة الجاليات الإسلامية المقيمة في الغرب، وكان آخرها حول شركات التمويل الإسلامي العاملة في الولايات المتحدة.

وماذا عن أبرز المؤلفات الصادرة عن علماء المجمع؟

– لقد صدر لأمينه العام -الدكتور صلاح الصاوي- موسوعة فتاوى المغتربين، وهي تضم (15) مجلداً، وتحت الطباعة منها (10) مجلدات أخرى.