سعودة التسول!!

الأربعاء ١٣ أغسطس ٢٠١٤ الساعة ١١:٣٨ مساءً
سعودة التسول!!

تقف مجبراً أمام الإشارة لتلتقط مركبتك أنفاسها ولكي تواصل المركبات من الإشارة الأخرى مغادرتها لتنظيم السير, تغمض عينيك وتسترد نظرها فإذا بعباءة خلفها رجل مدعي الأنثوية “قلبك يقول ذلك” يطرق نافذة المركبة وبين يديه صك فإما يدعي أنه سلب منه منزله،  أو أنه محمل من أوزار الديون ما يثقل الكاهل، أو لربما يقول إنه مشلول وهو واقف أمامك، وهذه إحدى هفوات المتسولين،  تودعه باعتذار معتاد وتحل مقولة املأ أوقات الانتظار بالاعتذار, تسترد أنفاسك إليك توزع نظرك إلى الجهة الأخرى وإذا بمارد يخرج من وسط القمقم ولكنه في الحقيقة بائع ألعاب أطفال أخفت الألعاب ملامح وجهه يعرض عليك تلك الألعاب يراودك الشك في تلك اللحظة أنك ما زلت صغيراً وأنك كبرت “كذبة بيضاء”، وتارة يطرق رجل آخر النافذة لكي تشتري منه الماء وكأنك على تلال الربع الخالي، وجب عليك بعد الماء أن تأخذ قطعة حلوى وإذا ببائع الحلوى يطرق النافذة معلناً تحقيق الحلم, تصفع خدك كي تعيد إليك وعيك جراء ذلك المنظر الذي يجعلك تظن أنك في أحد الأسواق التجارية فإذا به يقترب ويطلب منك أن تشتري المفارش منه, تبدأ الكوابيس تتدافق إليك من تلك المناظر ويلوح لك في الأفق قطع الإشارة غير أن المركبات التي سوف تقف عند الإشارة بعد مغادرتك لها تهون عليك مصيبتك؛ لأن الأمر بالنسبة لهم سيتحول إلى “عنبر خمسة”، تكمل المشوار تنتهي الألغاز وتغني أنشودة الفرح انتصاراً بالسير تصل إلى منزلك، وإذا بمركبة تتوقف خلفك يخرج منها رجل تظهر هيئته أنه متسول يعود إلى ذهنك أن قصة المتسولين لم تنته وما زال للحديث بقية، يبادرك بالحديث إذا لم تستطع أن تدفع للمتسولين عند الإشارة أو أن تشتري من الباعة إذاً عليك بدفع “ضريبة المرور” من أمامها!!, أعتقد أن مكافحة التسول تحتاج في حد ذاتها إلى مكافحة لا نشاهد أي بوادر تظهر أنهم يقومون بأعمالهم على أحسن وأكمل وجه، بل ازدياد في أعداد المتسولين، الأمر لا يتوقف عند الإشارة، بل وصل إلى المستشفيات، والأسواق التجارية، والبنوك والمساجد، بل ربما تجد في قادم الأيام متسولاً أمام منزل كل مواطن, المواطنون كذلك يجب عليهم ألا تجرهم عواطفهم لمساعدة المتسولين إلى الموافقة على استمرارهم وازديادهم وانتشارهم، لأن الأمر أصبح بالنسبة لهم تجارة رابحة لا خسارة فيها، وإذا كانت مكافحة التسول لا تلقي اهتماماً ولا تتابعهم، فعلينا أن نلغي مكافحة التسول ونطالب من وزارة العمل بسعودة التسول في الأيام القادمة؛ لأن الأمر برمته أصبح وأمسى تجارة والمواطن أحق بذلك إن ساد هذا الصمت على التسول!، أنا لا أحاربهم ولكن تصحيحاً للأوضاع يجب أن يهتم بكبار السن وأن يوضعوا في دار المسنين وتوفر لهم أفضل الخدمات, أما الأطفال فيكونون في مركز إيواء الأطفال المتسولين كما هو معمول به في مدينة جدة، فينشأ مثل هذا المركز في جميع المدن الرئيسية، وبالنسبة إلى النساء يكن ضمن أجندة الجمعيات الخيرية, وبذلك نكون مارسنا طقوسنا العملية الصادقة وفتحنا طلاسم المتسولين واقتلعنا أضرارهم من جذورها وأقلها الأمراض وأغلقنا ملف القضية, أخشى في قادم الأيام أن أشاهد وزارة التجارة والصناعة توافق على ترخيص تأسيس شركة المتسولين (شركة مساهمة مقفلة) برأسمال وقدره… وتبلغ القيمة الاسمية للسهم الواحد ريالاً ويكتتب المؤسسون في كامل أسهم الشركة!!.

“بالمختصر”..

بحثت في محرك البحث قوقل عن شكل شعار مكافحة التسول فلا أخفى عليكم سراً أنني منذ طفولتي لم أتعرف على شعار الهيئة ولم يسبق أن أشار لي أصدقائي إليه، لكن بالفعل تجربة فريدة أن تتعرف على شعار جهاز حكومي عبر محركات البحث، فهذا يدل على عملهم بصمت!

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق
الاسم
البريد الإلكتروني

  • علي الوقداني

    ملينا منهم ومن مكافحة المتسولين

  • عايد

    مقال يستحق اعادة النشر

    اعتقد نحتاج ان “نتوسل” لمكافحة التسول لكي تقوم بعملها

  • إبراهيم عطية

    جدا جميل ..مكافحة التسول أين أعين الرقابة عنها..قد تملك حصانة دون علمنا

  • سعد الزهراني

    هؤلاء شركات تشتغل بطريقة مقننة ومن وظاىفها الاخريات السرقة والنهب

  • سالم الشهراني

    كلام كبير وحقيقة… اين مكافحة التسول