تحديات الخليج والمخاطر الإقليمية تثبت بعد نظر خادم الحرمين

الأربعاء ١٧ سبتمبر ٢٠١٤ الساعة ١٢:٠٤ مساءً
تحديات الخليج والمخاطر الإقليمية تثبت بعد نظر خادم الحرمين

أثبت خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، بُعد النظر الذي يتمتع به في دعوته لانتقال دول مجلس التعاون إلى مرحلة الاتحاد، وذلك لمواجهة التحديات والتصدي للمخاطر التي واجهت المنطقة بالفعل بعد سنوات قليلة من دعوته -حفظه الله-، فالدول المحاطة بالأخطار شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً، لن تستطيع التصدي للإرهاب الموجه نحوها قبل سواها، إلا باتحادها ولم يعد التكاتف وحده كافياً كما هو الحال عليه الآن.
وأضحى الخليج اليوم، محاطاً بإرهاب من الشمال حيث حزب الله وداعش وسوى ذلك من الجماعات والتنظيمات الإرهابية، الذين نجحوا بنشر الفوضى والعبث بأمن وأمان دول العراق وسوريا، بالتعاون مع مخابرات دولية، والجنوب ليس بأفضل حال فجماعة الحوثي والقاعدة، يمارسوا هوايتهم أيضاً بنشر الفوضى والعبث بأمن وأمان اليمن، ولا تغيب عن بال القارئ الأخبار اليومية التي تنقلها القنوات الفضائية من هنا وهناك.
وكان نائب وزير الخارجية الأمير عبدالعزيز بن عبدالله، تطرق في كلمته مفتتحاً “مؤتمر الخليج العربي والتحديات الإقليمية” بالرياض لهذا الشأن قائلاً “إنه من دواعي سروري أن أشارك في هذا المؤتمر المهم الذي يعقد في ظل ظروف حرجة ومخاطر جمة تحيط بالمنطقة، لا سيما وهي تعيش ظروفاً بالغة الخطورة وتحديات كبيرة لم تشهدها منطقتنا من قبل من تفاقم الأزمات السياسية، وتفكك البنية الاقتصادية، وانهيار الأمن وسلطة القانون في عدد من دول المنطقة، وانتشار الإرهاب بجميع أشكاله والحركات المسلحة المتطرفة”.
وأوضح نائب وزير الخارجية، أن هذه الظروف تضاف إلى استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية وعدم مصداقيتها في مفاوضات السلام مع السلطة الفلسطينية لقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وإمعانها في الاعتداءات المتكررة وقتل الشعب الفلسطيني في قطاع غزه وتدمير ممتلكاته في جرائم ضد الإنسانية، قبل أن يتناول تراخي المجتمع الدولي في حل الأزمة السورية وتحقيق طموحات الشعب السوري الشقيق؛ مما أدى إلى تفاقم المعاناة الإنسانية في سوريا الشقيقة وتهجير وتشريد شعبها، وإمعان النظام في القتل والتدمير، وإسهامه في خلق بيئة مواتية لنشاط المجموعات الإرهابية وتدخل عناصر خارجية في النزاع، مما ينذر بمخاطر على كل المنطقة والعالم، وتطرق إلى معاناة الشعب العراقي واليمني أيضاً، وخطر النووي الإيراني على المنطقة.
كل ما ذكر أثبت بُعد نظر خادم الحرمين الشريفين والمملكة، واهتمامه بالدول المجاورة، بطرح فكرة الاتحاد، فالرياض أثبتت منذ زمن بعيد أن مستقبلها مرتبط بمستقبل أشقائها دول الخليج العربي، ودول عربية أخرى وضعت المملكة ثقلها السياسي دعماً لاستقرارها وإعادة الأمن والأمان إليها -بفضل الله أولاً وأخيراً-.