الكاتب “علي الموسى” يرثي صديقه بـ”مقالٍ مؤلمٍ”

الإثنين ١ سبتمبر ٢٠١٤ الساعة ٨:٤٨ صباحاً
الكاتب “علي الموسى” يرثي صديقه بـ”مقالٍ مؤلمٍ”

رثى كاتب صحيفة “الوطن” علي الموسى، صديقه الذي وافاه الأجل بمقالٍ مؤلمٍ نشرته صحيفة “الوطن” اليوم.
واستهل “الموسى” قائلاً: أخي شقيق كل آلامي وآمالي، رفيق المهجر وصديق المحضر، أغلى صدف هذه الحياة وأعلى مراتب الأصدقاء، إليك السلام وعليك من الله -عز وجل- رحمة وثواب ومغفرة: السلام عليكم أخي الدكتور، مبارك بن سعد بن سليمان ورحمة الله وبركاته.
وأضاف الكاتب قائلاً: أخي أبا عبدالله: بعد صلاة الجمعة وقفت مع الآلاف من محبيك على قبرك في “نسيم الرياض”، بكيت ثم قررت أن يكون قبرك لي عنواناً وعبرة وعظة، كم هي عشرات المرات التي استقبلنا فيها بعضنا بعضا في المطارات، وها نحن نتوادع في المقبرة، واسمح لي، أغلى أصدقاء حياتي وأعلاهم محبة إن قلت: كم خذلتك في أيامك الأخيرة مع هذا المرض.
واستطرد الكاتب “الموسى” حروف الوداع قائلاً: كنت أهرب منك لأنني عاطفي سريع الدموع لا يحتمل أن يرى وجه أغلى أصدقاء حياته مهزوماً، وأنت من علمني ودربني على الانتصار والصبر، أنت تعلم، يا أباعبدالله، كم بكينا فوق ظلمة جبل “أبهاوي” قبل أشهر، منتصف المساء، حين تمكن منك المرض ثم أخذتك إلى المطار: ودعتك، للأبد، ثم قررت بعدها ألا أشاهد هذا الوجه الوضيء الباسم، أبا عبدالله: من على قبرك في “النسيم” استوت لدي معاني الموت والحياة.
واستذكر الكاتب أحد زياراته لصديقه قائلاً: يوم الرابع والعشرين من رمضان الماضي، وقفت أمام منزلكم بالرياض اتصلت عليكم فلم تجب، كان إبهامي على “الجرس” الذي رفض أن يضغط عليه هربت جلست في الحديقة الصغيرة أمام المنزل أتأمل كل نافذة، أتخيل كل شيء ضحكاتك، أثوابك وثوابك في كل شيء من فعل الخير، ثنايا أسنانك الرائعة المتفارقة، كنت، أبا عبدالله، في الداخل مكسوراً منهزماً من المرض، وكنت في الخارج حزيناً باكياً يغالب شلال الدموع، كنت أعرف أنك لا تريد أن تشاهدني ويصعب علي أن أراك.
وسطر الكاتب “الموسى” حزنه على صديقه قائلاً: آااااااه يا أبا عبدالله: أتذكر أول ساعة جمعتنا ببعضنا في “إنديانا” الأميركية، أتذكر يا أبا عبدالله، كيف اتخذتني، أنا، ولوحدي، من بين كل معارفك، صديقاً، للنكتة والبسطة والمقالب ومبادلة الأسرار الشخصية، أتذكر أنني، أبداً لم أصافحك، لم أعانقك، كلما التقينا من شدة الحب وعتب الفراق، أبوعبدالله: حين وصلت إلى الخرج، عائداً إلى أبها، وخارجاً من مقبرة النسيم إلى مقبرة الحياة: اتصلت على جوالك، كان يرن كنت أبكي مع ظلام المغرب: رد يا أبوعبدالله، تكفى يا بوعبدالله. “أنفداك” يابوعبدالله، مبارك: رد أنا حزين باك مكتئب، أجبني حتى لو من القبر، خلاص للأبد، ما أجمل البكاء!

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
  • الديحاني

    الله يرحمة ويسكنه فسيح جناته .. مقال رائع جداً وأحزنتني كلماته في وصف صديقه

  • ابو تركي

    الدكتور مبارك ونعم الرجل درسني في الجامعه فكان من خية الرجال

  • ابن البلد

    كم هي محزنة مبكية هذه اللحظه….ذهبت تحت الثرى يا صديقي وتركتني فوق الثرى مع الذكرى. هذه نقطة تحول في الحياه لمن خاف ربه واتعظ. رحمة الله على اموات المسلمين والمسلمات.

  • منيع المالكي ــ محافظة أضم

    فعلا والله رسالة مؤثرة قرأتها والعبرة تخنقني ولا نقول إلا رحم الله صديقك رحمة واسعة

  • ابوسامي

    الله يرحمك يابوعبدالله رحمة وسعه الهم صبر اهله ونعم الرجل رحمك الله وادخلك فسيح جناته انالله وانا له لرجعون

  • ربي رضاك والجنه

    الله يرحمه ويغفرله ويجعل قبره روضه من رياض الجنه
    كان نعم رجل في زمن قل فيه الرجال
    يعين ويعاون
    الله يجعل كل خير سعی فيه للناس حاجبا له من النار
    وترقی به الی اعلی مراتب الجنااااان
    يااااارب

  • ربي رضاك والجنه

    الله يرحمه ويغفرله ويجعل قبره روضه من رياض الجنه
    كان نعم رجل في زمن قل فيه الرجال
    يعين ويعاون
    الله يجعل كل خير سعی فيه للناس حاجبا له من النار
    وترقی به الی اعلی مراتب الجنااااان
    يااااارب

  • وردة الياسمين

    الله يرحمه رحمة واسعه وانااقراالمقال والله اني حزنت حزناشديداً وخنقتني العبره لكن نسال الله ان يجعل مبارك في جنات الخلد وان يلهم اهله الصبر والسلوان يارب

  • زينه القحطاني

    جداً حزين الكلام الله يرحمه ويرحم أموانتا واموات المسلمين