هدنة غزة بعد ٥٠ يوماً من العدوان انتصار أم انكسار بلون آخر؟!

الثلاثاء ٢٦ أغسطس ٢٠١٤ الساعة ٩:٢٠ مساءً
هدنة غزة بعد ٥٠ يوماً من العدوان انتصار أم انكسار بلون آخر؟!

أكد نائب رئيس المكتب السياسي لحماس، موسى أبو مرزوق، أنه تم التوصل إلى “تفاهمات” حول وقف إطلاق النار مع إسرائيل في قطاع غزة، معتبراً ذلك “تتويجاً لصمود شعبنا ولنصر مقاومتنا”.

وكتب أبو مرزوق على صفحته على موقع “فيس بوك”: “انتهت التفاوضات وصولاً للتفاهمات التي تتوج صمود شعبنا ونصر مقاومتنا، في انتظار البيان المحدد لنقطة الصفر، ووقف العدوان”.

وفي بيان صحفي للمتحدث باسم حماس في غزة، سامي أبو زهري، قال “تم إنجاز الاتفاق بين الطرفين، ونحن في انتظار الإعلان الرسمي من القاهرة”.

الأمر الذي يدعنا في “المواطن” نفتح أوراق ما تعرضت له “غزة” منذ بداية العدوان الصهيوني وخلال ٤٧ يوماً فقط من أصل ٥٠ يوماً من العدوان على القطاع الغربي أو الضفة الغربية، وما كسبت وما خسرت، تاركين للقارئ، الإجابة على تساؤل “هل انتصرت غزة؟”.

نشر المرصد الأورومتوسطي إحصائية مبدئية لحصيلة الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة حتى يوم السبت الماضي، متحدثاً عن عدد الضحايا- حسب إحصائية الأورومتوسطي إلى يوم السبت- 2100 شهيد، بينهم 535 طفلاً و298 امرأة.

أما عدد الجرحى منذ بداية الهجوم وحتى اليوم ٤٧ من العدوان وصل 10628 جريحاً، منهم 3214 طفلاً و2065 امرأة. ووفقاً للمرصد سيعاني ثلث الأطفال الجرحى- ما يكاد يكون ألف ومائة طفل- سيعانون إعاقة دائمة.

ونفذ الجيش الإسرائيلي هجمات استهدفت غزة، بلغت 59973 هجمة، منها 7690 هجوماً صاروخياً، و15673 قذيفة من البحرية، إضافة إلى 36610 قذيفة مدفعية.

وواصلت القوات الإسرائيلية استهداف المنازل والمنشآت المدنية، وذكرت الإحصائية أنّ الاحتلال دمّر منذ بدء الهجمة وحتى اليوم ٤٧- من أصل ٥٠ يوماً حتى اليوم- 15671 منزلاً، منها 2276 بشكل كلي، و13395 بشكل جزئي، إضافة إلى عشرات آلاف المنازل المتضررة.

كما تحدث المرصد-في إحصائياته السبت- عن عدد المساجد المستهدفة منذ بدء الهجوم الذي وصل إلى 151 مسجداً، دُمّر 57 منها بشكل كلي.

كما استهدفت القوات الإسرائيلية جمعيات الخيرية حتى وصلت إلى قرابة 26 جمعية تقدم خدمات لقرابة مائتي ألف شخص.

وذكر الأورومتوسطي أن عدد المشردين ارتفع إلى قرابة النصف مليون مشرد (445,740)، غالبيتهم توزعوا على 90 ملجأ تابعاً للأمم المتحدة.

وبحسب الأورومتوسطي؛ قدرت الخسائر الاقتصادية المباشرة وغير المباشرة التي لحقت بالقطاع بـ 3 مليارات و390 مليون دولار، نتيجة استهداف 324 مصلحة تجارية وصناعية وقصف المنازل ومحطات المياه ومعالجة المياه العادمة، والمقارّ الحكومية، والمدارس، وقوارب الصيادين، ومحطات ومحولات الكهرباء، والمراكز الصحية، والطرق وخطوط المياه والكهرباء، والأراضي الزراعية، والمؤسسات الأهلية، والمساجد والكنائس والقبور.

وفي الجانب الآخر، حيث العدو الصهيوني، قدر خبراء اقتصاديون الخسائر العسكرية والاقتصادية التي تكبدتها إسرائيل جراء عدوانها على غزة بنحو ستة مليارات دولار حتى يوم الجمعة الماضي- الـ٤٦ من بدء الهجمة الصهيونية-، الأمر الذي نفاه السياسيون الإسرائيليون، رافضين الاعتراف بحجم الخسائر.

المحلل السياسي يوني بن مناحيم- في لقاء تلفزيوني- قال إن كل حرب بالعالم تصحبها خسائر، ولكن إلى جانب هذه الخسائر فقد حققت إسرائيل انتصارات تمثلت في قتل المئات من الناشطين بصفوف المقاومة، وهدم الكثير من الأنفاق، وشل قدرة “حماس” على إطلاق الصواريخ، إضافة إلى تصفية قادة عسكريين تابعين للحركة، وهذا يعتبر أكبر المكاسب التي حققها الجيش الإسرائيلي- كما ذكر بن مناحيم-.

وأضاف أن تقارير صادرة من الجيش الإسرائيلي أوضحت أن حماس فقدت ثلثي ترسانتها الصاروخية التي كانت تقدر بتسعة آلاف صاروخ، وانخفضت إلى ثلاثة آلاف صاروخ الآن.

ورفض بن مناحيم أن يعترف بحجم الخسائر التي قدرها الخبراء، مشيراً إلى أن خسائر إسرائيل أقل من ذلك بكثير، ولتعويض هذه الخسائر، أكد أن تل أبيب ستغير أولويات الميزانية المالية العام الجديد.

وحول تأثير هذه الخسائر، فقد رأى أنها لن تهدم الاقتصاد لأن المشكلة أمنية فقط، وأكد أن إسرائيل أقوى بكثير من أن تنهار نتيجة لهذه الحرب.

وكانت صحيفة “يديعوت أحرنوت” تناولت بعددها البارحة، تقريراً عن حجم الخسائر التي لحقت بالاقتصاد الإسرائيلي جراء العدوان على غزة، وأشارت التقديرات الأولية إلى أن تكلفته حتى الآن بلغت عدة مليارات من الشواقل -الدولار = ٠،٢٨٥ شوقل-

وشملت الخسائر الناجمة عن العدوان وعن تصدي المقاومة الفلسطينية له خسائر لحقت بالمصانع وما نجم عنها من انخفاض المشتريات وإلغاء مباريات كرة قدم وانهيار كبير في قطاع السياحة وستلقي الخسائر التي لحقت بالسياحة ظلالها على بقية القطاعات الاقتصادية.

وتقدم ثلاثة آلاف إسرائيلي بطلبات للحصول على تعويضات من الحكومة الإسرائيلية، وبلغ عدد العمال والموظفين الذين لم يلتحقوا بوظائفهم منذ بداية العدوان، في الجنوب أكثر من 35 عاملاً.

بعد هذا الكم من الخسائر البشرية والمادية، سيكون من السذاجة ألا ندع الإجابة لعقلية القارئ الكريم، فها هي خسائر ومكاسب الطرفين بين أيديكم.

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
  • اكرم

    الحرية والكرامه اغلي من تسوى غزه بالارض ياكاتب المقال